انتقد الحزب الاشتراكي الموحد، فرع ابن مسيك مولاي رشيد، في سياق إبداء الرأي بخصوص مشاريع تصميم التهيئة لأربع مقاطعات بالدار البيضاء، خلال انعقاد الدورة الاستثنائية لشهر غشت لمجلس المدينة، أمس الاثنين، و خصوصا مخططات تصميم تهيئة مقاطعات سباتة و مولاي رشيد و سيدي عثمان، و التي تكرس استمرارية سياسة مقيتة متبعة بالدار البيضاء عنوانها إستمرار تركيز السكان في مناطق معينة و تركيز الخدمات و التجهيزات و الفرص الاقتصادية في مناطق أخرى.
معتبرا في بلاغ توصلت “دابا بريس” بنسخة منه، أن هذه المخططات تساهم في تكريس غياب العدالة المجالية بمدينتنا و بعمالتي ابن مسيك و مولاي رشيد على الخصوص. حيث سترتفع نسبة المناطق السكنية العالية الكثافة إلى 78% بمقاطعة سباتة، 82% بمقاطعة سيدي عثمان، 81% بمقاطعة مولاي رشيد.
وأكد البلاع، أن الحزب يتابع بـ”بالغ القلق” المشاريع المطروحة لتصاميم تهيئة مقاطعات مولاي رشيد و سيدي عثمان وابن مسيك وسباتة، التي تم إيداعها وعرضها خلال دورات استثنائية لمجالس المقاطعات المذكورة وأيضا خلال دورة استثنائية بمجلس المدينة.
وأشار البلاغ ذاته، أنه و “في ظل “النقص المهول في الخدمات الأساسية كالنقل والتعليم والصحة والأمن والتشغيل، التي تعرفه عمالتي ابن مسيك ومولاي رشيد، وبعد دراسة معمقة وميدانية لما تم عرضه خلال هذه المشاريع، يؤكد فرع الاشتراكي الموحد بابن مسيك عن تنبيهه إلى وجود عطب بنيوي في منهجية إعداد هذه المخططات التي نوقشت في كل مقاطعة على حدة، عوض إعداد مخطط موحد للمدينة يأخذ بعين الاعتبار حركية السكان وواقعهم المعيش، مع تسجيل غياب مطلق لأي رؤية استراتيجية للأغلبية المسيرة لمجلس مدينة الدار البيضاء”.
البلاغ ندد بالغياب شبه الكلي لأي منهجية بيئية في هذه التصاميم، و غياب شبه تام لمشاريع جادة للتشجير أو لإقامة مساحات خضراء جديدة، و هو ما تؤكده الأرقام الواردة في هذه التصاميم، حيث تتراوح نسبة المساحات الخضراء بين 4 متر مربع/للفرد في مولاي رشيد و 1،5 متر مربع/للفرد بسباتة و ابن مسيك، و هي أقل بكثير من مساحة 10 متر مربع/للفرد المطلوبة كحد أدنى في تصاميم المدن الكبرى، هذا مع العلم، أن النسب المحتسبة في هذه التصاميم تشمل جنبات الطريق السيار و المدارات الطرقية,
المصدر ذاته، ذكر بعدم وجود مستشفى إقليمي بعمالة ابن مسيك يحترم المعايير الوطنية الأدنى المحددة من طرف وزارة الصحة. و بالتالي، يضيف البلاغ، كنا ننتظر أن تتم برمجة قطعة أرضية في المنطقة لبناء مستشفى إقليمي جديد، خصوصا و أن الوعاء العقاري متوفر بشكل كاف بمقاطعة سباتة، مؤكد الحاجة لضرورة إنجاز المستشفى الاقليمي الجديد الوارد ذكره بتصميم عمالة مولاي رشيد و الذي تطالب به الساكنة منذ سنوات لإيقاف النزيف الصحي المهول الحاصل بالمنطقة.
فرع حزب الشمعة، نبه إلى وجود وعاء عقاري مهم بمقاطعة سباتة حول حي السالمية، كان من المفترض أن يتم استغلاله لبناء مرافق صحية ، تعليمية ، ثقافية و بيئية، لكن تمت برمجة مشاريع عقارية جشعة ذات كثافة سكانية عالية دون أي إضافة في الخدمات، و التي ستزيد من تكريس المشكل و مضاعفة محن السكان، مشيرا أيضا، إلى عدم وجود أي مركز ثقافي أو مسرح عمومي بسباتة و سيدي عثمان، و عدم تواجد أي مشاريع ثقافية بالأحياء الجديدة بمقاطعة بمولاي رشيد، مما يؤكد على التعامل الطبقي للسلطات مع الشأن الثقافي، داعيا إلى خلق منطقة إقتصادية جديدة بسيدي عثمان )خلف سوق الجملة للأسماك(، حيث تتواجد بها مئات المتاجر المغلقة و المهملة منذ عشرات السنين تتآكل دون فائدة، و دعوته إلى التفكير في صيغة لوضعها رهن إشارة أبناء المنطقة التي تعرف نسبة بطالة عالية.
المصدر ذاته، وجه نداء لاستغلال أرض كاريان سيدي عثمان (المتواجدة بابن مسيك قرب سينما العثمانية)، في مشروع خدماتي عمومي تستفيد منه المنطقة عوض المشاريع العقارية الجشعة، خصوصا أن مساحة الوعاء كبيرة جدا و كافية لإنجاز مستشفيات أو مراكز جامعية أو منطقة إقتصادية، منبها في الان ذاته، ممثلي المنطقة بمختلف المجالس و بالخصوص عمدة المدينة (المنتخبة بمقاطعة سباتة) إلى تقاعسهم و تخاذلهم في الدفاع عن مصالح ساكنة عمالتي ابن مسيك و مولاي رشيد، و نكثهم بمختلف الوعود الإنتخابية التي قطعوها قبل سنة. و تحذيرهم من خطورة محاباة لوبي العقار على حساب مصالح الساكنة.