الرئسيةدابا tvسياسة

بوعزيز:علاقتنا بالآخر وبفرنسا تحديدا فيها التباس ومحكومة ب”تكتكة” غير منتجة ومطبوعة بالتردد(فيديو)

قال المؤرخ المصطفى بوعزيز، إنه في بداية القرن العشرين كنا نرفض التحديث والحداثة، ونرفض التصور الفلسفي للحداثة، وأنه وبعد مرور قرن بتنا نهرول نحو التحديث بكل أشكاله، ولا زلنا نتردد أمام خلق حداثتنا، وهذا عنصر ضعف في علاقتنا بالآخر.

جاء ذلك، في في إطار الندوة التي نظمتها “مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد” مساء أول أمس الجمعة حول موضوع العلاقات المغربية الفرنسية، حيث أكد المؤرخ بوعزيز، أن العلاقات المغربية الفرنسية شابها عبر التاريخ الكثير من الالتباس وطبعها التردد في الكثير من المحطات.

واضاف بوعزيز، أن السؤال يظل مطروحا بخصوص هذا الالتباس الذي لدينا مع الآخر وخصوصا مع فرنسا، والذي من الممكن أن يكون إيجابيا إذا استطنا أن نحول هذا الالتباس لعنصر تفاعل إيجابي ومنتج.

في السياق ذاته، أكد بوعزيز، أنه وبعد الاستقلال السياسي للمغرب، طرحت ما وصفه بالندية تجاه الآخر وخاصة تجاه المستعمر، معتبرا أن هذه الندية على مستوى الخطاب موجودة، لكن على مستوى الممارسة العملية تتأرجح بين الميول نحو الاستنساخ وبين الابتكار الخاص بنا وإعطاء التصور الأصيل للعلاقات الدولية”.

وتابع المتحدث ذاته، أنه ومع الإشارة لقوس عدم الانحياز الذي كان من الممكن أن يرفع بانتمائنا إليه كثير من الحرج في اختيار حداثتنا، ظل تأرجحنا قائما بين العالم العربي الإسلامي، وبين الغرب، وهذا التأرجح الكبير في علاقة المغرب الدولية ستؤدي في كثير من الحالات وخارج لحظات الأزمة كما هو حاصل اليوم في علاقتنا بفرنسا، إلى ماسماه ب”التكتكة” الصغيرة، وفي هذا الإطار يمكن الإشارة للأزمة التي كانت بين المغرب وفرنسا في عهد دوغول بسبب اختطاف واغتيال الشهيد مهدي بن بركة، وتوجه يومها المغرب نحو الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي وبدأ حينها الحسن الثاني يتحدث عن الاشتراكية الإسلامية، ومن بعد نتجه للاتجاه الأخر.

وتابع بوعزيز، أن هذه التكتكة، غير منتجة وقصيرة النفس، وأنها ستدوم في علاقتنا و بحسابات قديمة، حتى يومنا هذا، وهي نفسها التي مورست مثلا في عهد باحماد والتي في لحظتها الظرفية أجلت الاستعمار، ولكن في الحصيلة دخل الاستعمار بقوة أكبر، مؤكدا، أن نموذج الاستنساخ للهوية الغربية، والنموذج الهوياتي الذي يدعو إلى الانغلاق داخل الهوية المغربية ورفض الانفتاح على الآخر، هما الذين ظلا سائدان ومهيمنان.

واعتبر بوعزيز في المداخلة ذاتها، أن جود بعض الأصوات الهامشية بين هاذين الخيارين، هي التي ستعطي “الحركة الوطنية”، مشيرا أن وجودها “كان مجرد قوس سرعان ما أغلق، ونحن الآن نعود إلى نفس الاختيارات”، وأن دخول الاستعمار إلى المغرب بداية القرن التاسع عشر أحدث صدمة لدى النخبة وارتجاجا كبيرا داخل المجتمع، موضحا أن ما ميز الاستعمار آنذاك هو عجرفة المستعمرين ووضع المغاربة في وضعية الدونية وهو ما أعطى رد فعل تمثل في الحركة الوطنية، والتي كانت بمثابة حركة اجتماعية ضد الدونية التي فرضها المستعمر على المغاربة.

وزاشار بوعزيز أنه وفي سياق  انتقال الحركة الوطنية من حالتها كحركة اجتماعية إلى حركة سياسية، “انتقلنا إلى تماثلية مع الاستعمار بحيث أصبحت لنا شرعيتنا المتمثلة في الدولة المغربية، وهو ما جعلنا نتمثل في شرعية محافظة مقابل الشرعية الحداثية التي كان يمثلها الاستعمار”، وأنه عندما أتى الاستقلال طورنا الوطن وخلقنا تصورا لوطن سياسي محافظ سيحد من قدرتنا على أن نكون ندا للآخر أي الاستعمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى