رسالة إلى سي شكيب: الكذبة الكبرى بالتعليم الخصوصي… الصمت مقابل الريع…
الكل يعرف أن المدرسة الخصوصية هي مثل شقيقتها مؤسسة وطنية وطبقا للقانون المنظم لا “المقرر الوزاري” كما يروج بعض المسؤولين التافهين يلزمها باعتماد المقررات الرسمية مثل شقيقتها المؤسسة العمومية…
هذا هو القانون…. القانون الغول في وجه المؤسسات الخصوصية… القانون الفزاعة…
مثله مثل تلك الرخصة المعلقة في الحانات والتي تمنع سقي المغاربة المسلمين الخمور… حيث لا يسقى غيرهم..
الحقيقة المؤلمة أن التعليم الخصوصي لم ينهض بالمقررات الرسمية عدا اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الفنية…
بل نهض باعتماد منتوج لمؤسسات نشر بيداغوجية إما لبنانية او فرنسية أو محلية تزيد من جرعة المضامين وقوتها…
المدرسة الخصوصية نهضت باعتماد ازدواجية في العلوم منذ زمان..
أضافت اللغة الإنجليزية وراهنت على الأنشطة وحياة مدرسية لا تكرس السأم والملل…
قوتها في أنها تعتمد هذا الأسلوب منذ دشنت…
ووجودها غي منطقة بين المباح وغير المباح
بين القانون واللاقانون… في تلك المنطقة الرمادية غلة للبعض وهوس للآخرين…
جعلها كحانة عليها أن تدبر أمورها وتضمن البقاء…
ولذلك طرق متعددة…
وحين يخرج مدير تربوي عن الطاعة والولاء فليس هناك من طريق أقصر لضربه من القانون الذي هو كسيف ديوقليدس فوق رأسه..
فهو في الحقيقة كمسير حانة يتحمل عن مالكها كل المسؤولية بينما صاحب الحانة يتمتع بأمواله وبعيد عن المساءلة…
لتعد إلى الكذبة الكبرى…
أنا شخصيا أرهقني هذا الوضع الذي أفرز الريع والفساد…
وخلق لي كمدير تربوي مقبل على للتقاعد أزمات متعددة…
فتدبير المنطقة الرمادية التي تعيش عليها المؤسسات الخصوصية يتطلب… مقاربة مسير الحانة الذي لا يرتادها غير المسلمين….
يكذبون عليك حين يقولون إن المدرسة الخصوصية تستعمل مقررات رسمية في اللغة الفرنسية…
هم حولك… أطر وموظفون… سلهم عن مقررات أبنائهم…
سل المجتمع…. لا مدرسة خصوصية مستعدة أن تفقد زبائنها باعتماد المقرر الرسمي… وخصوصا في اللغات الأجنبية..
فالآباء وأولياء الأمور كثير منهم يريدون سماع …ميشيل لا ميلود…
وكاترين لا زينب… وبول لا جلول…
وصور باريس والعالم الجميل البهي.. والفرحة بدل الخيام والأوهام..
يريدون دعامات أيقونية لبرج إيفيل وليس لحلبة الفروسية الفرجوية… وللمواسم… هم هكذا يكرهون فرنسا ويتماهمون معها..
وتكبر فرحتهم حينما تغدو الفرنسية لغة التخاطب في المدرسة… فالفرنسية عندهم وضع اعتباري لا مجرد لغة للتواصل…
من البوابة إلى الساحة… لابد أن تعكس المؤسسة الخصوصية عالم باريس… ونحن الآن في مرحلة التحول إلى المدارس ذات البصمة الأمريكية والإنجليزية….
لأننا بكل بساطة ضعفاء أمام غرب مبهر يصنع الدهشة..
إنها الكذبة الكبرى…. تطبيق المقررات الرسمية…
لن تجد الحقيقة في التقارير… وإن وجدتها… ستكون مبررة وذات هامش براق…
لأنها الحقيقة التي تغتال المؤسسات الخصوصية..
الحقيقة التي قد تنهي سوقا خفيا للمساومات والابتزاز…
إن الجملة المزيفة ” للكتب التكميلية” لا تعكس الحقيقة…
حتى معناها لغة يسيء للمنهاج الرسمي أن فهل هو غير مكتمل…؟
فالحقيقة أن عددا من الكتب أساسية… بل أس الأساسيات
من الاولي حتى الثانوي…
وكل مسير تربوي يدبر هذا الوضع بطرق مختلفة…
كل حسب منظومة العلائق… وعقلية صاحب المؤسسة ونفوذه وقربه من أصحاب القرار….
هذا الوضع خلق الفساد والريع… وخلق ما لا يمكن تفيصله الآن…
ها نحن نضعكم في الصورة علكم تعيدون النظر في قانون يفرز الريع والفساد والمفارقات… قانون على شاكلة رخصة فتح حانة..
المدرسة الخصوصية غدت من جراء هذا الوضع النشاز… الحديقة الخلفية لعدد من المسؤولين… ليس الكل .. لكنها هدبة من السماء للبعض..
ولأن هذا الوضع يضعفها قانونيا..
فأحيانا كثيرة يطلب ثمن الصمت…ولو بطرق ملتوية…
الكذبة الكبرى منذ سنين تم التطبيع معها وغدت ضيعة تثمر الآفوكا… وغابات النخيل… و… و..
حان الوقت…. لتسليط الضوء على الممارسة الفعلية للمؤسسة الخصوصية… والخروج من دائرة الخوف والتهديد… والتوفيق بين ضرورة تفرض نفسها وأفق رسمي ضيق..
بقانون وضع كي لا ينفذ… لأن تنفيذه يعني نهاية المدرسة الخصوصية
فهو كما قلت وأؤكد كرخصة حانة أكبر ضحاياها مسير تربوي عليه أن يدبر الصحو والهذيان والسكر والسمر..
تعالوا إلى كلمة سواء…
كفى فسادا…
كفى ابتزازا باسم قانون لا يطبق…. إلا حينما يراد تركيع الشرفاء …و ” إعادة تربية” الخارجين عن القطيع…