الرئسيةثقافة وفنون

الشاعر امال حجي، يوقع ديوانه الأول: “ديدان تقتات من أشيائي السفلى”

قام الشاعر امال حجي، بالتوقيع على ديوانه الأول: “ديدان تقتات من أشيائي السفلى”، يومي 16 ماي 2024، و19 منه، بمناسبة انعقاد المعرض الدولي للكتاب بالرباط.

ويقارب ديوان “ديدان تقتات من أشيائي السفلى”، أدق القضايا الوجودية على المستوى النفسي، مشحونة بتراجيديا إنسانية، ومصحوبة بأقصى درجات التشاؤم، الموت، الفقد، النسيان التام للعالم الخارجي وعدم الاعتراف به أصلا. أيضا، تصادم الروح والعدم، وغياب أي رغبة في المقاومة، بل وأي استعداد لمواصلة الحياة.

تتخلل القصائد من فينة لأخرى حالات من الانتفاض الداخلي، ومحاولة القبض على خيوط الجمال والخيال السردي، في شكل مقاومة، قد تمنح شكلا من الشرعية لمواجهة التآكل الداخلي، ومواصلة الرقص و”الهذيان” بين الحروف والكلمات.

وقد ازداد الشاعر امال حجي في شهر أغسطس من سنة 1955، بمدينة “سلا” المغربية. كانت امه حاملا به، حين قامت قوات الاحتلال الفرنسي باعتقال والده. وولدته امه، واباه كان ما لازال رهن الاعتقال. كان دلك عشية رواج الكلام عن استقلال المغرب، وبشائر عودة ذاك الدي كنا نرى وجهه في القمر. انتبه أحد كبار العائلة إلى هده المصادفة، فأومأ الى تسمية المولود الجديد ب”الأمل”، تيمنا بهده الأحداث البهيجة، التي أثرت بشكل جلي على امال حجي، طوال حياته.

وينتمي الشاعر الى مدارس عائلية تؤمن بالعلم والتجديد والأخلاق والانفتاح، واستقلالية القضاء، وهو مقتنع أن الأخلاق، ونظافة اليدين، هي أساس أي بنيان.
عاش ولا زال في مدينة هي منبع أصيل للعطاء دون حدود في المقاومة ضد الاستعمار الغاشم، وفي عهد الاستقلال بمناضليها النبلاء وسياسييها الجدد، ضد الحيف والظلم. وهو بالفعل ينتمي الى هده الجموع الجديدة التي بصمت بشكل واضح على المسار السياسي للمغرب.

وسمحت له مشاركاته المتعددة في الاستشارات الشعبية: الانصات بشكل دقيق ومباشر لآمال واحلام وتطلعات الناس من كافة الأعمار والأجيال.

ينتمي الشاعر لمدينة الأضرحة، والأولياء، والمساجد، والزوايا، والكتاتيب القرآنية. وهو ينتمي إلى سلسلة شرفاء المدينة. مدينة أينعت فيها شتى أنواع الفنون الأصيلة، مدينة الفرجة، قصص الأساطير الشهيرة العابرة لكل الأجيال

وكان ان تابع دراسته في المدارس العمومية، من كتاتيب قرآنية لها شهرة واسعة، ومدارس ابتدائية (مدرسة الأعيان)، ومرحلة الثانوي، إضافة إلى كلية الحقوق بالرباط حيث كان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مدرسة جامعة مانعة. وواصل بعد دلك صقل وتعميق معارفه الأكاديمية في كلية القانون العام بمدينة بوردو الفرنسية.

وبحكم اشتغاله بوزارة الشؤون الخارجية، اغنت سفرياته واقامته في العديد من البلدان، رؤاه بتعرفه على ثقافات وعقليات ودهنيات مختلفة.
وهو حريص على الاغتراف من شتى انواع المعرفة السياسية والفنية والفلسفية والأدبية، واغواه الشعر بشكل خاص. بل هو مدمن بشكل مثير للدهشة على القراءة بنهم، بزخم ملفت للنظر.

فبماذا سيفاجئنا، مرة أخرى، الشاعر امال حجي، مستقبلا ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى