جاء ذلك، في في إطار الندوة التي نظمتها “مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد” مساء أول أمس الجمعة حول موضوع العلاقات المغربية الفرنسية، حيث أكد الأشعري، أن هذا النقاش هو مساهمة في تحريك نقاش عمومي حول أهم علاقة تربطنا ببلد ديمقراطي أوربي، لا يتعلق الأمر فقط بالماضي المشترك بسلبياته وإيجابيته، ولكن بالحاضر المشترك اقتصاديا وثقافيا وإنسانيا، إذ يكفي أن نلقي نظرة سريعة عن الأرقام، بخصوص التبادل التجاري والاسثتمارات والحضور الفرنسي في المغرب، والحضور المغربي بفرنسا، لنتأكد من أن هذا البلد، مهما حصل من تعثر في الحوار معه، أو من أزمات عابرة أو بنيوية، فإنه لا يمكن أن نرميه جملة وتفصيلا وراء ظهرنا.
واضاف الأشعري، أنه سنكذب على أنفسنا إذ اعتبرنا أنه من الممكن، إنهاء هذه العلاقة أو تجميدها أو الاستغناء عنها، في نفس الوقت يؤكد الأشعري، توجد قناعة تفرض نفسها وربما في البلدين معا، بأن هذه العلاقة تحتاج إلى إعادة تفكير، تحتاج إلى الخروج بشكل حاسم من منظق إطفاء الحرائق، أي تحتاج إلى نقاش حول المستقبل، بطريقة أو طرق مختلفة عما كنا نفعله حتى الآن، وأن بناء المصالح المشتركة يجب أن تستند إلى رؤية جديدة، وإلى تقييم حقيقي لنقط القوة ونقط الضعف في علاقتنا، و لمناهج التعامل الذي نهجها كل طرف تجاه المصالح الاستراتيجية للطرف الآخر.
وتابع الأشعري قائلا في التقديم ذاته لفعاليات الندوة التي نظمتها مؤسسة عبدالرحيم بوعبيد، أنه سيلاحظ أنه حرصنا خلال هذه الندوة على إشراك أصوات بمسارات ثقافية مختلفة، وباهتمامات متعددة، ربما لا تكون هي الأصوات المألوفة، التي تستمع إليها فرنسا عادة، إنهم ليس بالضرورة فرنكفونيين بالمعنى السياسي للكلمة، وبما تعنيه من سياسة لغوية وثقافية التي تقوم بها فرنسا عبر العالم، ولكنهم ضمن أجيال ما بعد الاستقلال، حتى وهم ينتجون أساسا بالعربية والأمازيغية فإنهم صلة الوصل الحقيقية والتابثة مع الثقافة الفرنسية، من المهم أن نشير في هذا الإطار أن أغلب النصوص الإبداعية الفرنسية والتياران النقدية والفكرية الأدبية الحديثة، والنصوص الفلسفية الحديثة، نقلها إلى العربية كتاب يكتبون أصلا باللغة العربية.
وأضاف المتحدث ذاته، قائلا، ربما حان الوقت لتدرك فرنسا أن أهم ما ينتج اليوم في الفكر والادب ينتج باللغات الوطنية، دون أن يتعارض ذلك مع استمرار كتاب آحرين يكتبون باللغة الفرنسية، ودون أن تكون بين هاتين الفئتين اية علاقة تراتبية، وهذا الوضع لا يعني لفظ اليد من الثقافة الفرنسية، بل مزيد من اعتبارها رافدا أساسيا من روافد التجديد والجداثة، مؤكدا، أنه من حق فرنسا أن تكون لها سياستها الثقافية واللغوية خارج بلادها، ولكم ليس هناك إمكانية لفتح افاق جديدة لعلاقتنا الثقافية دون الأخذ بعين الاعتبار قوة وضرورة الإنتاج المغربي في لغاته الوطنية، وغن هذا الانتاج اليوم هو الذي يجسد قيم الحداثة والكونية.
وتابع، الأشعري، أنه وبهذا المعنى نفتح اليوم هذا النقاش لنستمع إلى بعضنا بأصوات متعددة، ليست نمطية ولا مفتعلة بل حقيقية منتبهة ونقدية ومتحررة من الأفكار المسبقة والنماذج الجاهزة، مشيرا أنه ربما تكون الخطوة الأولى في إعادة التفكير في علاقتنا بفرنسا التي ندعو إليها هي أن يتحرر المغرب من قبضة نظرية العلاقة مع فرنسا ويتوجه بها إلى إرادة مشتركة تأحذ بعين الاعتبار الواجب والالتزام الأخلاقي لكلا الطرفين وأن تنصت فرنسا إلى المغرب الآخر، التي لم تتعود على الاستماع إليه.
اقرأ أيضا…
بوعزيز:علاقتنا بالآخر وبفرنسا تحديدا فيها التباس ومحكومة ب”تكتكة” غير منتجة ومطبوعة بالتردد(فيديو)