سبعة قتلى و10 جرحى في إطلاق نار على كنيس بالقدس الشرقية
القدس الشرقية (أ ف ب) – قتل مسلّح سبعة أشخاص، على الأقلّ، بإطلاق نار، مساء الجمعة، خارج كنيس يهودي، بحيّ استيطاني بالقدس الشرقيّة، في تصعيد للعنف غداة عمليّة دامية للجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة.
وقع إطلاق النار في حيّ نيفي يعقوب (النبي يعقوب) الاستيطاني في القدس الشرقيّة التي احتلّتها إسرائيل وضمّتها.
وقد تزامن مع تزايد الدعوات الدوليّة إلى التهدئة بعد أن تبادلت إسرائيل وفصائل فلسطينيّة في قطاع غزّة إطلاق صواريخ، في وقت سابق الجمعة.
وقالت الشرطة الإسرائيليّة، في بيان “مساء الجمعة، قرابة الساعة 20:30 (18:30 ت غ)، وصل إرهابي إلى كنيس يهودي، في حيّ نيفي يعقوب في القدس وأطلق النار على عدد من الأشخاص في الموقع”.
وأكّد متحدّث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس أنّ “سبعة أشخاص قُتلوا” في إطلاق النار.
وأعلنت الشرطة مقتل المنفّذ، مؤكّدةً أنّه شابّ من القدس الشرقيّة، يبلغ 21 عامًا. ونشرت الشرطة صورة لسيّارة تويوتا بيضاء قد اخترقها الرصاص من الأمام قالت إنّها للمهاجم الذي أردته عند محاولته الفرار من المكان.
وأفادت خدمة الإسعاف “نجمة داود الحمراء” بأنّ عدد قتلى وجرحى إطلاق النار بلغ عشرة أشخاص، بينهم رجل يبلغ 70 عامًا وصبي يبلغ 14 عامًا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، “سنتّخذ خطوات فوريّة الليلة ردًّا على الهجوم وستسمعون عنها الليلة”.
ودعا الإسرائيليين إلى أن لا يأخذوا القانون بأيديهم، وقال “لدينا أجهزة شرطة ولدينا جيش”.
وأضاف “سيجتمع مجلس الأمن المصغّر اليوم ونُعلن النتائج”.
وزار نتانياهو، في وقتٍ سابق، مكان الهجوم، وتحدّث مع أشخاص موجودين في المكان، فيما هتف البعض شعارات بينها “الموت للعرب” و”الموت للمخرّبين”، وفق مراسل فرانس برس.
وتحدّث الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع نتانياهو، الجمعة، ودان ما أسماه بـ”الهجوم الإرهابي المروّع” خارج الكنيس اليهودي في القدس الشرقيّة.
وذكر البيت الأبيض في بيان أنّ “الرئيس قال بوضوح إنّ هذا كان هجومًا على العالم المتحضّر”، مضيفًا أنّ بايدن “شدّد أيضًا على التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل”.
وكان المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة، فيدانت باتيل، قال، في وقت سابق، إنّ “التزامنا أمن إسرائيل يبقى صارمًا، ونحن على اتّصال مباشر مع شركائنا الإسرائيليّين”.
وأعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الذي كان في زيارة عائليّة للولايات المتحدة، أنّه قطع رحلته وعاد إلى إسرائيل.
وقال غالانت في بيان “الهجوم على المدنيّين، مساء الجمعة، كان مروّعًا”، متعهّدًا “العمل بحسم وقوّة ضدّ الإرهاب” و”الوصول إلى أيّ شخص متورّط في الهجوم”.
“هجوم صعب ومعقّد”
وصف مفوّض الشرطة الإسرائيليّة كوبي (يعكوف) شبتاي، الهجوم، في حديثه لوسائل الإعلام، في مكان الواقعة، بأنّه “أحد أسوأ الهجمات التي واجهناها في السنوات الأخيرة، هذا هجوم صعب، ومعقّد أوقع عددًا كبيرًا من الضحايا”.
وقال شالوم بوروهوف، وهو حلّاق يعيش قرب الكنيس، لفرانس برس إنّه بعد سماعه طلقات ناريّة “نزل لمساعدة الناس”.
وأضاف “رأيت الإرهابي يصل بسيّارته، توقّف في منتصف التقاطع وأطلق النار من سيّارته” واستمرّ في إطلاق النار بينما كان الناس يأتون إلى مكان الهجوم للمساعدة.
وذكر مراسلو فرانس برس أنّ فلسطينيّين احتفلوا بالهجوم في أجزاء عدّة من الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة الذي تُسيطر عليه حركة حماس.
وأفاد مراسل فرانس برس بأنّ وزير الأمن القومي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير انتقل إلى مكان الهجوم بُعيد وقوعه.
ودانت فرنسا “الهجوم الإرهابي المروّع”. وقالت الخارجيّة الفرنسيّة في بيان إنّ “هذا الهجوم على مدنيّين في وقت الصلاة وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة، شنيع جدًّا”.
كذلك، دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إطلاق النار، وقال عبر المتحدّث باسمه، ستيفان دوجاريك، “من الشنيع جدًّا أنّ الهجوم استهدف مكان عبادة، وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست”.
“رد على مجزرة جنين”
يأتي ذلك غداة مقتل عشرة فلسطينيّين، الخميس، قضى تسعة منهم، في ما وصفته إسرائيل بأنّه عمليّة “لمكافحة الإرهاب”، في مخيّم جنين للاجئين بالضفّة الغربيّة.
وكانت تلك واحدة من أعنف عمليّات الجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة، منذ الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005.
وقالت إسرائيل إنّ العمليّة استهدفت نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي.
وتعهّدت الجهاد الإسلامي وحركة حماس الحاكمة في قطاع غزّة بالردّ، وأطلقتا في وقتٍ لاحق صواريخ عدّة على الأراضي الإسرائيليّة.
واعترضت الدفاعات الجوّية الإسرائيليّة معظم الصواريخ، وردّ الجيش بضربات على أهداف لحماس في غزّة.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات لدى الجانبين، لكنّ الفصائل المسلّحة في غزّة تعهّدت بمزيدٍ من الرد.
والجمعة، قال المتحدّث باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، إنّ هجوم القدس “بداية الردّ على جرائم حكومة المستوطنين الفاشيّة، وآخرها مجزرة جنين”.
بدوره، قال المتحدّث باسم الجهاد الإسلامي في الضفّة الغربيّة، طارق عزّ الدين، “نبارك… عمليّة القدس الفدائيّة المباركة التي جاءت بالزمان والمكان المناسبَين لتردّ على مجزرة جنين”.
وكان مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة دعا، في وقتٍ سابق، إلى إنهاء “دوّامة العنف هذه، التي لا نهاية لها” في الضفّة الغربيّة.
ودفعت عمليّة الجيش الإسرائيلي في جنين السلطة الفلسطينيّة إلى إعلان وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، في خطوة انتقدتها الولايات المتحدة.
“وضع حد لدوامة العنف”
وقال مدير مستشفى جنين الحكومي، وسام بكر، إنّ “حالة من الذعر” سادت قسم الأطفال حيث تأثّر بعض الأطفال من استنشاق الغاز المسيل للدموع خلال العمليّة.
وقال الجيش الاسرائيلي لفرانس برس إنّ “العمليّة لم تكن بعيدًا عن المستشفى، ويُحتمل أنّ بعض الغاز المسيل للدموع تسرّب عبر نافذة مفتوحة”.
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة هذا العام إلى 30، بينهم مقاتلون ومدنيّون، قُتل معظمهم برصاص القوّات الإسرائيليّة.
وأعلنت واشنطن، الخميس، أنّ وزير خارجيّتها أنتوني بلينكن يتوجّه الأسبوع المقبل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة حيث سيحضّ على “وضع حدّ لدوّامة العنف التي أودت بكثير من الأبرياء”.
وأكّد متحدّث باسم وزارة الخارجيّة، الجمعة، أنّ الزيارة لا تزال قائمة.
ويأتي ارتفاع حصيلة القتلى في أعقاب العام الأكثر دمويّة في الأراضي الفلسطينيّة، بحسب الأمم المتحدة.
قُتل ما لا يقلّ عن 26 إسرائيليًا و200 فلسطيني في أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة عام 2022، معظمهم في الضفّة الغربيّة، وفق تعداد لفرانس برس استنادًا إلى مصادر رسميّة.