المهرجان المغاربي للفيلم.. عشاق السينما بجهة الشرق يعودون إلى القاعات المظلمة
وجدة- عبد الإله الدغوغي (ومع)
كان متوقعا حضور أعداد كبيرة من عشاق الفن السابع في مدينة وجدة، لمتابعة فعاليات المهرجان المغاربي للفيلم الذي عاد بقوة في دورته الحادية عشر،
التي أتاحت لجمهور الشرق العودة إلى القاعات المظلمة، بعد توقف طويل أملته جائحة (كوفيد-19).
هذا الحدث الهام، الذي نظمته جمعية “سيني مغرب”، تحت رعاية الملك محمد السادس، لم يخرج عن قاعدة دوراته السابقة، حيث ظل وفيا لثراء وجودة برنامجه المقدم لعشاق السينما، خاصة مع مشاركة 7 أفلام طويلة، و12 فيلما قصيرا في المسابقة الرسمية.
وطيلة هذه التظاهرة، المنظمة خلال الفترة من 7 إلى 12 أكتوبر الجاري، تحت شعار “الصورة والخيال في السينما”، كان الجمهور على موعد مع برنامج سينمائي غني، مكنهم من اكتشاف الفن السابع المغاربي، وكذلك الإفريقي، لاسيما السينما السنغالية ضيف شرف هذه النسخة، من خلال فيلم “بواديبين” (Bois d’ébène) لموسى توري.
الأطفال بدورهم نالوا حظهم في هذه الدورة من خلال عرض عملين سينمائيين، يتعلق الأمر بفيلم “Minillon 2” لسينما التحريك الأمريكي – الفرنسي – الياباني من إخراج كيلس بالدا وبيير كوفين ، وفيلم تربوي بعنوان “الغد لنا” (Le monde est à nous) للمخرج جيل دي مايستر.
وبالإضافة إلى العروض السينمائية الطويلة والقصيرة، تضمن أيضا برنامج هذه التظاهرة السينمائية، التي عرفت حضور، على الخصوص، شخصيات ووجوه فنية بارزة مغاربة وأجانب، موائد مستديرة وندوات وماستر كلاس وورشات، إلى جانب عرض أفلام أخرى خارج المسابقة.
وفي تصريح لـ (M24) القناة الاخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، سلط مدير المهرجان، خالد سلي، الضوء على العودة القوية لهذا الحدث الثقافي، بعد سنتين من الغياب لاستقبال جمهوره وضيوفه المغاربيين ومن الخارج.
وقال إنه “تم اقتراح طابق سينمائي شهي، تضمن أفلاما وموائد مستديرة ونقاشات خلال هذه الدورة”، مضيفا أنها كانت مناسبة للمشاركة والنقاش حول القضايا المتعلقة بالسينما والمصير الفني المشترك، لاسيما من حيث الإنتاج السينمائي المغاربي المشترك.
وأضاف أنه في كل دورة يقترح المهرجان “سينما الضيف”، حيث ركز الاختيار هذه السنة على السينما السنغالية ، مشيرا إلى أن الهدف هو توسيع النقاش والتفكير خارج المنطقة المغاربية.
وفي تصريح مماثل، قال رئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل لهذه الدورة، السينمائي البوركينابي آرديوما سوما، إنه “سعيد” بالمشاركة لأول مرة في هذا المهرجان، وهي مناسبة بالنسبة له لتقاسم خبراته بهدف تعزيز حوار الثقافات من أجل السلام في إفريقيا والعالم.
وأضاف المخرج السينمائي البوركينابي، وهو، أيضا، مدير عام سابق للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو (فيسباكو)، أن “المغرب بلد الثقافة والسينما”، مشيرا إلى أن المملكة توجهت، منذ فترة طويلة، نحو إفريقيا وجنوب الصحراء، مع شراكات متعددة للنهوض بالسينما وتقاسم الخبرات مع دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي السياق ذاته، سجلت هذه الدورة حضور مغاربة العالم، حيث لم يتردد مهنيون في القطاع مقيمون بالخارج في الاستجابة للمشاركة في هذا الحفل السينمائي.
وفي هذا الصدد، قال محمد خونا، موزع أفلام في فرنسا والمغرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “تشر ف كثيرا” بالمشاركة في الدورة الحادية عشر من المهرجان المغاربي للفيلم، مسجلا أن شركته تراعي مسألة التعليم من خلال الصورة وتنمية الثقافة في جهة الشرق.
وأوضح محمد خونا، ذو الأصول الوجدية، خلال عرض أفلام خاصة بالأطفال، أن السينما تحقق هذه المهمة (التعليم من خلال الصورة)، وأن شركته “تقدم في هذا السياق أفلاما تشجع على التفكير وتثير فضول الأطفال في جهة الشرق المتعطشين للمعرفة”، معربا في هذا الصدد، عن أمله في رؤية صور سينمائية تعرض بسلاسة على الشاشات وتوقظ مشاعر هذا الجمهور.
وتابع “بعد خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش، تحدوني اليوم إرادة قوية لنقل خبرتي وإنجازاتي داخل المملكة، ولا يمكن إلا أن تكون إضافة غنية”.
وفي حديثه عن مشاريعه المستقبلية، لم يخف موزع الأفلام المغربي، رغبته في مواكبة مشروع افتتاح قاعة للسينما، والذي من شأنه، حسب قوله، استعادة السينما المفقودة في وجدة وإعادة التعليم من خلال الصورة في الجهة.
وخصصت شركة محمد خونا للدورة الحادية عشر من المهرجان المغاربي للفيلم، برنامجا متميز ا، ويتعلق الأمر بأفلام “Rebel”، و “Tomorrow is our”، و”Minions 2”.
ومن جهة أخرى، تم خلال هذا المهرجان تكريم وجوه فنية مغربية، ومغاربية، وعربية أثرت الساحة الثقافية بأعمالها، خاصة المخرج المغربي حميد الزوغي، والسيناريست والمنتج السينمائي المصري مدحت العدل، والفنانة الجزائرية مليكة بلباي، والشاعر المغربي سامح درويش، والفنانة المغربية فضيلة بنموسى، إضافة إلى المدير العام لوكالة تنمية أقاليم جهة الشرق محمد امباركي.
ويسعى منظمو المهرجان المغاربي للفيلم إلى الارتقاء بهذا الموعد السينمائي حتى يجد له مكانة متميزة ضمن التظاهرات الكبرى للفن السابع. فكل الجهود تبذل في سبيل ذلك، في انتظار أيام أفضل!.