الحكم العسكري الجزائري يدمر كل الجسور المؤدية إلى الأخوة والتعاون مع الشقيق المغربي
أبرز طالع سعود الأطلسي أن المثير هو أن الحادث وقع خارج سياق التعامل المغربي مع موضوع الهجرة غير الشرعية، مضيفا بالقول "كأنه حادث مفتعل لقصف السياسة الديمقراطية والإنسانية للتعاطي المغربي مع تداعيات الهجرة غير الشرعية عليه… ولعل تلك السياسيات، توجز في أن المغرب حوَّل الهجرة إليه من هجرة العبور إلى هجرة الإقامة، وهو ما استحق عليه ثناء الأمم المتحدة واعتبارا دوليا واسعا"
أكد الكاتب الصحفي طالع سعود الأطلسي أن الحكم العسكري الجزائري يحرص على إدامة عقيدة عدائه للمغرب، عبر نسْف كل احتمالات التراجع عنها، وتدمير كل الجسور المؤدية إلى الأخوة والتعاون مع الشقيق المغربي.
وكتب سعود الأطلسي، في مقال يحمل عنوان “العدو الحقيقي للجزائر… هو حكمها العسكري”، اليوم الأربعاء، أن جنرالات الجزائر حرصوا على “زرع وسقي ثقافة وسلوكيات عدائية ضد المغرب في إعلامهم الظاهر والخفي، (…) بما يوفر، للسياسات الرسمية الجزائرية العدائية ضد المغرب، المناخ الثقافي والنفسي الملائم أو المبرر لها”.
وسجل أن من أبرز تلك التعبيرات الموجهة والدالة على “ترسيخ” العداوة ضد المغرب في الدعاية الجزائرية، تلك الحملة التي وُجهت من “الجيش” الرقمي الجزائري ضد نجوم المنتخب الجزائري لكرة القدم، الذين اختاروا من تلقاء أنفسهم التوجُّه إلى مدينة مراكش لقضاء عطلتهم الصيفية، مبرزا أن إعلام الجنرالات انتابه سعار ضد “فعلتهم” تلك، فأطلق حملة غاضبة، ضد أولئك النجوم اللذين قادتهم حاجتهم إلى الاستجمام والتمتُّع إلى حيث يمكن أن يجدوها.
وارتباطا بكيفية تصرف الجنرالات وإعلامهم إزاء الأحداث المأساوية المتصلة بعملية اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، يضيف الكاتب الصحفي، فهو “أعلى درجات الاستعداء والتحامل”، موضحا أن سعار تلك الحملة، التي تتاجر بضحايا مافيات الاتجار بالبشر، فقط لمحاولة النيل من المغرب، دليل على صلة الجنرالات بإشعال تلك الفتنة لتأجيج التحريض بها ضد المغرب.
وأبرز طالع سعود الأطلسي أن المثير هو أن الحادث وقع خارج سياق التعامل المغربي مع موضوع الهجرة غير الشرعية، مضيفا بالقول “كأنه حادث مفتعل لقصف السياسة الديمقراطية والإنسانية للتعاطي المغربي مع تداعيات الهجرة غير الشرعية عليه… ولعل تلك السياسيات، توجز في أن المغرب حوَّل الهجرة إليه من هجرة العبور إلى هجرة الإقامة، وهو ما استحق عليه ثناء الأمم المتحدة واعتبارا دوليا واسعا”.
وأوضح أن الجنرالات يهمُّهم، عبر هذه الحملة، أن يُعرف أنهم قادرون على “معاقبة” كل من المغرب وإسبانيا على التطورات الهامة في علاقاتهما، وهي التطورات التي همَّشت الجزائر في البحر المتوسط وفي شمال إفريقيا، مؤكدا على أن العصابة العسكرية الجزائرية الحاكمة قادرة على إشعال النيران، خاصة عندما تلتقي مع مافيا تهريب البشر في الانزعاج من كل سياسات المغرب، ولاسيما سياساته المرجعية في التعاطي مع إشكالات وتداعيات الهجرة عامة والهجرة غير الشرعية خاصة.
وأبرز أن التساؤل حول هوية المستفيد من تلك الأحداث يقود إلى الفاعل المحرِّض عليها، وهو ليس سوى جنرالات الجزائر.
ويرى الكاتب الصحفي أن معاداة المغرب تبرر لجنرالات الحكم الجزائري، كل تصرف أو مسلك أو حملة ضد المغرب، رغم أنهم بتلك “العقيدة” لا يصلون إلا إلى مراكمة الإضرار بالجزائر، من حيث يتصورون قدرتهم على الإساءة للمغرب، الذي تحركه طاقته الايجابية لإفادة شعبه وتبادل المنفعة مع أصدقائه.
وخلص إلى أن جنرالات الجزائر يتنفسون بالطاقة السلبية، ضد الشعب الجزائري أولا، ويلوثون بها علاقاتهم الخارجية، ليكونوا بذلك “العدو الحقيقي والفعلي للجزائر”.