الرئسيةسياسة

انتظرت خبرا عن زوجها59 سنة كاملة…الموت يغيب زوجة المعارض المغربي الذي ليس له قبر، الشهيد المهدي بن بركة +صور

توفيت زوجة ورفيقة درب الشهيد المناضل الأممي المهدي بن بركة، التي كانت سندا ودعما للشهيد في مسيرته النضالية في حياته القصيرة، وواصلت النضال من أجل كشف حقيقة اختطاف المهدي من طرف الدولة، ولم تتوقف ولم تكل حتى وفاتها.

وانتشرت على نطاق واسع تدوينات تتقدم بالتعازي لأسرة الشهيد المهدي بن بركة، وهكذا كتب المناضل الحقوقي مصجفى المنوزي، “غادرتنا هذا الصباح زوجة الشهيد المهدي بنبركة السيدة الفاضلة غيتة بناني ، الانسانة التي ظلت وفية للمثل والقيم التي كان الشهيد المهدي بنبركة يناضل من أجل تسييدها ، وعملت ان تربي بنتها فوز وابناءها البشير وسعد ومنصور على تلك المثل والقيم ، وما بدلوا منذ اختطاف والدهم تبديلا”.

في السياق ذاته، كتب الإعلامي عبدالرحيم تفنوت في تدوينة قصيرة ودالة” انتظرت خبرا عن زوجها59 سنة كاملة…فلم يصلها ذاك الخبر…فرحلت”.

بدوره كتب في تددوينة له رئيس الجمعية الوطنية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، زوجة المناضل الكبير والرمز الوطني والأممي الشهيد المهدي بن بركة ترحل عنا هذا اليوم إلى دار البقاء ،رحلت وفي نفسها غصة وألم ،رحلت دون ان تعرف الحقيقة حول مصير رفيق دربها عريس الشهداء الذي اختطف من امام مقهى ليب بباريس يوم 29 اكتوبر 1965 ،

وأضاف في التدوينة ذاتها، إنه ووالى حدود اليوم لاتزال الأسرة ومعها كل الأحرار في العالم يطالبون الدولة المغربية والفرنسية برفع السرية عن أرشيف الدولتين وكشف الحقيقة كاملة حول اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بن بركة ،جريمة شاركت في تنفيذها عدة جهات ومن ضمنها المخابرات الصY H و نية ،وهي نفس الأدوات التي تمارس حرب الإبادة الجماعية اليوم ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف كان الشهيد المهدي بن بركة بنظرته الثاقبة ومواقفه التقدمية قد نبه في وقت مبكر إلى خطورة ماسماه حينها بالتغلغل الHS ي و ني بافريقيا.

بن بركة (وسط) اختطف عام 1965 بباريس ولم يعثر على أي أثر لجثته (غيتي)

ولد المهدي بن بركة في عام 1920 في الرباط وتوفي في عام 1965، وقد تسبب اختطافه وقتله في أزمة سياسية لحكومة الرئيس الفرنسي الراحل، شارل ديغول، وفي قطع العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والمغرب.

و انضم إلى حزب الاستقلال، وأصبح رئيسا لمجلس الشورى الوطني، ولمع نجمه في الأربعينيات كـأحد رموز المقاومة ضد المستعمر ولاحقا كواحد من أشرس المعارضين والمنتقدين للحكم في المغرب.

وفي عام 1959 ترك حزب الاستقلال ليؤسس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية اليساري، وعندما خاض المغرب والجزائر حربا قصيرة في عام 1963، انحاز بن بركة إلى الجزائر وذهب إلى المنفى.

وقد اتُهم بعد ذلك بالخيانة العظمى على خلفية مؤامرة مزعومة ضد الملك الحسن الثاني وحُكم عليه غيابيا بالإعدام.

و أعلن المهدي عن نفسه في المعارضة بوضوح، وأسس جريدة التحرير التي كانت توجه انتقادات لاذعة للمؤسسة الملكية، وللموالين لها، وازداد الوضع سوءا بعد وفاة السلطان محمد بن يوسف (الملك محمد الخامس) عام 1961.

كان كثير التجوال ليس فقط للدفاع عن مواقفه فيما يرتبط بقضايا المغرب، بل أيضا لدعم حركات التحرر في الوطن العربي والعالم، وظل لنحو ثلاث سنوات يعد برفقة أبرز القيادات الثورية اليسارية في العالم لإنجاح مؤتمر قاري قرر عقده في هافانا عام 1966. وكان الاستعداد لهذا المؤتمر هو الطعم الذي اختير لاصطياده.

و في 29 أكتوبر من عام 1965، كان المهدي بن بركة يستعد للالتحاق بـ”مؤتمر القارات الثلاث” في هافانا، لكنه لم يتمكن من حضور المؤتمر بعد أن اختفى بطريقة غامضة من أمام مقهى في شارع سان جيرمان في قلب باريس، ولم يعثر له على أثر منذ ذلك الحين.

وخلص المحققون إلى أن رجال عصابات حصلوا على أموال مقابل اختطافه وقتله.

كما قيل إن المؤامرة كان يرأسها الجنرال محمد أوفقير، وزير الداخلية في عهد الحسن الثاني، والكولونيل أحمد الدليمي الذي بات فيما بعد وزيرا للداخلية في المغرب.

وتقول دائرة المعارف البريطانية إن تحقيقا رسميا ومحاكمة في فرنسا أظهرا أن “المغرب انتهك السيادة الوطنية الفرنسية، والأسوأ من ذلك، أن ضباطا بالشرطة الفرنسية وأعضاء بالمخابرات الفرنسية متورطون في تلك القضية”.

وتشير إحدى الروايات الشائعة آنذاك إلى أن بن بركة عُذب وخُدّر على أيدي ضباط الاستخبارات الفرنسية قبل أن يتسلمه أوفقير ورفاقه جثة هامدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى