سياسةمجتمع

أنس الدكالي يشخص العنف ضد النساء أنه مخيف.. ويعد بتتبع نتائجه

أكد وزير الصحة أنس الدكالي،  اليوم الثلاثاء بالرباط، أن  15 بالمائة من النساء غير العازبات اللائي تتراوح أعمارهن مابين 15 و 49 سنة، مورس عليهن العنف خلال الإثني عشر شهرا الأخيرة، وذلك وفق التقرير الوطني حول السكان وصحة الأسرة لسنة 2018.

وأفاد الدكالي الوزير في الحكومة، خلال الملتقى الثالث للمساعدات والمساعدين الاجتماعيين في القطاع الصحي لمحاربة العنف ضد النساء والأطفال، أن التقرير الذي يجري كل خمس سنوات يشير إلى أن هذا العنف يطال أساسا النساء المتزوجات اللاتي تتراوح أعمارهن مابين 34 و49 سنة مما يشكل نسبة 13.4 بالمائة، 17 بالمائة في المدار الحضري مقابل 11.9 بالمائة في المدار القروي.

وقال المسؤول الحكومي، إن الحكومة تكفلت ما بين 2012 و2017 بثمانين ألف امرأة ممن تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي على الأصعدة الطبية والقانونية، والاجتماعية.

وذكر الدكالي، أن الوزارة عملت على تبني برنامج وطني حول التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف خلال السنة الفارطة، والذي يتوخى، في إطار مخطط الصحة لسنة 2025، تجويد الخدمات المقدمة لفائدة الضحايا كمحور تدخل أولوي.

في نفس السياق، وفي ما اعتبرته وزارته جانب من جوانب الوقاية، تحمس  الدكالي، ونوه بالجهود المتصلة بالاستثمار والتي يبذلها الشركاء الحكوميون، وبالمساهمة على الأصعدة البين قطاعية من قبيل المخطط من أجل المناصفة الذي تقوده وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية.

جدير بالذكر، أن مظاهر العنف ضد النساء تستفحل وتتخذ أشكالا متعددة، أخطرها وأشدها قسوة على النساء العنف المعنوي، فيما تأتي نسبة الاعتداءات الجسدية التي يترتب عنها عجز لمدة تفوق 20 يومًا في المرتبة الثانية بنسبة 14.8 بالمائة من إجمالي الحالات. في مقابل الاعتداءات الجسدية التي يترتب عنها عجز لمدة تقلّ عن 20 يومًا هي الأكثر شيوعًا في تصريحات النساء ضحايا العنف أمام المحاكم، وهي تشكل نسبة 47.7 بالمائة من إجمالي الحالات، وفق المعطيات نفسها.

لا يتعلق الأمر بسرد قوانين ولا حتى بإعطاء وصفات، مظاهر العنف ضد النساء في المغرب متعددة المشارب ومتعددة الاتجاهات، أخطرها وأشدها وثوقية البنية الثقافية وحتى التي لها علاقة بمنظور معين للدين، يشير فؤاد بلمير، أستاذ علم الاجتماع ، إلى التربية فيقول إن  “التربية التي تلقيناها منذ الصغر تعطي حظوة للذكر، وكذا التنشئة الاجتماعية، والتي تمنح الأولوية للذكر على حساب الأنثى، وتجعله القائد في البيت، كما أن الممارسات المتعلقة بتعنيف المرأة تذكيها الأعراف والتقاليد، خاصة حينما يتعلق الأمر ببيت الزوجية، حيث يجتمع الطرفان في فضاء معين

ويضيف في نفسه السياق أن “وسائل الإعلام كرّست هذا الأمر، عن طريق التركيز على مكانة المرأة في المدن، من دون أن تسلط الضوء على ما يقع في المغرب العميق، والذي لا يمت بصلة إلى ما يجري في الحواضر، كما إن المغرب لا يزال يعرف هذا النوع من العنف اللفظي، والذي يوجد بكثرة، ويتمظهر من خلال التحرش الجنسي واستعمال الكلمات النابية، كلما وقعت عينا الذكر المتحرش على سيدة لا يستجيب مظهرها الخارجي ولباسها لقناعاته وتمثلاته الشخصية، ليقابلها بلغة عنيفة كما هو واقع الحال في المدن الصناعية“..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى