جلبير الأشقر: العالم العربي دخل في سيرورة ثورية طويلة المدى
بعد مرور ثلاثة أعوام على صُدور كتابه “الشعب يريد.. استكشافٌ جذري للانتفاضة العربية” يُحلّل الأشقر انسدادَ العملية الثورية التي انطلقت في عام 2010، وما أحدثته من صدمة إقليمية مضادة.
استناداً إلى سوريا ومصر يُحلّل الباحث الفرنسي-اللبناني في كتابه الأخير ردّة فعل “الربيع العربي” لعام 2011، والذي يقارنه مع ثورة 1789الفرنسية: انتقالٌ ديمقراطي عنيف، يمكن أن يستمر لعقود، ولكنه انتقالٌ، وفقاً له، “ليس مستحيلاً”.
الثورة لم تُجهض
في حين يبدو الوضعُ في المنطقة العربية -الشرق الأوسط وشمال أفريقيا– أمام طريقٍ مسدود، يقول الأكاديمي والكاتب اللبناني الفرنسي جلبير الأشقر، الأستاذُ في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، بأنّ العملية الثورية لم تُجهَض، وبأنها تستحقّ التفكير فيها على المدى الطويل. هذه هي الرسالة التي يدافع عنها في كتابه الأخير الذي نشرته دار “سندباد-أكت سود”: “أعراضٌ مَرَضِيّة، انتكاسة الانتفاضة العربية”، والذي يُحلل فيه التطورات السياسية في السنوات الأخيرة في المنطقة، وخاصة في سوريا ومصر.
ثورة قريبة من النموذج الفرنسي
في كتابه يحلل الأشقر، الصدمةَ المضادة لثورات العام 2011 ، أو هجمة الثورات المضادة. فكما أشار إلى ذلك في كتابه “الشعب يريد” (Actes Sud، 2013)، فقد دخلت المنطقةُ في عمليّةٍ ثوريةٍ طويلة الأجل؛ إذ قد تستمرّ الاضطرابات عقوداً عديدة. فبعيداً عن “الثورات المخملية” التي حدثت في أوروبا الشرقية، فالأمر يتعلق بدورةٍ عنيفة، أقرب إلى نموذج الثورة الفرنسية.
قوى ديمقراطية علمانية أمام إسلامَويّة سياسية قوية
مع التركيز على سوريا ومصر، يتناول الأشقر القوى الديمقراطية العلمانية أمام إسلامَويّة سياسية قوية أكثر تنظيماً، ومدعومة بشكل أفضل من قِبلِ بعض القوى الرجعية الإقليمية.
لا يزال جيلُ مبادرة ربيع 2011 نشطاً
لأنه، كما كتب الأشقر في ختام كتابه “أعراضٌ مرَضِية” فإنّ “المفتاحَ لكي يتحوّل ربيعٌ عربيٌّ مستقبليّ إلى ربيعٍ مستدام، هو بناءُ توجُّهاتٍ تدريجية مستقلة بشكلٍ حازم، وهي التوجُّهات التي تمّ إهمالُها حتى الآن”. ووفقاً له، فقد بدأت العملية بالفعل، ولا يزال الجيلُ صاحبُ مبادرة ربيع عام 2011 نشطاً.
في المقدمة، يشرح الكاتب إلى أيّ حدّ كانت التحوّلات الديمقراطية مختلفة بعضها عن البعض الآخر. فبعد الثورات المخملية التي حدثت في أوروبا الشرقية، ربما كانت الشعوب العربية تأمل في تطوّر غيرِ عنيف في الشرق الأوسط. كما لو أنّ نهاية القصة باتت وشيكة.
فصول ودورات ثورية مختلفة
وفي رأي الأكاديمي أنّ فئة “التحولات الديمقراطية” واسعة للغاية؛ حيث يقول “كانت هناك أمثلة مختلفة جداً: من بلدانِ أمريكا اللاتينية في الثمانينيات إلى بلدان جنوب أوروبا في السبعينيات، إلى التغييرات في أوروبا الشرقية في التسعينيات. أوروبا الشرقية، مثل العالم العربي، ظلت مجمّدةً لعقود. ولكنْ بالكاد يمكن مقارنتُها مع مناطق أخرى؛ لأنّ الطبقات الحاكمة لم تكن طبقات مالِكة؛ بل بيروقراطية من المسؤولين، مُكرَّسة للدولة أو الحزب. لقد انهار النظامُ بعد فترة ركودٍ طويلة. وكان التغييرُ راديكالياً، حتى لو كان أقلّ عنفاً. لقد تغيّر كل شيء؛ الاقتصاد، والاجتماع والسياسة. لم يكن أعضاءُ هذه البيروقراطيات مُستعدّين للتضحية بأنفسهم من أجل الحزب، كما أنّ اقتصاد السوق وفّر لهم فرصاً للمستقبل. إنه انفجارٌ داخلي للنظام. إنه استثناءٌ تاريخي، لم يسبق أن حدث أيُّ تغيير جذريّ على هذا النحو، وفي زمنٍ قصير جدًا، وغيرِ عنيفٍ في الوقت ذاته.
الثورة العربية لم تكن تحوّلاً ديمقراطياً
يناقشُ الكتاب إذاً أعقابَ الثورات الواعدة التي قامت العام 2011، مع التركيز على التهكّمات التي أثارتها تسميةُ هذه الثورات بـ “الربيع العربي”. ووفقاً للكاتب حركاتُ الثورات العربية سرعان ما تمَّ مُقارنتُها بسقوط الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية في مطلع التسعينيات. وما يؤكد عليه الأشقر هو أنّ “الانتفاضة العربية لم تكن، أو ليس فقط، ولا حتى بالدرجة الأولى، “تحوّلاً ديمقراطياً”. بل يُظهر الكاتبُ على العكس أنّ ثوار الساعة الأولى لم يتمكّنوا من التجمّع لتشكيل قوّةٍ مستقلة بما فيه الكفاية لمعارضة ما أسماه بـ”الدول التراثية” المُهيمنة في المنطقة العربية.
غرق الثورة السورية في صراعات إقليمية
ففي سوريا أوّلاً يبيّن الكاتب كيف غرقت الانتفاضة في الصراعات الإقليمية، ويؤكد على المسؤولية الدولية الساحقة في الكارثة، سواء تعلق الأمر بحلفاء النظام أو بواشنطن. توطيدُ دعائم السلطة القائمة وصعودُ الجهادية التي تُمثل النموذج الأكثر إثارة قد قلّصا فضاءَ المطالب الشعبية، وفرضا صورةَ بلدٍ محصورٍ بين وَحْشِيَّتَيْن. وقد زاد التدخل العسكري الروسي، ودعمُه للهجوم البري للنظام والميليشيات الموالية لإيران، من تضييقِ هذه المساحة.
سوريا، صدمةُ الوحشيات
ويلقي الأشقر باللائمة على أوروبا والولايات المتحدة بسبب عدم دعمهما للثوريين التقدميين الذين حشدوا أنفسهم منذ البداية. لقد خصّص الجزءَ الأوّل من كتابه لتطورات السنوات الأولى للحرب في سوريا، برسم المراحل التي أدّت إلى الحرب الأهلية، والمأزق الذي نعرفه اليوم. ووفقاً له، فقد أثار تراجعُ القوى الغربية أمام انتظار دعْمِ الجماعات الثورية “التقدمية” “ديناميكيةً قاتلة ناتجة عن عدم وجود وزنٍ مضاد للتفوق العسكري للنظام السوري”، وفراغاً انجرفت إليه بشكل أو بآخر منظمات إسلامية متطرفة تدعمها بعض بلدان المنطقة وتركيا، مثل؛ تنظيم القاعدة وداعش. وبإخراج الجهاديين من السجون ساهم بشار الأسد أيضاً في هذا الترويج للإسلاميين، الذي يخدمه في هذه الحرب من حيث أنه يجعل النظام في السلطة يظهر كبديل قوي في نظر الشعب السوري، ولدى المجتمعات الدولية.”
العالم العربي وهيمنة الأنظمة التراثية
يرى الأشقر أنّ سوريا أو ليبيا، مثل الدول الثماني في المنطقة، هي دولٌ تُراثية بالمعنى القوي: الحُكام يمتلكون الدولة. ففي هاتين الجمهوريّتين؛ أي ليبيا وسوريا، الأسرُ الحاكِمة هي التي تمتلك الدولة برمّتها، كما هو الحال في دول أخرى في المنطقة. حافظُ الأسد، في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، قام بإصلاح جهازِ الدولة بالكامل، حيث أعاد تشكيل قُوات النخبة. ومِثله القذافي في ليبيا، الذي حلّ الجيش لإنشاء جهازٍ عسكري في خدمته. في كل هذه الدول، هناك رابطٌ عضوي بين بعض العائلات الحاكمة والقوات المسلحة. وهناك أيضاً بلدانٌ “نيوتُراثية” في العالم العربي، حيث توجد محاباةٌ قوية، حيث لا تخضع مؤسسةُ الدولة بالكامل للحُكام، كما هو الحال في مصر. الجيش المصري لم يكن أبداً في خدمة شخص واحد. كان هناك دائمًا توازنُ القوى بين الرئيس والمؤسسة، فعندما أراد مبارك تسليم السلطة لابنه واجه معارضةً قويّة من الجيش.
قد يستمر الانتقال عقوداً
الدولُ التراثية، وفقاً للكاتب، أنظمةٌ عصيّةٌ للغاية. لا يوجد فيها انتقالٌ سلمي، وقد يستمرّ هذا الانتقالُ عقوداً طويلة. وأفضلُ الأمثلة على ذلك فرنسا، أو بريطانيا العظمى؛ حيث استغرقت العملياتُ الثورية أكثر من جيل. ففي فرنسا لم تنتهِ العمليةُ الثوية إلا بعد قرن من الزمان، بعد أن جُرِّبَتْ جميعُ الأنظمة الممكنة بين 1789 و 1870 ، من الإمبراطورية إلى إعادة البناء. فلا شك أنّ العالم العربي قد دخل هذا النوع من العملية الطويلة. “نحن فقط في الذكرى السادسة للانتفاضة العربية. في فرنسا، بعد مرور ستة أعوام من عام 1789، انتهى الرعب واستقرت حكومةُ المُديرين Directoire، وكانت البلادُ مُضرَّجة.”
انتصار شكلين من الثورة المضادة
في تحليله يُبيّن الأشقر كيف انتصر شكلان من الثورات المضادة في النهاية؛ حيث يوضح أنّ هذه الصراعات ثلاثية. ففي كل مرّةٍ ينشأ قُطبان رجعيان هما النظام الاستبدادي السابق والقوى الأصولية الإسلامية. ففي سوريا انتقلت العملية من معارضةٍ ممثَّلة بخصومٍ فِكرِيّين علمانيّين العام 2011 إلى متمرّدين، مثل؛ زعيم جيش الإسلام، محمد علوش، الذي أصبح المفاوضَ الرئيسي. “من المحزن الاختيار بين علوش والأسد. ويمكن القول بالتأكيد أنّ يَدَيْ الأسد أكثرُ تلطّخاً. لقد تم تهميش الدفع الثوري تماماً. وحدث انحطاطٌ في العملية الثورية وإحباطٌ كبير للتطلعات الشعبية. وقد تَشكلَ في المنطقة محورٌ للأنظمة القديمة التي تدرك أنّ لديها شيئاً مشتركاً للدفاع عنه في المنطقة”.
أخطاء خيارات الحركات الديمقراطية
ويَعتبِر الأشقر أنّ تحالفَ الحركات الديمقراطية مع الإسلاميين كان الخطأ الكبير الذي ارتكبته المعارضة الديمقراطية هذه “يمكننا أنْ نتحالف في وقتٍ محدّدٍ في الميدان، على سبيل المثال في ميدان التحرير، لكننا لا نستطيع أن نعقِد تحالفاً سياسياً طويلَ الأمد مع قادةِ قُوّةٍ مثل الإخوان المسلمين، الأكثر تنظيماً من المعارضة الديمقراطية. فهذا يعني أنها تضع أنفسها تحت سيطرة حركة رجعية أقوى. ففي سوريا تمّت أولى الاتفاقيات بين هذين المعارضِين قبل العام 2011، مع مناضلين تقدّميّين من الحزب الشيوعي السوري السابق.”
المعارضة الديمقراطية والفرص الضائعة
ويرى الأشقر أنّ القوى التقدّمية، المتنوّعة، لم تكن قادرةً على تشكيل قُطبٍ ثالث. لقد ظلت تنتقل من تحالفٍ إلى آخر، دون أن تتمكن من تقديم مسارٍ مستقل. ففي مصر انتقلت من جماعة الإخوان المسلمين إلى الجيش. وفي سوريا دخلت في تحالفٍ، كان قاتلاً لها، مع جماعة الإخوان المسلمين الذين اكتفوا باستغلالها لمآربهم فقط. القوى الوحيدة التي كان من الممكن أنْ تدعمَ هذه التطلعات الديمقراطية هي الولايات المتحدة، وبشكل أعم الغرب. هذا واضحٌ جداً في حالة سوريا. ولكن مع ترك الأمر بين أيدي محور تركيا والخليج ضحّى باراك أوباما بالمسار الديمقراطي وسهّل الانجراف الأصولي.
سجل أوباما في الشرق الأوسط أسوأ من سجل بوش؟
ويرى الأشقر أنّ العملية الأمريكية عمليةٌ من خُطوتين “لقد تسبّب الأمريكيون أوّلاً في انهيار العراق، ثم لم يمنعوا تدميرَ سوريا. في الحالة الأولى، كان التدخل مباشراً. وفي الثانية يمكننا التحدث عن عدم تقديم المساعدة إلى شعبٍ معرّض للخطر. لكنْ، حسب الأشقر، لا يمكن القول إنه لم يكن هناك أيُّ تدخل من جانب إدارة أوباما: “لقد استخدم أوباما حقّ النقض ضد تسليم الأسلحة المضادة للطائرات إلى المعارضة السورية. إنه شكلٌ من أشكال التدخل. كان هذا هو العامل الرئيسي لانتصارات قوات الأسد، ولكنْ أيضاً لتدمير البلد. لم يتم هذا التدمير ببنادق أو صواريخ، ولكن بالقصف. أوّلاً بجيشِ الأسد، ثم الروس. مسؤوليةُ أوباما الأخرى المباشرة هي تفويضُ القضية السورية إلى دول المنطقة. ثورةٌ ديمقراطية في سوريا تشكل بلا شك خطورةً على عائلة الأسد. لقد تم التضحية بالمعارضة السورية العِلمانية بالضرورة.”
الظاهرة الجهادية تغري وترعب
يقول الأشقر حول الظاهرة الجهادية وما تثيره من آراء من ناحية ومن تخويف إزاء الحكومات الغربية إنه “يجب عدم المبالغة في الظاهرة الجهادية. ففي رأيه أنّ “المثال السوري هو في الواقع إحباطٌ لجميع الأنظمة الاستبدادية لممارسة الابتزاز إزاء الغربيين: الدولة الأمنية أو داعش. لكنّ الجهاديين لا يملكون الوسائلَ لترسيخ أنفسهم على المدى الطويل. ليس لديهم شعبية. أفضلُ سيناريو في سوريا هو نشرُ قوّاتٍ لحفظ السلام. على الأقل حتى تصمت الأسلحة، وسيواجه السوريون بعد ذلك مسألةً اجتماعية واقتصادية خطيرة.”
“الشتاء العربي” والأمل
في تحليله يعود الأشقر إلى الأوضاع الليبية واليمنية والتونسية. ففي رأيه أنّ “الهجوم الناجح للنظام السوري، بِدعمٍ من إيران في ربيع عام 2013، ثم انقلاب 3 يوليو في مصر مع نتائجه الدموية، دشّنا مرحلةً ثورية مضادة إقليمياً، وهو ما فجّر سلسلةً من ردود الفعل في البلدان التي هزّتها انتفاضات عام 2011. الأشقر يُحلل انقسام ليبيا بين مُعسكرٍ تسيطر عليه جماعةُ الإخوان المسلمين و”مجموعة من الميليشيات الأصولية الإسلامية”، وبين مُعسكر الجنرال خليفة حفتر، الرفيق السابق للقذافي الذي قاد هجوماً ضد خصومه، “متجاسِراً بالانقلاب ضد مرسي في مصر”.
المثال السوري هو في الواقع إحباطٌ لجميع الأنظمة الاستبدادية لممارسة الابتزاز إزاء الغربيين: الدولة الأمنية أو داعش
وفي اليمن يرى الأشقر أنّ “الحل اليمني” الذي “استند إلى اتفاقٍ بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح والمعارضة” سرعان ما فشل، مما خلق “قوة مزدوجة في البلاد، ساعدت في نموٍّ مذهلٍ لجميع أنواع الجماعات المسلحة، بما في ذلك تنظيم القاعدة”، وفي إثارة “بديل آخر للنموذج الإقليمي للمواجهة بين معسكرين مُعاديين للثورة”.
وفيما يتعلق بتونس، يعود الأشقر إلى تأثير الفرع التونسي لجماعة الإخوان المسلمين، حركة النهضة المحلية، المنتخبة هي الأخرى على رأس الدولة، في إطار تحالفٍ يبدو للكاتب متذبذباً؛ لأنه يُقدّم منذ عام 2015، “حكومة يسيطر عليها رجال النظام القديم، وأعضاءُ من نداء تونس، وتضم أيضاً وزيراً يمثل حزب النهضة”، غير قادرة على التغلب على “إحباطات ثورة الشباب”
تونس مثال أكثر إيجابية لمستقبل العالم العربي؟
ويقول الكاتب إنه “من بين الدول الست التي شهدت الانتفاضات في عام 2011 تمتلك تونس أفضل الظروف السياسية، بمعنى أنه تمّ الحفاظُ على المكاسب الديمقراطية حتى الآن. ففي تونس، فضّل القطبان المناهضان للثورة التحالف بينهما، بدلاً من شنّ الحرب بينهما كما في أماكن أخرى. وهذا ليس بفضل النهضة أو نداء تونس، ولكن في المقام الأول بفضل حركة النقابات العمالية التونسية، والتي مُنِحت أيضاً جائزة نوبل للسلام في عام 2015 لدورها الرئيسي في التطور الديمقراطي للبلاد. هذا هو المكان الذي تبرز فيه تونس كاستثناء في العالم العربي: فهي البلد الوحيد الذي توجد فيه حركة نقابية قوية ومستقلة.”
“في تونس، لدينا الآن تحالفُ العقل بين مدوّنات النظام القديم وحزب النهضة. وقد أدّت ثورة الشباب أخيراً إلى انتخاب رئيسٍ يزيد عمرُه عن 90 عاماً، جاء لضمان استمرارية ولاية بورقيبية، الدولة التي كانت موجودة قبل بن علي. وهذا بالتأكيد ليس ما كان يتطلّع إليه الشباب في عام 2011. كما أنّ الإحباط السياسي للشباب التونسي، والذي يقترن بالبطالة الشديدة بين الشباب، يُفسِّر أيضاً سبب توفير هذا البلد لأكبر عدد من المنخرطين في داعش، مقارنة بعدد سكانها.
جيل 2011 لم يُسحَق والأمل قائم
وعن الأمل في المستقبل يقول الكاتب “إن الأمل، وأنا لا أتكلم عن التفاؤل – لم يختفِ حتى في سوريا. ففي العالم العربي يظل الأملُ متاحاً. لقد اضطر العديدُ من المعارضين والشبان والشابات إلى الذهاب إلى المنفى، وهم الآن نشيطون. وهُم فرصةُ لمستقبل بلدهم. يمكنهم العودة ذات يوم، على الأقل يمكننا أنْ نأمل في ذلك. في مصر، لا يزال العديد من المعارضين الشباب نشطين في عين المكان، ولكن بدون تعبيرٍ منظّم. فهم يقاطعون الانتخابات. الجيل الذي صنع 2011 لم يُسحَق. حتى في حالة سوريا المأساوية.
المضدر: حفريات ترجمة وإعداد مدني قصري
عن lesclesdumoyenorient وLiberation وle Point