قوات الأمن البرازيلية تستعيد السيطرة على مقار السلطة وتعتقل 150 من مؤيدي بولسونارو
أخلت قوات الأمن البرازيلية، الأحد، مقار الكونغرس، والمحكمة العليا، وقصر بلانالتو الرئاسي، بعد اقتحامها من قبل أنصار الرئيس اليميني السابق، جايير بولسونارو، واعتقلت 150 شخصا منهم. فيما أدان الرئيس الحالي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الأحداث، وتفقد مقار السلطة، بعد استعادتها ممن أطلق عليهم الـ”مخربين الفاشيين”. وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بالاقتحامات، التي وصفها الرئيس الأمريكي، جو بايدن بالمروعة، فيما عبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن دعمه للرئيس لولا.
في مرسوم أصدره الأحد، أعلن الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أن “تدخلا أمنيا اتحاديا” في العاصمة برازيليا، بعد اقتحام أنصار الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو الكونغرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا.
ووصف لولا مثيري الشغب بأنهم “فاشيون ومتعصبون” وقال إنهم سيعاقبون “بقوة القانون الكاملة”.
وأضاف، في خطاب ألقاه، أن التدخل الاتحادي في برازيليا سيستمر إلى غاية 31 يناير المقبل.
ومرسوم “التدخل الاتحادي” الذي أصدره لولا يُمكّن الدولة من السيطرة على قيادة قوات الأمن، التي عادة ما تكون تحت مسؤولية السلطات المحلّية.
ويضع هذا المرسوم جميع القوى الأمنية في برازيليا تحت سيطرة شخص عينه لولا، هو ريكاردو غارسيا كابيلي، الذي يقدم تقاريره مباشرة إلى الرئيس، ويمكنه اللجوء إلى “أي هيئة، مدنية كانت أم عسكريّة” من أجل حفظ النظام.
بولسونارو يرفض الاتهامات
بدوره دان بولسونارو “اقتحام مبان عامة، ونهبها”، الأحد، بعد هجوم أنصاره على مقار السلطة.
ورفض الرئيس السابق اتهامات لولا دا سيلفا له، بأنّه هو من حرّض على اقتحام مقار السلطة في برازيليا، معتبرا أن هذه الاتهامات “لا أساس لها”. كما دافع بولسونارو عبر تويتر عن الحقّ في تنظيم “احتجاجات سلميّة”.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بإخلاء قوات الأمن البرازيلية مقار الكونغرس الوطني والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي.
واعتقل 150 شخصا على الأقل من أنصار بولسونارو، وأظهرت صور لقناة “سي إن إن البرازيل” مؤيديه يرتدون ملابس صفراء وخضراء، ويخرجون صفا واحدا وأيديهم خلف ظهورهم من قصر بلانالتو الرئاسي، ويحيط بهم عناصر الشرطة.
كما أظهرت صور أخرى حافلة مليئة بمتظاهرين معتقلين تغادر باتجاه مركز للشرطة.
وفي الوقت ذاته أعلنت الشرطة أنها اعتقلت 30 شخصا ممن اقتحموا مبنى الكونغرس.
ردود فعل دولية منددة
وفيما يخص ردود الفعل الدولية، أدانت فرنسا في بيان “العنف” ضد مؤسسات الديمقراطية البرازيلية. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن هذه الاعتداءات ضد الكونغرس ورئاسة الجمهورية والمحكمة العليا “تمثل تشكيكا غير مقبول بنتيجة انتخابات ديمقراطية فاز بها لويز إيناسيو لولا دا سيلفا في 30 أكتوبر، بشكل لا لبس فيه”.
وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه للولا داعيا إلى “احترام” المؤسسات الديمقراطية في البرازيل.
من جهته، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد الهجوم بأنه “شائن”.
وكتب بايدن “أدين الاعتداء على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في البرازيل. المؤسسات الديمقراطية البرازيلية تحظى بدعمنا الكامل، وإرادة الشعب البرازيلي يجب ألا تقوض. إني أتطلع إلى مواصلة العمل مع لولا”.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، على تويتر، أن واشنطن تضم صوتها إلى لولا في الدعوة إلى وقف الهجمات فورا.
ويماثل هذا العنف ما حدث في الولايات المتحدة، قبل عامين، عندما اقتحم أنصار الرئيس السابق، دونالد ترامب، مبنى الكونغرس.
أما رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، فأعرب عن “إدانته المطلقة” لاقتحام مقار السلطات الرئيسية بالبرازيل.
وأعرب الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، عن دعمه للولا. وكتب على تويتر “محاولة الانقلاب في البرازيل مستهجنة وغير ديمقراطية”.
وقال الرئيس الأرجنتيني، ألبرتو فرنانديز، عبر تويتر إن “دعمه ودعم الشعب الأرجنتيني للولا غير مشروط في مواجهة هذه المحاولة الانقلابية”.
من جهته قال الرئيس التشيلي، غابرييل بوريك، عبر تويتر إن “الحكومة البرازيلية تحظى بدعمنا الكامل في مواجهة هذا الهجوم الجبان والدنيء على الديمقراطية”.
كما دان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، ما أسماه “الجماعات الفاشية الجديدة” التي تسعى إلى إطاحة لولا من السلطة.
من جهته، أبدى الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل تضامنه، ودان ما وصفها بأنها أعمال مناهضة للديمقراطية تهدف إلى “إثارة الفوضى وعدم احترام الإرادة الشعبية”.
بدوره، قال وزير خارجية بوليفيا روخيليو مايتا إن الأحداث في البرازيل أظهرت أن أمريكا اللاتينية تواجه تحديا يتمثل في “الدفاع عن ديمقراطياتنا عبر منع انتصار خطاب الكراهية والعنف بين الأشقاء والأعمال المناهضة للديمقراطية”.