اقتصادالرئسيةمجتمع

مهرجان بيلماون بأكادير: من ممارسة لجمعيات محلية وسط بعض الأحياء الى مهرجان دولي يسعى لتحقيق منظومة اقتصادية

احتضنت أكادير خلال الأسبوع الماضي ،المهرجان الدولي بيلوماون أيام  20,21,22,23من يوليوز الجاري، هذا المهرجان الذي جاء تتويجا لمهرجانات الأحياء الشعبية بأكادير ويتحول من ممارسات بالدواوير  والأحياء الشعبية،إلى مهرجان رسمي  ودولي، حيث عرفت فعالياته، حضورا وازنا لفعاليات المجتمع المدني بسوس ماسة، إضافة الى جمعية إفريقيا جنوب الصحراء، ممثلين عن مهرجان جزر الكنري وفرنسيين ..

مهرجان بيلماون ، فرجة ومتعة وبحث عن أجوبة  

عرف مهرجان بيلماون الدولي، تشكيلة من محبي الثقافة والإبداع ، ظهر ذلك خلال قرية بيلماون بحديقة ابن زيدون حيث توافد المئات من الزوار، لاكتشاف  أوراش تعريفية ببيلماون وأخرى لصناعة الأقنعة والملابس التنكرية بواسطة جلود الحيوانات كالماعز،الأكباش و الخنازير،ومواد أخرى في إطار إعادة التدوير،إضافة الى عروض فلكلورية تبعث البهجة والسرور في قلوب كل الزائرين الذين استمتعوا بافتتاح بيلماون ، لينتقلون أفواجا نحو الندوة العلمية، بحثا عن مزيد من المعرفة وأجوبة لأسئلة عن معنى ثقافة بيلماون او بوجلود، ولماذا سوس؟،

خاصة مع قلة البحوث في هذا المجال الثقافي، فباستثناء الباحث الانثروبولوجي عبد الله حمودي،الذي أنجز كتاب الضحية وأقنعتها، وهو عبارة عن بحث في مهرجان بوجلود،لا نجد باحثين آخرين مهتمين بالثقافة المحلية، بالرغم من أنها قنطرة نحو التنمية، إلاّ أن المهرجان الدولي، حرص على تنظيم ندوة علمية في يومه الثاني، بتسيير البويعقوبي الفاعل المدني والرئيس السابق للجامعة الصفية،

ندوة
ندوة علمية خلال مهرجان بيلماون

ويقول عبد الرحمان اليزيدي عضو اللجنة المنظمة والمكلف بالإعلام، أن هذه الندوة نظمت ضمن فعاليات  برنامج مهرجان بيلماون الدولي، واستجابة إلى تطلعات الساكنة، حيث حرص المنظمون على عرض مداخلات لأساتذة متمكنين في مجال التراث الثقافي المغربي و العالمي،

اليزيدي عبد الرحمان

كما أوضح اليزيدي أن الهدف من مهرجان بيلماون،  الرقي بممارسات كانت تقتصر على بعض الأحياء والدواوير بسوس ماسة لتتحول، قريبا ومستقبلا إلى نموذج يحتدى به في مناطق أخرى من المغرب، وإلى منصة نافذة على العالمية بالنسبة للشباب الذين يشتغلون في هذا المجال، مضيفا أن الجهة تعتزم تنظيمه كل سنة وتحسين جودته كي يصبح على شاكلة المهرجان الدولي للفنون الشعبية بمراكش، ويصبح مهرجانا أكثر تطورا لينافس مهرجانات أخرى دولية ، وكذلك لتصبح أكادير عاصمة عالمية للثقافة الأمازيغية.

المهرجان من  مجال للترفيه والاعتراف بالثقافة الامازيغية الى مجال لخلق فرص الشغل والتنمية 

وصرح اليزيدي ل”دابابريس” أن تنظيم هذا المهرجان يهدف الى خلق منظومة اقتصادية حوله، وأنشطة مدرة للدخل تشجع صانعي المحتوى و الصناعة التقليدية بالجهة، وأضاف أنه تتويج للاعتراف بالسنة الامازيغية ونوع من التصالح مع الذات  والموروث الثقافي الأمازيغي، قائلا: ” يجب أن نتصالح مع موروثنا الثقافي ونُعرِّف الجيل الجديد بثقافته، حتى لا نتركهم في هشاشة أمام الموروث الثقافي الأجنبي و الدخيل سواء الشرقي أو الغربي.”

نبذة من كرنفال بيلماون

هذا وقد عرف ثالث أيام  المهرجان كرنفالا، غطى شارع محمد الخامس من بدايته الى نهايته،بتجسيدات و مجسمات وملابس تنكرية بجلود المعز و الأكباش والجمال و الخنازير، وأخرى محلية تقليدية مصحوبة بأهازيج من الموسيقى والرقصات المحلية، يقشعر الجسد من شدة جمالها،حيث جل مدن سوس ماسة، من أكادير الى طاطا، بنسائها ورجالها، ساهمت بحب وفخر واعتزاز بثقافتها في هذا المهرجان، عبر عن ذلك بعض المشاركين والمشاركات في تصريح لدابابريس(أنظر النقل المباشر للصفحة الرسمية لدابابريس عبر الفيسبوك).

وكان أبرزها كنواة ايسمكان،والدقة الرودانية، وامعشار تزنيت، وطاطا ، ثم الفرقة الحسانية الصحراوية،الذين أصروا على المشاركة في هذا المهرجان حسب تصريح أحد ممثليهم ،حيث صرح لدابا بريس أن مشاركتهم في مهرجان بيلماون سوس ، هو اعتراف وتكريم للأصول المغربية الأمازيغية ، مضيفا أن مشاركة فرقته في عروض كرنفال بيلومان جاءت كون بوجلود او بيلماون ضمن التراث ثقافي المغربي.

وقد شهد الكرنفال مشاركات أخرى دولية ساهم فيها بعض السياح الى جانب جمعية أفارقة جنوب افريقيا، حيث خلق المهرجان الدولي حسب ريكاردو أحد الاساتذة في مجال المهرجانات بالجزر الكناري، فرصة للتعرف أكثر على المغرب، وعلى ثقافته المتنوعة والساحرة على حد تعبيره، حيث لم يفوت فرصة شكر المنظمين الذين دعوه لحضور هذا الحدث الكبير، وأضاف أنه هناك حضارة وتراث مشترك بين بلده والمغرب.

وصرحت زهرة المنشودي رئيسة اللجنة الثقافية بالمجلس الجماعي، أن الكرنفال عرف مشاركة أكثر من ألف مجموعة، وهو تتويج للأنشطة المحلية التي كانت تمارس بشكل مصغر وسط الأحياء للترقى الى الدولية والعالمية، وأضافت أن هذه فقط البداية والمجلس الجماعي يعتزم تنظيم هذه التظاهرة سنويا والعمل على تجويدها والارتقاء بها للعالمية، من أجل تنمية المنطقة وخلق فرص للشغل لفائدة الشباب وكذلك من أجل جلب مزيد من السياح على اعتبار أن أكادير عاصمة الجنوب.

وأضاف مدير مهرجان بيلماون أحمد صابر في تصريح لجريدة”دابا بريس”أن المهرجان عرف مشاركة عدد كبير من الفِرق لها تاريخ في تقديم مثل هذه العروض، وشددا قائلا”كنا نود حضور مزيد من الفرق ذات السيط الوطني والعالمي، لكن للاسف اعتذر عدد كبير منها، مضيفا أنه مستقبلا كله يقين أنها ستشارك وسيكون للمهرجان نجاحا باهرا،يعود للمنطقة بالخير الكبير.

دام كرنفال بيلماون لساعات وسط حشود من الجماهير، نساء ورجال وأطفال وشيوخ، بشكل منظم تحت إشراف قوات الأمن الوطني الذين لقو التصفيق والشكر من طرف المشاركين،  والتكريم الرمزي في الكرنفال الى جانب عمال النظافة الذين تم تجسيد عرض لهم خلاله،  وانتقلت الجماهير بالألاف الى سهرة فنية عرفت مشاركة فرقة علال ناس الغيوان، ومجموعة اودادن،وفنانون آخرون وكختام للمهرجان اختار المنظمون تنظيم سهرة فينة أخرى بمشاركة رباب فيزيو بقيادة “فولان” إلا أنها عرفت بعض الاختلالات و الانفلاتات الأمنية سَهُل التحكم فيها، وخلفت إصابة أحد الزملاء على مستوى الرأس بقنينة طائشة.

كان هذا تقرير ملخص عن مهرجان بيلماون الذي دام 4 أيام، ونتمنى كإعلام جاد وهادف،  أن ترقى مثل هذه المبادرات للعالمية، فما أحوج سوس ماسة ا للأنشطة الثقافية، ومزيد من المهرجانات التي تستقطب السياح وتساهم في خل فرص الشغل وفي نشر الفرح والسرور بين الساكنة، ونشر ثقافة التسامح وتقبل الاختلاف والتعددية،ومن أجل تنمية مستدامة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى