اقتصادالرئسية

الصين.. المغرب يبرز استراتيجيته للشراكات الثلاثية لصالح تنمية القارة الافريقية

من مبعوث وكالة المغرب العربي للأنباء: عادل جوهاري – شانغشا (الصين)

تشكل النسخة الثالثة للمعرض الاقتصادي التجاري الصيني – الافريقي، التي تحتضنها مدينة تشانغشا بمقاطعة هونان (وسط الصين)، من 29 يونيو الجاري إلى 2 يوليوز المقبل، مناسبة لإبراز استراتيجية المملكة للشراكات الثلاثية لصالح تنمية القارة الافريقية.

ويشكل هذا الحدث أيضا فرصة للوفد المغربي لبحث تطوير سبل التعاون المشترك مع المسؤولين الصينيين على مستوى القارة السمراء، ومع الشركاء من الدول الافريقية الأخرى، وذلك لدعم التطور الاقتصادي والتجاري لإفريقيا في مختلف المجالات.

ويقود الوفد المغربي خلال هذا المعرض المنظم تحت اشراف وزارة التجارة الصينية، وحكومة مقاطعة هونان، تحت شعار “التنمية المشتركة لمستقبل مشترك”، وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور.

وبهذه المناسبة قال وزير التجارة والصناعة رياض مزور، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إن الصين توجد في صلب استراتيجية الشراكات الثلاثية للمغرب في إطار تطوير، وتنمية القارة الافريقية، وذلك طبقا للرؤية الملكية السامية لتنويع الشراكات، وتقوية المنظومة الاقتصادية والصناعية للقارة، بشراكة مع مكونات من القارة وخارجها.

وشدد السيد مزور على أن الريادة المغربية بالقارة في العديد من المجالات لاسيما صناعة السيارات، والطاقات المتجددة، تعتبر مثالا يحتذى لكي تثق افريقيا في نفسها، والتموقع من أجل المنافسة على المستوى العالمي، وعقد شراكات مع قوى اقتصادية كبرى على أساس رابح – رابح.

وأوضح أن شعار هذا المعرض يعكس توجه المغرب حول التنمية المشتركة، وهو ما يتوافق مع السياسة الحكيمة لجلالة الملك اتجاه افريقيا، مسجلا أن المغرب منخرط بفعالية في تنمية القارة، باعتبار أن المملكة تعتبر ثاني مستثمر افريقي في القارة، وتساهم في تطور عدد من المشاريع في كل البلدان الافريقية، فضلا عن أن المقاولات المغربية تستثمر بقوة في عدد من القطاعات بإفريقيا.

وأبرز مزور أن القوة الاقتصادية الصينية في إطار مبادرة الحزام والطريق تتضمن مشاريع تتقاطع مع السياسة المغربية بالنسبة للقارة، وذلك من خلال التعاون لتقوية قدرات افريقيا، وتسريع تنميتها عبر خلق مناصب الشغل الكفيلة بتحسين الوضعية الاجتماعية للسكان.

ولفت إلى أن هناك اهتمام كبير للمقاولات الصينية من أجل الاستثمار بالمغرب فيما يخص المنظومة الصناعية، خصوصا صناعة السيارات والبطاريات، مسجلا أن هذا الاهتمام سيتم تفعيله من خلال مشاريع استثمارات ضخمة يتم الاشتغال عليها لتزيلها على أرض الواقع، ستساهم في تأهيل منظومة السيارات لمواكبة التحديات الجديدة، خصوصا صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات.

من جهة أخرى أكد الوزير أن المغرب يقدم نفسه كنموذج يحتذى بالقارة، كبلد افريقي يعتمد على نفسه، بتوجهاته، وسياساته، طبقا للرؤية الملك محمد السادس، لافتا إلى أن هذه التوجهات والسياسات أهلت المملكة لتقوية منظومتها بصناعات ذات جودة عالية، يتم تصديرها لجميع أنحاء العالم، وبقدرة تنافسية تضاهي دول قوية.

وأضاف أن السياسة الملكية توجه الحكومة والقطاع الخاص لكي تعقد المنظومة الصناعية المغربية شراكات واستثمارات رابح – رابح مع الدول الأخرى للقارة، وبناء، واستثمار، وتقوية القيمة المضافة لشركاء المغرب من القارة، في إطار مشاريع تكاملية بين المنظومات الاقتصادية للبلدان لتعزيز فرص الشغل بالمملكة وبلدان القارة.

وخلص إلى أن رؤية صاحب الجلالة حول التعاون جنوب – جنوب تعطي نتائج قوية في جميع المجالات، مسجلا أن الفرصة مواتية لكي يستفيد المستثمرون من جاذبية المملكة كوجهة موثوقة، وبوابة نحو افريقيا، تتميز بالأمن والاستقرار، وبنية تحتية تحترم المعايير الدولية.

ويشارك المغرب في هذا المعرض برواق رقمي يبرز ريادة المملكة على المستوى الافريقي في المجالات الاقتصادية والتجارية والبيئية، لاسيما قطاعات صناعة السيارات، والطاقات المتجددة، والصيدلة، والنسيج، فضلا عن جهود المملكة لمكافحة التغيرات المناخية، وإزالة الكربون.

كما يبرز الرواق تموقع المغرب كفاعل محوري يربط افريقيا بالعالم، بفضل إنجازاته الملموسة في مجال البنيات التحتية، والاستثمار في قطاعات عالية القيمة المضافة، واستقرار يحفز على اختيار المغرب كوجهة موثوقة للاستثمار، فضلا عن الاختيارات السياسية والاقتصادية للمملكة التي جعلتها في صدارة الدول الافريقية التي تحفز مسلسل التنمية بالقارة السمراء.

وتركز المشاركة المغربية أيضا على ابراز مكانة المغرب كمنصة صناعية وتصديرية من الدرجة الأولى، من أجل تسريع الاستثمارات الخارجية، لاسيما تقديم التجربة الناجحة للتحول الاقتصادي الذي يجعل من المغرب وجهة موثوقة، ذات إمكانيات عالية في مجالي الاستثمار والتصدير.

ويسلط الرواق المغربي الضوء على جاذبية المملكة التي يتم الترويج لها في إطار علامة “موروكو ناو”، لبناء منصة تنافسية تمكن من تحسين بيئة الأعمال، لاسيما في ظل الإصلاحات التي نفذتها المملكة، وفقا لرؤية الملك محمد السادس لجعل المغرب بلدا في طليعة البلدان الصاعدة.

ويروم المعرض، الذي ينظم كل سنتين، إرساء آلية جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وافريقيا، ويسعى لأن يكون منصة جديدة للمبادرات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى