الرئسيةسياسة

“شارد ولايمثلني” و”هو من باب التألي على الله”..تصدع واستقالات وتبرأ من بلاغ “الزلزال والمعاصي” للبيجيدي

قال القيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد القادر اعمارة: "بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية فإني أعلن عن استقالتي من الحزب وكل هيئاته منذ هذه اللحظة".

جاء ذلك، في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، حيث اعتبرت ردا مباشرا منه على بيان الأمانة العامة للحزب الذي أرجع الزلزال الذي ضرب المغرب، لأسباب تتعلق بما سماه المعاصي والذنوب، فضلا عن اختلالات في السياسة وتدبير الانتخابات.

ووصف محمد يتيم الوزير السابق والقيادي بحزب العدالة والتنمية، بلاغ حزبه بانه “شارد ولا يمثلني “، مؤكدا، أنه كان بالاحرى أن يعالج الحزب فاجعة الزلزال، من زاوية سياسية واجتماعية بالأساس وأن يبتعد عن إثارة قضايا جدلية وكلامية.

وأضاف يتيم في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، أن البلاغ “غير موفق أيضا من زاوية ربط ذلك بالذنوب والمعاصي، ولا أحد يمكن أن يعلم ذلك إلا الله، ما لم يرد في القرآن والسنة صراحة ما يفيد أن طوفانا أو رياحا عاصفة أو خسفا كان عقوبة إلهية كما ورد في القرآن صراحة في عدد من الحالات”.

وتابع وفق التدوينة ذاتها بقوله: “لا أحد يمكن أن يجزم أن أقدار الزلزال أو الفيضان أو الأوبئة أو الأمراض أو الأوبئة أو هذا الزلزال تعيينا أو ذاك هو عقاب من الله! بل إن القول بذلك والإيحاء به هو من باب التألي على الله”.

وقال يتيم، إن “البيت الحرام نفسه غمرته المياه كم من مرة وواجه عواصف… وفي زلزال الحوز مراكش سقطت وتضررت مساجد ومدارس ومرافق عامة لا تقترف فيها المعاصي”.

وواصل يتيم حديثه بالتأكيد، أنه“وفي المناطق الجبلية الفقيرة التي ضربها الزلزال، الناس المتضررون أبعد بالمقارنة مع مناطق أخرى عن المعاصي والفساد الأخلاقي، وفي كل المناطق توجد استثناءات، بل إن بعض المناطق الجبلية والجنوبية هي معاقل لحفظة القرآن وبقاء الناس في الغالب على الفطرة والصلاح عموما وعلى القناعة بالقليل والكرم وغير تلك من الأخلاق التي تجد أصولها في الدين، فكيف يمكن أن نجزم أو حتى أن نحتمل بأن زلزال منطقة الحوز وتارودانت عقاب إلهي عن معاصي مقترفة. أو يمكن أن يكون كذلك؟”.

في السياق ذاته، أوضج يتيم أن “كل أعضاء الأمانة العامة يتحملون المسؤولية.. وما أعرفه أن الأمانة العامة التي كنت أشتغل فيها تعتمد البلاغات والبيانات الصادرة باسمها بصورة جماعية.. وفي غالب الأحيان يكون البلاغ أو البيان موضوع أخذ ورد”،و أن “البلاغ الأخير يظهر أنه تضمن فقرات من الكلمة الافتتاحية التلقائية للأمين العام، وكان من اللازم إعادة صياغتها بما يرفع اللبس الحاصل فيها، خاصة أن المكتوب أدق في التعبير عن المقصود من المنطوق المرتجل…”.

و اعتبر عزيز أفتاتي، القيادي في صفوف البيجيدي، أن البيان الذي أصدره “العدالة التنمية” برئاسة رئيس الحكومة السابق عبد الاله بنكيران، “خطأ جسيم ما كان ينبغي للأمانة العامة أن تساير بنكيران فيه”.

وتابع أفتاتي قائلا: إن “اعتبار الزلزال غضبا من الله كلام شائع في الثقافة الإسلامية، ويدخل في باب العقائدية والفكرية”، و أن هذه الأخطاء “لا ينبغي أن تتسرب لهذه الهيئات الإصلاحية”.

وكان، قال الأمين العام ل”حزب العدالة والتنمية” عبد الإله بنكيران، أن “واجبنا كحزب سياسي أن نعتبر وأن ندعو إلى العبرة من الزلزال الذي ضرب المملكة في الثامن من سبتمبر”.

وجاء في بلاغ موقع من طرف الأمانة العامة لحزب المصباح، أنه يجب استحضار قول الله “وَبَشِّرِ اِ۬لصَّٰابِرِينَ اَ۬لذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰاجِعُونَۖ” والذي يردده المسلمون كلما حلت بهم مصيبة.

وتابع قائلا: “علينا أن ننتبه إلى أن من معاني الرجوع إلى الله ما يفيد بأننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا”.

وأضاف “لكن يجب أن نراجع كذلك كي نرجع الى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي، لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها”.

وأشار أنه “وبالرغم من أننا ما زلنا تحت هول الصدمة، وجب علينا أن نسائل أنفسنا عن دورنا كحزب سياسي وطني ومسؤول، وأن نصارح شعبنا ونتحمل مسؤوليتنا، لأن الملاحظ أن الكل اليوم يتحدث ويشيد بالقرارات التي اتخذت والمساعدات التي قدمت والميزانية المهمة التي خصصت وهذا واجب من باب الشكر والاعتراف بالفضل لأهله، لكن في المقابل لا أحد ينبه أو يذكر بما ينبغي أن يراجع على ضوء ما كشفه هذا الزلزال من خصاص وتفاوتات مجالية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى