أكد الباحث في القضايا الصحية خالد فتحي، أن المغرب قطع أشواطا مهمة في ما يتصل بضمان اكتفائه الذاتي الاستراتيجي في مجال التزود بالأدوية.
وأوضح فتحي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للصحة المصادف للسابع من أبريل من كل سنة، أن المغرب يشتغل مع شركاء له في إطار توزيع الأدوار، من أجل تطوير الصناعة الدوائية، كما يولي اهتماما خاصا بإفريقيا قصد السهر على التزود بالأدوية واللقاحات، سعيا منه لضمان أمنه الصحي، لاسيما خلال الأزمات.
وفي هذا الصدد، استحضر فتحي، وهو أيضا أستاذ بكلية الطب والصيدلة بالرباط، قيام المغرب، بمبادرة ملكية، بإطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى بالمغرب.
واعتبر أن هذا المشروع يجسد رغبة المملكة في ضمان سيادتها الصحية والدوائية، في ظل مناخ دولي متقلب تطبعه الاضطرابات المتكررة في سلاسل التزويد بسبب الطلب المتزايد على اللقاحات، مبرزا أن هذا المشروع يتوخى إنتاج اللقاح المضاد لكوفيد ولقاحات أخرى رئيسية بالمملكة لتعزيز اكتفائها الذاتي، بما يجعل منها منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيد القاري والعالمي في مجال صناعة “التعبئة والتغليف”.
وأضاف الباحث في القضايا الصحية أن المغرب يدرك “أن أمنه الصحي يندرج ضمن أمنه القومي، ولذلك فهو يستعد للمخاطر ويضع لها سيناريوهات، وبالتالي مواجهة الأوبئة القادمة المحتملة ليس طبيا فقط، بل ماليا واقتصاديا واجتماعيا”.
وحذر من أنه “من الممكن أن تظهر فيروسات أخرى مادام أن هناك عبث بالطبيعة وتهور في الإضرار بالمناخ، وميل للدول إلى شن الحروب، بل إن تمكن بعض المنظمات الإرهابية من الذكاء الاصطناعي قد يعجل بأوبئة مفبركة جديدة”.
ويرى فتحي أنه على القائمين على القطاع الصحي بذل المزيد من الجهود لوقف هجرة الأطر الطبية إلى الخارج، إلى جانب تحدي ضمان تكوين يتميز بالجودة ويهتم بالاختصاصات الطبية “الثقيلة”، وليس الاختصاصات الاستهلاكية المدرة للربح، وبالتالي لابد له من حكامة تتعلق بالتكوين الطبي كونه صار استراتيجيا.
ولم يفت الباحث في قضايا الصحة التنبيه إلى تفشي أمراض ناجمة عن سوء التغذية، داعيا إلى التحسيس بأهمية تغيير السلوكيات الغذائية، ما يحتم بذل المزيد من الجهود على مستوى التربية الصحية.
وعلى مستوى الصحة النفسية، توقع خالد فتحي ظهور أمراض جديدة لها علاقة بتطور الحياة التي أضحت تعتمد بشكل مفرط على الأجهزة الذكية والذكاء الاصطناعي.