حذر برنامج الأغذية العالمي، من عواقب “كارثية” إذا ظلت الموانئ الأوكرانية مغلقة، في الوقت الذي دعا فيه وزراء خارجية مجموعة الدول السبع روسيا، لفك حصار الموانئ البحرية الأوكرانية، واستئناف عمليات تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية الضرورية عبر البحر.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بعد اجتماعات مجموعة الدول السبع الكبرى، إن حرب روسيا ضد أوكرانيا أثرت بشدة على إنتاج وتصدير الحبوب، مشبهة ذلك بـ”حرب الحبوب”.
وأضافت بيربوك، أن المجموعة تبحث “طرقا بديلة” لنقل الحبوب من أوكرانيا، مع تصاعد خطر أزمة الجوع العالمية.
ولفتت إلى أن ما يصل إلى 50 مليون شخص سيواجهون الجوع في الأشهر المقبلة، إذا لم تستأنف عمليات تصدير الحبوب الأوكرانية، مشيرة إلى أن “حوالي 28 مليون طن من الحبوب عالقة في الموانئ الأوكرانية التي تحاصرها القوات الروسية”.
ومع استمرار الصراع في أوكرانيا، فقد نظرت بعض الدول إلى الهند كمصدر بديل للحبوب الأوكرانية، لكن نيودلهي حظرت، الجمعة، صادرات القمح إلى الخارج، بسبب مخاوفها المتعلقة بالأمن الغذائي.
ومنذ بداية هجوم روسيا على أوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي، استولت موسكو تقريبا على كامل مدينة ماريوبول الساحلية، حيث تحاصر القوات الروسية آخر المقاتلين الأوكرانيين المتبقين في مصنع آزوفستال للصلب، وحيث يوجد واحد من أكبر الموانئ الأوكرانية المطلة على بحر آزوف.
وسيطرت روسيا أيضا على منطقة خيرسون على البحر الأسود، وأطلقت صواريخ على ميناء أوديسا الرئيسي الذي لا يزال تحت السيطرة الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن مثل هذا التوقف في عمليات الموانئ، لم يشهد على الأرجح في أوكرانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال وزير خارجيته دميترو كوليبا، الجمعة الماضي، إن أوكرانيا مستعدة للمشاركة في محادثات مع روسيا لفك الحصار عن صادرات الحبوب، لكن حكومته لم تتلق “ردود فعل إيجابية” من المسؤولين في موسكو، حسبما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
وتزرع أوكرانيا ما يكفي من الغذاء لإطعام 400 مليون شخص سنويا، وتأتي 30 في المئة من إمدادات القمح في العالم من روسيا وأوكرانيا، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي.
ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، تحصل مصر على ما بين 75 و85 في المئة من إمدادات القمح من أوكرانيا وروسيا. وأكثر من 60 في المئة من القمح الذي يستورده لبنان يأتي من أوكرانيا.
وتعتمد الصومال وبنين على روسيا وأوكرانيا في كل ما تستوردهما من القمح.
وحذرت الأمم المتحدة من أن انعدام الأمن الغذائي قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات القائمة والأزمات الاقتصادية في هذه الدول.