الرئسيةثقافة وفنون

قالت إنها لم تقصد الإساءة لرمز الجزائر..تفاعلات حجب أغنية دنيا باطمة “خربوشة” وحقيقة استعمال صورة الأمير عبدالقادر

تفاعلت وسائل إعلام، مع حدث قرار منصة يوتيوب حذف آخر إصدارات الفنانة المغربية دنيا بطمة، التي تحمل عنوان "خربوشة"، وذلك بسبب ما اعتبرته انتهاكها حقوق المؤلف، واستعمالها صورة الأمير عبد القادر، الذي يُعتبر من أحد رموز ثورة الجزائرين ضد الاستعمار الفرنسي.

ذكرت مصادر إعلامية، ومنها “عربي بوست”، نقلا من جانبه عن ما قالت إنه، مصدر مقرب من دنيا بطمة” أن المغنية المغربية لم تقصد الإساءة للأمير عبد القادر، والخطأ كان تقنياً لا أقل ولا أكثر، عندما استعمل التقني الذي قام بإعداد الفيديو (الآرت وورك) صورة للأمير اعتقاداً منه أنه القايد عيسى.

وأضاف، مصدر “عربي بوست”، أن الصور الموجودة على الإنترنت للأمير عبد القادر والقايد عيسى بن عمر كلها بالأبيض والأسود، ومتشابهة ويمكن لأي أحد أن يتأكد من ذلك، ببحث بسيط، لأن دنيا لا تريد الإساءة لأي بلد ولا لرموزه.

عبر الجزائريون عن غضبهم مما اعتبروه إساء للأمير عبدالقادر الجزائري، وقاموا بالتبليغ على “كليب” لإدارة يوتيب فمكان من هذه الاخيرة سوى حجب الفيديو، التي تظهر فيها دنيا بطمة إلى جانب صورة للأمير عبد القادر، مكتوب عليها “شحال غيرتي من عباد”، وهي العبارة الموجهة لظلم القائد المغربي عيسى بن عمر.

استطاعت أغنية خربوشة للمغنية دنيا بطمة أن تحقق أزيد من نصف مليون مشاهدة، ساعات قليلة بعد طرحها على يوتيوب، رغم أن طليق المغنية سبق له تسريبها قبل طرحها بشكل رسمي.

تسريب الأغنية من طرف طليقها

عمد طليق دنيا باطما الترك، إلى تسريب الأغنية التراثية “خربوشة” التي أعادت أداءها بطمة بصوتها، ليخرج المنتج البحريني في بث مباشر جديد عبر تطبيق “تيك توك”، ويعلن أنه سيسرب أغنية جديد لكونه له كامل الحقوق كشركة منتجة ومدير الأعمال السابق للفنانة المغربية.

وكانت إدارة منصة تحميل الفيديوهات “يوتيوب”، قد وجهت صفعة قوية للفنانة المغربية دنيا بطمة، بعد حذف أغنيتها الجديدة “خربوشة”، التي أطلقتها الخميس الماضي.

وتفاجأ جمهور ومتابعي الفنانة المغربية، دنيا بطمة، في العالم العربي عامة، والمغربي خاصة، من قيام إدارة موقع يوتيوب بحذف أغنية “خربوشة”، بعد حملة التبليغات التي قام بها جزائريون.

وفق المصدر ذاته، ذكر مصدر مقرب من دنيا بطمة وفق ـ”عربي بوست” إن ما قام به محمد ترك غير أخلاقي، لكنه قانوني لأنه يملك حقوق الأغنية، التي تم تسجيلها من إنتاج شؤكته “ترك برود” قبل الخلاف بينه وبين زوجته الذي انتهى بالطلاق.

من هي خربوشة وما هي قصتها

تعتبر “خربوشة” واحدة من تلك الأغاني التي نقلت قصة مقاومة قبيلة أبناء زيد ضد ظلم القائد عيسى بن عمر، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر في مدينة آسفي . وقد كانت أفردت لها الجزيرة الوثائقية حلقة خاصة من سلسلة “حكاية أغنية”، ومن خلالها سلطت الضوء على هذا اللون من الغناء الشعبي المغربي “العيطة”، الفنّ الغنائي المنتمي للثقافة الشعبية الشفاهية، والذي يتناول مواضيع المواطن المغربي اليومية، فبين الغزل والفقر والمقاومة نسج الشعراء الشعبيين، إن صح التعبير، كلماتهم التي تعبر عن واقع مجتمعاتهم، وتناقلها الناس سماعا على مر السنين.

وخربوشة، هي لقبٌ للشاعرة الشعبية المغربية حادّة الزيدية الغياثية من قبيلة أبناء زيد، وقد لقبت بذلك نسبة إلى ما ارتسم على وجهها من آثار وندب ناتجة عن إصابتها بمرض الجدري، وبعضهم يلقبها بكرّادة، أي ذات الشعر المجعد.

فيما القائد عيسى بن عمر، فهو ذلك الرجل القوي ذو السلطة والجبروت والمال، كان محبا للعيطة والفن والغناء، وكان يمنح العطايا من الذهب والماشية لمن يعجبه غناؤه، لكن خربوشة جاءته من حيث لا يحتسب، وقاومت ظلمه بالفن الذي يحب.

من هو الأمير عبدالقادر الجزائري

علم مجاهد، ومقاوم شاعر، بايعه الجزائريون عام 1832 أميرا لمقاومة المستعمر الفرنسي. مرت حياته بثلاث مراحل أساسية، الأولى قضاها في طلب العلم والتعرف على أوضاع البلدان العربية في طريق الحج، والثانية عاشها في الجهاد ومقاومة العدو، وقضى الثالثة أسيرا في فرنسا ثم مناضلا محتسبا في دمشق.

بعد عامين من ذلك تعرضت الجزائر للاحتلال الفرنسي في شهر يوليوز 1830، وهي المرحلة الأهم في حياته لما حفلت به من تطورات خطيرة تتعلق بمواجهته للفرنسيين، فبعد أن اعتذر أبوه عن قيادة المقاومة الشعبية تولى هو قيادتها.

بويع على الجهاد في نوفمب1832، وحصلت له البيعة العامة بمعسكر في 4 فبراير1833.

سارع لتشكيل حكومته ووضع أسس الدولة الجزائرية الحديثة، وجمع المتطوعين وكون جيشا قويا وحقق نجاحات أرغمت قائد الجيش الفرنسي في وهران “دي ميشال” على عقد اتفاق هدنه معه في 26 فبراير1834.

نُقِل إلى سجن بمدينة “بو” في الجنوب الفرنسي ثم في آمبواز بإقليم اللوار، لكن قرر نابليون الثالث فيما بعد إطلاق سراحه، فسافر إلى تركيا في 2 ديسمبر 1852، ومنها انتقل إلى سوريا  واستقر أخيرا  بمدينة دمشق بداية من 1855، حيث درَّس في المسجد الأموي وقبل ذلك في المدرسة الأشرفية وفي المدرسة الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى