الرئسيةسياسةشواهد على التاريخ

اعتقل ونفي بداية الاستقلال…الموت يغيب أحد رجال الحركة الوطنية البارزين و”شيخ” اليسار المناضل محمد بنسعيد

توفي صبيحة اليوم محمد بنسعيد آيت إيدر، أحد وجوه المقاومة خلال مرحلة الاستعمار، وأحد رجال الحركة الوطنية البارزين،وسيوارى جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء في الدار البيضاء، غدا الأربعاء بعد صلاة العصر.

ونعى آيت ايدر، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد جمال العسري، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء. قائلا: “الشعب المغربي يفقد واحدا من أكبر رجالاته وقاداتة .. رحيل المجاهد القائد المناضل الرفيق بنسعيد آيت إيدر”.

 

وأضاف العسري على صفحه على الفايسبوك، قائلا: “ببالغ الحزن وبعميق الأسى وشديد الألم، نزل علينا خبر فاجعة رحيل رفيقنا ووالدنا وزعيمنا وقدوتنا، المناضل المجاهد محمد بنسعيد أيت ايدر، الذي وافته المنية في الساعات الأولى من يومه الثلاثاء 6 فبراير بالمستشفى العسكري بالرباط”.

ولد ايت ايدر سنة 1925، في قرية تيمنصور في شتوكة آيت بها، وانخرط قي مقاومة الاستعمار وتعرض للاعتقال في بداية الاستقلال مع عدد من أطر المقاومة وجيش التحرير.

تلقى تعليمه بعدد من مدارس سوس العتيقة. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التقى لأول مرة بالفقيه محمد المختار السوسي. انتقل إلى مراكش لمتابعة دراسته مدرسة ابن يوسف وانفتح على العمل الوطني برفقة عبد الله إبراهيم وعبد القادر حسن، والمهدي بن بركة.

شارك في قيادة فرق حيش التحرير، وتكوين خلايا المقاومة رفقة قيادات أخرى أبرزهم  عمر المسفيوي ومحمد باهي. فضلا عن قيادات أخرى بميدان القتال مثل ناضل الهاشمي وادريس بن بوبكر والانصاري بلمختار ولغظف بن عبد الله وغيرهم.

تعرض للاعتقال في بداية الاستقلال مع عدد من أطر المقاومة وجيش التحرير. لجأ مبكرا إلى الجزائر، ثم انتقل إلى فرنسا، وساهم في تأسيس  منظمة 23 مارس، كما لعب دورا بارزا في تأسيس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي،  سنة 1983 وتولى مهمة الأمين العام لها. وباسمها انتخب نائباً في البرلمان عن إقليم اشتوكة ايت باها.

لعب دورا بارزا في تاسيس الكتلة الديمقراطية في سنة 1992، إلى جانب حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي فضلا عن حزب التقدم والاشتراكية، والاتحاد الوطني للقوات الشعبية بقيادة عبدالله إبراهيم، لينسحب منها بعد بروز خلافات وسطها.

لم يتوقف نضال محمد بنسعيد ايت إيدرـ بل واصله، سعييه منذ البدايات في جمع  شتات اليسار الذي توج سنة  2002 بتأسيس زب اليسار الاشتراكي الموحد، وفيه  تخلى عن منصب الأمين العام واكتفى بموقع الرئيس.

ناصر بقوة حركة 20 فبراير، ووقف مدافعا عنها حين تعرضت لقمع شرس في 13 مارس 2011، أمام مقر الاشتراكي الموحد، وفي مختلف المواقف التي عبر عنها دعما للشباب في سعيهم لبناء مغرب الحريات والعدالة الاجتماعية.

وراسل بنسعيد مناضلات ومناضلي هذه الحركة، حيث قال فيها:

تحية لكن و لكم، جيلنا الجديد المنسجم مع عصره والحالم بمجتمع العلم والمواطنة، الجيل الجديد الذي هزم تردداتنا، نحن جيل مقاومة الاستعمار، الجيل الجديد الذي شحذ عزائم جيل “سنوات الرصاص”، ونفض الغبار عن إرادته العميقة في التغيير، وربما سيبدد ركونه الى تجرع مضض الآمر الواقع الذي فرض عليه، تارة بالقمع الشرس، وتارة بالمناورة السياسوية التي شارك فيها مع الأسف جزء لا بأس به من جيل بناة الوطنية ومقاومة الاستعمار.

 

 

• تحية لكم و لعنفوانكم ولاندفاعكم الذي يبث في جسم الوطن المغربي شحن الحيوية التي توقدت للحياة، للفعل في العصر، للتفاعل الايجابي مع الألفية الثالثة وللحضور الكريم في فضاء العولمة.

• تحية للشابات والشبان الدين أعلنوا للعالم أن الشعب المغربي ليس عاقرا.

يعتبره الكثيرون جسد في سلوكه وشخصيته وفي نقاء يده ومبدئيته، ما ينبغي أن يكون عليه خط النضال االديمقراطي الجماهيري، الذي تبنته أغلب مكونات اليسار المغربي، وتعته الكثيرون ب” شيخ اليسار المغربي”.

اقرأ المزيد….

https://dabapress.com/74188/
 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى