حين تتساهل الدولة مع وجود نسبة من الفساد تتناسى أنه يتناسل ويبدأ يأكل بعضه..فجري الهاشمي يكتب: “هادوك لي تايخصرو اللعب”
شي وحدين في هذا البلد دورهم هو يخصروا اللعب، فيهم من يعرف ماذا يفعل ويقوم بذلك عن وعي و سبق إصرار وفيهم من تدفعه المصلحة والجشع إلى تخصار اللعب وفيهم من لم يستوعب المستجدات وبقى خدام بالعقلية القديمة مازادش.
الأولون هاذوك لي عارفين اش تايديروا ويقصدون تخصار اللعب يقومون بذلك لاهذاف قد حددوها وهي غالبا تتخد شكل معارضات لا تكشف عن وجهها مثل ذلك الذي يترك ما تقرر في برنامج التدريس و تايقري ذاك شي ليبغا هوا مثلا عوض الحديث عن الوسطية في الدين ينشر الغلو .
الثانيين، والذين تايخصرو اللعب عن جشع هما لي حاضين ماتقوم به الدولة في برامجها لمصلحة بعض الفئات الاجتماعية والتحايل عليها لمصلحتهم، مثل مافعلت مافيا العقار حين استفاذت من إعفاءات ضريبية، لكنها خدمات النوار وماتفعل الان في التحايل علي قرار دعم السكن .
الثالثين هما لقلنا لم يستوعبوا المستجدات وبقاوا لاعبين اللعب لقديم بحال الدور الذي لعبه أعوان السلطة بمختلف درجاتهم في إفساد العديد من البرامج والاوراش مثلا قضية الرميد، وكذلك استنبات أحياء صفيحية وهادوا عندهم ثقافة أنهم هم المخزن ويديروا ليبغاو، حيث بالنسبة ليهم المخزن فوق كلشي.
مظاهر تخصار اللعب كثيرة وتتطور مثل الآلاف من الشركات التي خلقت لتتلاعب في الفواتير، الشيء الذى يضر بالمداخيل الضريبية للدولة.
ثلاث عوامل نرصدها كأسباب لتخصار اللعب.
اولا :عدم ثقة بعض الناس في الخطاب الجديد للدولة منذ أن طرح مفهوم الجديد للسلطة فهم يعتبرون أن المخزن لايتغير لأنهم جزء منه ولايريدونه أن يتغير مثل موقف العديد من الأمنيين حينما طرح موضوع حقوق الإنسان واحترامها .
ثانيا أن الدولة حين تتساهل مع وجود نسبة من الفساد تتناسى أن الفساد يتناسل وأنه في غفلة منها تيعوم عليها وهو ماحصل في العشر السنوات الاخيرة، حيث ارتفعت نسبة الفساد وصار مقلقا، بل إن رقعة الفساد حين تتسع فإن حربا شرسة تندلع، ويبدأ الفساد يأكل بعضه، ولذلك لاحظنا ماسميناه سابقا بحملة تطهيرية تقوم بها الدولة لزجر الفساد الذي اصبح يهدد وجودها(والفساد تيخصر اللعب).
ثالثا أن انعدام مراقبة قوية وزجرية وقضاء واع بمسؤوليته وبالدور الذي ينتظره منه المغرب، كرافعة للتقدم أي بصفة عامة فان التأخر في تخليق الحياة العامة والتي تشمل كافة المؤسسات سياسية ومدنية أت من شأن ذلك أن يخلق فرص استمرار الفساد بكل اشكاله (لاحظوا أن نسبة النصب مرتفعة(النصب نتاج ثقافة الزبونية وباك صاحبي وكلشي خارج من دار المخزن) وأن بعض الجرائم التي ارتكبها مؤخرا بعض الأمنيين تعود الي عقلية سادت في مرحلة سابقة).
وباختصار حين يتخلص الأفراد في المجتمع الذين يتحملون مسؤوليات سواء كبيرة أم صغيرة من ثقافة (أنا الدولة) وتنتشر وتتكرس ثقافة دولة الحق والقانون نكون قد حققنا بعض شروط القضاء على تخصار اللعب ومنطق (أنا الدولة وندير لبغيت) عطل وأفسد مشاريع واوراش عديدة، وربما فإن حرص الملك في بداية عهده على تدشين كافة الاوراش كانت كبيرة أم صغيرة سببه إدراكه لتفشي هذه العقلية (كل واحد داير دولة في بيريمتر ديالو).