الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

السينما و فيلم أعجبني..المهرج Joker: شهوة الدم والفوضى طريق لإثبات الذات في عالم محبط ووحشي+فيديو وصور

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

حلقة اليوم: فيلم المهرج Joker: شهوة الدم والفوضى طريق لإثبات الذات في عالم محبط ووحشي

الكوكاس
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس

أثار فيلم تود فيليبس “جوكر” عاصفة شديدة عند صدوره عام 2019.

لقد استاء العديدون من قدرة الفيلم المفترضة على إلهام أعمال عنف في الحياة الواقعية، وقوبل بانتقاد حاد للعدمية الوحشية التي تخللته.. لكن ما أن اصطفت طوابير الجمهور على شبابيك التذاكر، حتى بدأ النقاد يعيدون ترتيب أوراقهم في رؤية الفيلم الذي اعتبر بداية ميلاد الدراما التحليل النفسية في السينما، من خلال سؤال مركزي يعالجه الفيلم، كيف تحول “جوكر” الشاب آرثر الرقيق الذي يخدم أمه المريضة ويأمل بأن يُصبح فنانا كوميديا مشهورا إلى جوكر فوضوي ودموي يسعى للانتقام؟ ليخلص في النهاية إلى الحديث عن الأنا البديلة للمهرج Joker، رجل وحيد، يحيى حياة بائسة كمهرج مقابل أجر زهيد ويعيش في شقة رديئة مع والدته (فرانسيس كونروي)..

يعيدنا فيليب الذي كتب السيناريو مع سكوت سيلفر، إلى الأيام الخوالي السيئة لمدينة غوثام، عندما كانت فرص العمل نادرًة، والجرذان تنتشر في كل مكان، وأدى إضراب عمال النظافة إلى إفساد الشوارع بالقمامة..

منذ البدء يؤثث المشهد لفعل الصدمة التالية، ليفسر أن أي انحراف له جذوره في الواقع الاجتماعي والنفسي، يتعرض فليك للترهيب من خلال سرقة الأطفال الفقراء والأثرياء السكارى.. يبدو البطل الكئيب كما لو أنه يخفي حزنا عميقا وراء تلك الضحكة الواسعة لفم الجوكر، معجب بجاره (زازي بيتس)، يحتفظ بدفتر ملاحظات مليء بتدويناته عن يومياته ومشاريعه الصغيرة الحالمة، ويعمل على شد أعصابه ليصعد إلى خشبة المسرح في ملهى ليلي مفتوح مع ميكروفون. يعطيه صديقه الوحيد في العمل راندال مسدسًا لحماية نفسه. وبفضول سيدعو آرثر جارتهُ التي ستنشأ بينهما علاقة غريبة.

المهرج شخص نحيف، متقلب المزاج وفي بعض الأحيان يبدو رشيقا بشكل مذهل، ومعه تنشأ ضحكة آرثر التي لا يمكن السيطرة عليها.. ينبع اغترابه العميق من عدم المساواة الاجتماعية، وتدهور القيم في عالم عنيف، ومن الفساد السياسي، وسطوة التلفزيون وثقل البيروقراطية الحكومية والبطالة والانحراف الذي يرفع من قوة الميول العنيفة. يقول في أحد المقاطع: “الأغنياء فظيعون. الفقراء فظيعون”. لذلك يصبح اعتناق جوكر للشر المتطرف نوعًا من النزاهة وإثبات الذات.

من الصعب تحديد ما إذا كان التشويش الذي يصنعه “الجوكر” عن نفسه ناتجا عن الارتباك أو الجبن أو عن وضعه الاجتماعي الهش أو سرقته من طرف الأطفال وتعنيفه من طرف السكارى، كما لو أن الكراهية المتعمدة كانت شكلاً من أشكال الشجاعة الفنية.. يرقص فينيكس ويضحك بشكل جنوني ويضع الأشياء في صورة الفم الكبير المرسوم على وجهه، ويرتكب جرائم قبيحة ومثيرة للاشمئزاز حقًا بتذوق شرس.

العنف في فيلم المهرج يماثل الصدمة. يثير اغتراب الذي اكتشف أن والدته المرأة الفقيرة، تكتب رسائل إلى رب عملها السابق توماس واين، يفتح آرثر إحدى الرسائل ويقرأها يعثر آرثر على رسالة كتبتها بيني إلى توماس، تدعي فيها أن ابنها هو ابن غير شرعي لتوماس. وهو ما أدى إلى كرهه والدته لإخفاء الحقيقة، ينزعج كثيرا من صدمة هذه الحقيقة، فيبدأ انحرافه المخيف.


فيلم “Joker” خارق، تجسيد للفوضى النقية، مخيف وممتع في آن. تصوير لارخبيل شخصية هزلية شريرة، إن السمة المميزة لهذا “الجوكر” هي خبثه المهيب. قد نتساءل كيف يمكن أن يكون هذا من عمل المخرج تود فيليبس الذي أخرج فيلمي “The Hangover” و”Road Trip” التي اشتهرت على الأقل بكونها مضحكة.

موعدنا الثلاثاء القادم مع “فيلم أعجبني:

فيلم عطر: جان بابتيست غرينويل الشاب الذي امتلك أنفا استثنائيا، وطموحا غريبا لصنع عطر لا يقاوم سحره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى