يشهد العصر الرقمي تزايد استخدام الأطفال لشاشات الهواتف والحواسيب، وهو أمر يطرح تخوفات وتحديات على نموهم وتطورهم، الشيء الذي يستدعي من الآباء والأمهات فهم التأثيرات المحتملة وتبني استراتيجيات لضمان تجربة رقمية صحية ومفيدة.
في هذا المقال سنتناول بعض السلبيات، والإيجابيات كما سنتطرق الى استراتيجية توازن بينهما كي نظمن سلامة جيل لا يمكن عزله نهائيا عن الرقمنة، والتكنولوجيا، لكن يمكن توجيهه نحو المنحى السليم للاستفادة من فوائد هذا العالم الاخر، وتفادي خطورته.
تأثير استخدام الشاشات على النوم:
يعرقل استخدام الشاشات خصوصا قبل النوم، نوم الأطفال والكبار، وتقول “الدكتورة مريم مالك” الطبيبة النفسية بأكادير، أن ضوء الشاشات الأزرق يصدر إشارات تشابه النهار، مما يعيق إطلاق هرمون الميلاتونين الذي يساهم في الاستعداد للنوم، بالتالي يسبب الارق وقلة النوم، الشيء الذي يؤثر على التركيز وعلى النمو العقلي خصوصا عند الاطفال.
تأثير الشاشات الالكترونية على اللغة والتواصل:
تكنولوجيا الشاشات قد تقلل من الوقت المخصص للتفاعل الاجتماعي والتواصل الشخصي، مما يعرض تطور مهارات اللغة والتواصل الى القصور والانتفاء.
تأثير الشاشات الإلكترونية على القدرات الذهنية:
تقول الطبيبة النفسية الدكتورة مريم،” أن الاستخدام المفرط للشاشات قد يؤثر سلبًا على قدرة الأطفال على التركيز والانتباه، والتواصل الاجتماعي، كما قد يعرضهم لأخطار عديدة ولتأثيرات سلبية من العالم الخارجي، وتدفع عدد من الاطفال الى الانطوائية، وظهور مشاكل نفسية متنوعة مثل الاكتئاب، والعزلة، وفقدان الشهية، ونوبات عصبية الخ.. ”
إيجابياتها:
وكما لهذه الشاشات الالكترونية، وللتكنولوجيا عموما سلبيات، لديها أيضا ايجابيات،حيث يمكن للشاشات توفير فرصًا للتعلم والترفيه المفيد، فهناك تطبيقات التعلم الإلكتروني والألعاب التعليمية يمكن أن تكون أدوات قيمة لتعزيز المعرفة.
لدى من الافضل وضع استراتيجيات التوازن، للتغلب على التحديات، حيث ينصح بتحديد حدود زمنية لاستخدام الشاشات، وتشجيع الأنشطة البدنية والتفاعل الاجتماعي، مع تحديث سياق الاستعمال الرقمي، ليكون تجربة تعلم ذات فائدة تساهم في نمو شامل للأطفال.
إن وضع استراتيجية توجه الاهتمام نحو الفرص المفيدة وتسطر قواعد وحدود معقولة، تجعل من شاشات الهواتف والحواسيب، جزءًا من تجربة مفيدة تعزز النمو الصحي والمستدام للاطفال، عوض أن تعرضهم للمخاطر والافات.
