الرئسيةفكر .. تنوير

معرض الكتاب بالرباط…ورقة صحفية عن كتاب ” فِي مدَدِ المَعْنَى..تفَكُّرَاتٌ ومُقارَبَاتٌ فِي القرآنِ الكَرِيم”

بمناسبة الدورة التاسعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط (2024م)، صدر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط، وبلوحة غلاف روحيةٍ بهية من توقيع الفنان محمد الخراط، كتابٌ جديد للباحث والإعلامي والفنان الصوفي د. محمد التهامي الحراق، بعنوان:

“فِي مَدَدِ المعنى..
تفكراتٌ ومقارباتٌ في القرآنِ الكَرِيم”

يُعَدُّ هذا الإصدارُ الكتابَ العاشر في سلسلة أعمال الحراق التأليفية، وخلالَهُ يواصِلُ أفقه الفكري الموسومَ بـ”الفكر الذاكر”؛ حيث يخوضُ في هذا الكتاب، وبكثير من الحذر المعرفي والمسؤولية الإيمانيةِ، تجربةَ “التفكر” في القرآن الكريم و”الاقتراب” منه؛ معتبِرا عملَهُ الجديدَ مِهَادًا ضروريّا لاقتراب تدبري أوسع من الذكر العزيز.

يتضمن هذا الكتابُ بعد الإهداء والتصدير، تقديما تحت عنوان “أعتاب”، وهي لمعاتٌ كُتِبَت بمداد المحبة والسؤال تكشِف عن معالمِ علاقة المؤلف الوجدانية والمعرفية والعرفانية بكتاب الله؛ لينتقلَ الكتابُ إلى بسط تأملاتٍ مفتوحةٍ في الذكر العزيز بعنوان: “تفكراتٍ قرآنية”؛ وهي نظراتٌ معرفية ومنهجية حول بنيةِ القرآن الكريم وخصائِصِه وطرائقِ الاقتراب منه والأسئلة المختلفة التي يطرحُها هذا الاقتراب، مع مناقشة تلك الأسئلة وتقديم رؤى المؤلِّفِ الخاصة لها وفيها، كما أنها تفكراتٌ تتقدمُ في صورةِ إجمالٍ وتكثيفٍ وطيٍّ لكثيرٍ مما سيتم تفصيلُه وبسطُه ونشرُهُ تأسيسًا وتحليلًا واستشكالًا في لاحق “مقاربات” الكتاب.

يتعلق الأمر بمقارباتٍ ثلاث تتناولُ أسسَ قراءة القرآن الكريم من منظور عقلاني إيماني، حيث تفحصُ الأولى واحدةً من أهم خصيصات هذه القراءة، وهي النظر في القرآن الكريم من خلال “جدلية التعالي والتاريخ”؛ وذلك في الدراسة المعنونة بـ “جدلية التعالي والتاريخ في القرآن الكريم: نحو قراءة عقلانية إيمانية”؛ وهو ما سوف يتم تعميقه في المقاربةِ الثانية المنطلقة من استبارِ أبعادِ وصيةِ أب محمد إقبال لابنه: “اقرأ القرآن وكأنه نزل عليك”؛ وعنوان هذه المقاربة- الدراسة: “”اقرأ القرآن وكأنه نزل عليك”: العقلانية الإيمانية من الفصل إلى الوصل”؛ وتوسيعًا لأفق اقتراب الكتاب من القرآن الكريم، يخصص المؤلف المقاربة الثالثةَ لوقفةٍ دراسيةٍ مع نموذج متميز من نماذج التعاملِ معَ القرآن الكريم، ذاك الذي يمثله أهل العرفان؛ وذلك في الدراسة الثالثة المعنونة بـ” الاستمداد العرفاني من القرآن الكريم: مفاتيح ونماذج” خلالها يبسط مفاتيح تعامل أهل العرفان مع القرآن، محلِّلًا نماذج دالة من ميراثِ الشيخ محيي الدين ابن العربي والقطب مولاي عبد السلام بن مشيش والشاعر الصوفي أبي الحسن الششتري؛ ليُذَيَّل الكتابُ، على غرار الكتب السابقة للمؤلّف، بحوارٍ في “العرفانِ والتنوير والقرآن”؛ أجراه معه الكاتبُ والباحث الأكاديمي المغربي د. مولاي أحمد صابر.

وحتى نستبين الأفق المعرفي والعرفاني الذي يندرج في فلكِهِ الكتاب، نقرأ في نص ظهر غلافه: ” حديثُنا عن “مَدَدِ المعنى” الذي كلّما ازددتَ منه وِرْدًا ازددتَ عَطَشاً؛ لكونه مدَداً بِلا حدٍّ ولا نهاية. إنها كلمة الله التي لا تَنْفَد ولا تُسْتَنْفد، نافدةُ الإنسان النسبي التاريخي المحدودِ بالزمان والمكان والإمكان، على عوالمِ الإطلاق والغيب والتعالي؛ دون أن يفقِدَ هذا الإنسانُ محدوديتَه ولا أن تُعِيقَه عن استدامةِ الاكتشاف. في هذا الأفق، تدعونا “تفكراتُ” هذا الكتاب و”مقارباتهُ” إلى أن نُفْرِغ بواطنَنا مما يحجُبُنا عن إسفاراتِ السَّفَرِ في القرآنِ وبه؛ أن نحاولَ بِصَمْتِنَا مجاورتَه في ثناياهُ السرية، ومحاورتَه بصوتِنا من خلال معارفِنا المتطورة والمتجدِّدَة؛ أن نحاول الإصغاءَ للمطْلَقِ فيه، وأن نستعملَ مداركَنا النسبيةَ للنهل من “معانيه القديمة” ما تستطيعُه “أوانينا الحادِثَة”؛ إذ متى ما “جاهدنا” أن نجعَلَ من التعبُّد والتلاوة الشعائرية سبيلا منهجيا لمجاورة الثنايا السرية للقرآن الكريم، و”اجتهدنا” في تحويل تلك المجاورة إلى محاورة نقديةٍ خصيبَة بين النص القرآني الخالد والمعارف العليا التي بلغها العقل البشري المتنور، استطعنا أن نتحقَّقَ بحقيقة التدبّر في أعلى ذراها، وأن نستنطقَ القرآن الكريم بما ينيرُ عقولَنا وقلوبنا للإجابة عن أسئلتنا والانعتاق من إحراجاتنا هنا والآن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى