الرئسيةحول العالمميديا وإعلام

إفريقيا دخلت في عملية لا رجعة فيها ستكون نتيجتها الأولى إخراج فرنسا..الصحافة: ديبلوماسية باريز فقدت توازنها

استأثر الانقلاب في الغابون بحيز واسع من الاهتمام، لجهة تأثيراته على دبلوماسية فرنسا واقتصادها في القارة السمراء.

تتابع الصحف الفرنسية الرئيسية الانقلاب الذي أطاح أمس بأسرة آل بونغو السياسية المعمرة في رئاسة الغابون، بالتحليل وكثير من التركيز، فتحت عنوان كتبت لوفيغارو بأن “الدبلوماسية الفرنسية فقدت توازنها بسبب وباء الانقلابات في أفريقيا”، ورأت لاكروا أن الركيزة التاريخية لفرنسا في أفريقيا تهتز.

بدورها نبهت مجلة لوبوان إلى أن فرنسا لم تفهم عولمة أفريقيا من خلال الانقلابات.، فيما شبهت لوفيغارو هذا الانقلاب بالتعذيب “في حوض الاستحمام” بالنسبة للدبلوماسيين الفرنسيين، بحيث لا يكادون يجرؤون على إخراج رؤوسهم من الماء حتى يعيدهم انقلاب جديد إليه بشكل أكثر وحشية، حيث تتابع حتى الآن 8 انقلابات في وسط وغرب أفريقيا منذ عام 2020.

لوفيغارو : سقوط سلالة بونغو

في الغابون يأخذ الانقلاب وفق Tanguy Berthemet بعدا رمزيا أكثر قوة. حيث ظهر النظام الغابوني, هذه الجمهورية الوراثية المفروضة لمدة ستة وخمسين عاما ، كأنقى تتويج للنظام الفرنسي الأفريقي.

عام 1967، أصبح عمر بونغو رئيس الدولة الجديد. أخذ الأمور في يديه وأفرح عائلته وفرنسا… فتح أبواب بلاده أمام الشركات الفرنسية والوكلاء والجيش. وبات كما نجله علي يوفر قاعدة خلفية لأعمال باريس التي لا توصف في بيافرا النيجيرية في خضم حرب أهلية عام 1967, ولاحقا في محاولة غير كفؤة لزعزعة استقرار بنين. وفي المقابل ، يغض الاليزيه الطرف عن فساد النظام الجديد, تقول لوفيغارو.

وادار عمر بونغو المكاسب غير المتوقعة كالمعتاد بينه وبين باريس بينما بلاده بالكاد تتطور. كما استخدم الأموال أيضا لتمويل الرؤساء أو المعارضين الودودين ، أو حتى لإزالة رئيس دولة مزعج ، وفقا لاحتياجات قصر الإليزيه.

ومن ناحية أخرى، رأت الصحيفة أن فرنسا سوف تجد صعوبة في تبرير المعايير المزدوجة في التعامل مع الانقلابين المختلفين في النيجر والغابون، وقالت إن أحداث الغابون قد شكلت ضربة أخرى لنفوذ فرنسا، نظرا لكثافة المشاعر المعادية لها في جميع أنحاء القارة.

ومع أن الفرحة التي عبّرت عنها شوارع ليبرفيل الأربعاء لم ترافقها هستيريا مناهضة لفرنسا كما حدث في نيامي وفقا للصحيفة، فإن الحقيقة هي أن القوة الاستعمارية السابقة سوف تجد صعوبة في تبرير المعايير المزدوجة في التعامل مع هذين الانقلابين المختلفين، إذ يرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العالق في الفخ الأفريقي، أن تهديداته في النيجر يتم تحييدها من خلال وهم التدخل ضد جنرالات الغابون، حتى لو استسلموا لإغراء الدكتاتورية.

لوموند : المصالح الفرنسية وقطاع التعدين في الغابون

أشارت الصحيفة الى انه رغم ان شركة إراميت ، المتخصصة في استخراج وتصدير المنغنيز والنيكل ، لا تزال الشركة الفرنسية الأكثر استراتيجية.

غير ان الوجود الفرنسي في الغابون تضيف الصحيفة، يمر عبر اكثر من 80 شركة ، تمثل جميع القطاعات الرئيسية باستثناء الخدمات المصرفية. وهو ما يجعل من البلد مركزا هاما في وسط إفريقيا بالنسبة للوجود الفرنسي ، بينما تقدم الصين بيادقها.

تحدث ل Jean-Michel Bezat للموند عن مغازلة الرئيس الصيني شي جين بينغ لعلي بونغو منذ عقد من الزمان ، حتى وصفه مؤخرا بأنه صديق قديم للصين ورفع علاقة البلدين إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية العالمية. الصين موجودة بالفعل في الغابون ، وهي المورد الثاني بعد فرنسا والعميل الأول للخشب وللهيدروكربونات. وهو ما يفسر, حسب Bezat, لماذا دعت بكين على الفور ضباط الانقلاب إلى استعادة النظام الطبيعي في أقرب وقت ممكن و ضمان سلامة السيد بونغو.
المصدر: لوفيغارو ولومند ومونت كارلو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى