المغرب يعتبر مبادرته تجاه الجزائر لم تعرف الرد المأمول
أكد بلاغ صدر مباشرة بعد اللقاء الذي جمع بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، مع سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بالرباط، اليوم الاثنين بمقر الوزارة أن المغرب، يأسف لكون مبادرة إحداث آلية سياسية للحوار والتنسيق مع الجزائر، لم تعرف الرد المأمول، “خصوصا وأنها كانت دائما محط طلب من طرف الجزائر ذاتها. ورغم هذا المعطى، فإن المملكة تظل منفتحة ومتفائلة إزاء مستقبل العلاقات بين البلدين الشقيقين. وفي الوقت الذي تبين فيه أن الصيغ الأخرى (إطار إقليمي، الوسطاء …) تبقى غير مثمرة، فإن المغرب يأمل دائما في أن تتمكن الاتصالات الإنسانية المباشرة من تقديم الجواب الملائم للخلافات الثنائية”.
في نفس السياق، أكد البلاغ رغبة المغرب في معرفة الموقف الرسمي للسلطات الجزائرية، فيما يخص المبادرة، وأشار البلاغ أن المملكة قامت بعدة مبادرات “رسمية وغير رسمية، تم القيام بها، دون جدوى، على مدى عشرة أيام، قصد ربط الاتصال مع السلطات الجزائرية على مستوى وزاري”.
و ذكر البلاغ، الذي توصلت “دابا بريس” بنسخة منه، أن المبادرة الملكية،”التي حظيت بتنويه عدد كبير من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، من إرادة صادقة لخلق إطار حوار ثنائي مباشر وبدون شروط، من أجل تبديد جميع الخلافات بين البلدين، واستئناف تعاونهما والتركيز على التحديات الإقليمية وعبر – الوطنية”.
ومن جهة أخرى، عبر البلاغ أن المغرب أخذ علما برسالة الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، بتاريخ 23 نونبر، “والتي تتضمن إخبارا بالطلبين التونسي والجزائري، الداعيين إلى عقد اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي”، وأضاف البلاغ في معرض عرضه لتوضيحات بوريطة أن “الطلب الجزائري لا علاقة له بالمبادرة الملكية. ذلك أن هذه الأخيرة هي ثنائية صرفة، بينما تندرج الخطوة الجزائرية في إطار استئناف البناء الإقليمي”.
وذكر المصدر نفسه، أن “وضعية الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي، منذ سنين، تعود بالأساس إلى الطبيعة غير العادية للعلاقات المغربية الجزائرية، التي لا يمكن معالجتها إلا في إطار حوار ثنائي ، مباشر ودون وسطاء”.
وأضاف البلاغ الإشارة أن “اتحاد المغرب العربي والدول الأعضاء لم يفتأوا يدعون، إلى غاية الأسبوع الماضي، إلى حوار مغربي جزائري من أجل تجاوز خلافاتهما في إطار روح حسن الجوار والتطلع المشترك للرقي إلى مستوى انتظارات الشعوب الخمسة الشقيقة”.
في نفس السياق، أوضح البلاغ أن “المغرب ليست لديه أي اعتراض من حيث المبدأ بخصوص عقد اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي. بل إن المملكة قد تفاعلت بشكل إيجابي مع الاقتراح الذي تقدمت به تونس لعقد خلوة للوزراء المغاربيين الخمسة للشؤون الخارجية”.