الرئسيةرأي/ كرونيك

برنامج “فرصة” أو فرصة للمؤثرين..

المضحك المبكي أن الحكومة تفتتح البرنامج بدعوة لما يسمى المؤثرين لافتتاحه

أطلقت الحكومة برنامجا سمته “فرصة”، وهو برنامج تقول الحكومة إنه لتمويل مشاريع 1000 آلاف شاب سيتم انتقاؤهم وفق معايير محددة.

الغريب أن هذا البرنامج هو شبيه ببرنامج “مقاولتي”، الذي تم إطلاقه منذ سنوات، وكانت نتيجته دخول شباب للسجن بسبب تعثر برامجهم، وعدم قدرتهم على تسديد ديون الأبناك.

هذا التعثر كان مرتبطا بعاملين أساسيين: الأول غياب المواكبة، والثاني عدم القدرة على المنافسة أمام الشركات الكبرى.

وهما العاملان المرجح استمرارهما، فقد تم تكليف الشركة المغربية للهندسة السياحية التابعة لوزارة السياحة بمواكبة المشاريع المنتقاة، رغم وجود وزارة للتشغيل والإدماج الاجتماعي والمقاولات الصغرى.

هذه الشركة التي تم إنشاؤها في عهد وزير السياحة السابق، التجمعي محمد بوسعيد، (أقاله الملك محمد السادس بسبب تداعيات مشروع الحسيمة منارة المتوسط)، كانت محط انتقادات لاذعة من طرف المجلس الأعلى للحسابات، بسبب سوء تدبيرها، وبسبب عدم قدرتها على جلب مشاريع استثمارية في قطاع السياحة ذات قيمة مضافة.

وللأسف، يتم منحها الإشراف على برنامج فرصة الذي تصل ميزانيته إلى 120 مليار سنتيم، وهي التي تجر وراءها تاريخا من الفشل وسوء التدبير، ولعل أصدق تعبير عن تكليفها بمواكبة مشاريع الشباب الطامح لإنشاء مقاولة، هو: لو كان الخوخ يداوي كلن يداوي غير راسو.

الغريب أن الملك محمد السادس كان قد أعطى تعليماته، خلال الحكومة السابقة، لدعم الشباب الراغب في تأسيس مقاولته الخاصة، وتجاوز اختلالات برنامج “مقاولتي”، وذلك بتمويل يصل لـ800 مليار سنتيم، وهو المشروع المعروف بـ”انطلاقة”، غير أنه تعثر تنزيله بسبب جائحة كورونا.

إذن في الوقت الذي كان يجب تقييم برنامج “مقاولتي” الفاشل، واستكمال تنزيل برنامج “انطلاقة” بعد التخفيف من حالة الطوارئ الصحية، ذهبت الحكومة متخبطة نحو برنامج جديد، هو نسخة طبق الأصل تقريبا من برنامج “مقاولتي” الفاشل، ومنح الإشراف عليه على شركة كانت محطة تقرير أشبه للإدانة انجزه المجلس الأعلى للحسابات، مع العلم أن هذه الشركة التابعة لوزارة السياحة لا علاقة لها بالموضوع.

المضحك المبكي أن الحكومة تفتتح البرنامج بدعوة لما يسمى المؤثرين لافتتاحه. وستمنح جزء من ميزانية التواصل البالغة 23 مليار لهؤلاء “المؤثرين”!!!!!!!
أي نموذج تريد تسويقه؟

إنه نموذج “صناعة محتوى”: اجيو تشوفو فين تغدينا اليوم!!! عرفتو شكون جا عندي اليوم !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى