ثقافة وفنون

سينمائيون يفككون بطنجة العقبات التي تعترض الانتشار الواسع للفيلم القصير

فكك عدد من مهنيي الفن السابع من البلدان المتوسطية، اليوم السبت في ندوة في إطار الدورة السادسة عشرة للفيلم القصير المتوسطي بطنجة، العقبات التي تعترض الفيلم القصير لتحقيق إقلاع وانتشار واسع.

وأبرز المتدخلون في ندوة، حول “رهانات الفيلم القصير من التوزيع إلى العرض”، أنه إذا كان التمويل يشكل العقبة الأولى التي تعترض الأفلام القصيرة، فإن التوزيع والعرض يشكلان أيضا عقبتان كبيرتان تحدان من تقدم هذا النوع السينمائي، الذي تراجع في الوقت الراهن.

واستنادا إلى إحصائيات المركز السينمائي المغربي، أبرز الناقد أحمد أعريب أنه تم إنتاج 76 فيما قصيرا بالمغرب خلال عام 2017، 12 من بينها ثمرة إبداع مخرجات مغربيات، و 15 من طرف طلبة مدارس السينما، مبرزا أن 4 أفلام فقط استفادت من دعم المركز السينمائي المغربي، مقابل 22 فيما طويلا.

وبغض النظر عن الأولوية التي يحظى بها في الفيلم الطويل، لاحظ الناقد غياب شبكة توزيع قوية للأفلام القصيرة، إذ خارج المهرجانات، والتي يعتبر جلها “نخبويا”، لا يتم في الغالب عرض غالبية الأفلام القصيرة.

أما بالنسبة للقنوات التلفزية، فقد ذكر الناقد أن اتفاقا بين المركز السينمائي المغربي والقنوات المغربية ينص على عرض 12 فيلما قصيرا سنويا، لكن “قلما يتم احترام الاتفاق”، مبرزا بنوع من السخرية أن “الفيلم القصير يتألق بغيابه عن القاعات السينمائية، لتبقى الوسيلة الوحيدة لعرضه هي عبر الانترنت، وخاصة موقع يوتيوب”.

الصورة لا تختلف كثيرا في المشهد السينمائي التونسي، حيث قدم المخرج والمنتج المختار العجيمي لمحة عن الصعوبات التي تعرض الفيلم القصير ببلده.

وحضر مشكل العرض، بالإضافة إلى التمويل، بقوة في تدخل المخرج التونسي، وكذا في مداخلة ممثلة ومنسقة “سوق الفيلم القصير بطورينو”، أوجين بوتورو، التي ركزت أيضا على عزوف الجمهور عن مشاهدة الأفلام القصيرة.

وسجلت المتدخلة أن المخرجين الإيطاليين أصبحوا أكثر ميلا إلى الانترنت لجعل إنتاجاتهم متاحة للعموم، مضيفة أن تجربة سوق الفيلم القصير بطورينو أثبتت فعاليتها.

بالمقابل، تعتبر التجربة الفرنسية غنية ومشجعة، حيث اعتبر رئيس فيدرالية المنتجين الشباب المستقلين، بينجامان بوني، أن الدولة وضعت طرقا متعددة لدعم وتمويل وعرض الأفلام القصيرة.

وأعرب عدد من المتدخلين عن الأسف لغياب تخصص الأفلام القصيرة، لافتين الانتباه إلى أن أغلبية المخرجين يلجؤون إلى هذا النوع من الأفلام كنقطة انطلاق لإنجاز أفلام روائية وطويلة.

ويعرف مهرجان الفيلم القصير المتوسطي مشاركة 44 فيلما قصيرا يمثل 18 بلدا من حوض المتوسط، تتنافس على ستة جوائز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى