
جاكي شان بين التكريم المستحق والجائزة الغائبة: هل حان وقت الاعتراف ب”أيقونة” فنون الحركات؟
أحدث إعلان أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن إضافة فئة “أفضل تصميم حركات” إلى جوائز الأوسكار في عام 2027، ضجة واسعة في الأوساط السينمائية ووسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما موقع X.
ففي وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بتكريم إنجازات الأفراد الذين أسهموا بشكل فاعل في صناعة السينما، تساءل العديد من رواد الموقع عن سبب غياب نجم عالمي مثل جاكي شان عن قائمة الفائزين بالأوسكار، رغم إسهاماته الاستثنائية في مجال تصميم الحركات والمجازفات.
وبعد أكثر من نصف قرن من العطاء السينمائي، ما زال جاكي شان يعد أحد أكبر الشخصيات المؤثرة في عالم الأكشن والكوميديا، وهو فنان لا يحتاج إلى تعريف، من أفلامه الشهيرة مثل “The Karate Kid” إلى مشاهد الحركات المدهشة التي صممها بنفسه، قدم شان لجمهوره أكثر من مجرد فن قتالي؛ بل قدم تجربة سينمائية فريدة جعلته واحداً من أبرز رواد صناعة أفلام الحركة في تاريخ السينما العالمية، ورغم هذا، لم يحظ جاكي شان بتكريم أكاديمية الأوسكار، التي طالما اعتبرت مشاهد الحركات جزءاً ثانوياً مقارنة بالفئات الأخرى في الجوائز، وهو ما دفع النقاد والجماهير إلى طرح سؤال محوري: هل حان الوقت للاعتراف به على هذا الصعيد؟
تُعد خطوة أكاديمية الأوسكار في إدخال فئة “أفضل تصميم حركات” مؤشراً على التقدير المتزايد لهذا المجال الذي لطالما تم تهميشه في جوائز الأكاديمية، وتأتي هذه المبادرة بعد سنوات من الضغط المتزايد للمطالبة بتوسيع نطاق الجوائز ليشمل تقديراً للمبدعين في مجالات متنوعة، خاصة أولئك الذين ابتكروا مشاهد حركة استثنائية غيرت من مفهوم صناعة السينما، وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل جاكي شان، الذي أرسى أسس هذا النوع من الفن السينمائي، حيث اشتهر بقدرته الفائقة على تنفيذ مشاهد خطرة والمعروفة بأنها مصممة بعناية على مستوى فني عالٍ.
الحديث عن جائزة “أفضل تصميم حركات” في جوائز الأوسكار أثار تفاعلاً حماسياً بين المتابعين، حيث عبر العديد منهم عن دعمه الكامل لمنح جاكي شان جائزة الأوسكار الشرفية، خصوصاً في ظل ما حققه من نجاحات، ليس فقط على مستوى الأداء التمثيلي بل أيضاً على صعيد تصميم الحركات والمجازفات، وأعرب البعض على موقع X عن أسفهم لعدم وجود هذه الفئة في الأعوام الماضية، إذ اعتبروا أن شان كان يستحق العديد من الجوائز إذا كانت هذه الفئة موجودة منذ زمن، كما تباينت الآراء حول توقيت الجائزة، حيث وصف البعض إضافة الفئة خطوة متأخرة ولكنها ضرورية لتصحيح مسار التكريمات السينمائية.
من جهة أخرى، اقترح بعض المتابعين فكرة أن يكون جاكي شان وتوم كروز من يقدموا جائزة “أفضل تصميم حركات” في حفل الأوسكار المقبل، معتبرين أن هذين النجمين هما الأجدر لتسليم هذه الجائزة بفضل مساهماتهما الكبيرة في مجال الأكشن، فبينما اشتهر توم كروز ببطولاته السينمائية المثيرة في سلسلة “Mission: Impossible”، تميز جاكي شان بتقديم أدوار مليئة بمشاهد الحركات المعقدة التي تتميز بالتنفيذ الحرفي وبراعة في التصميم، مما يجعلهما الأنسب لهذا الدور في الحفل القادم.
لا شك أن جاكي شان، الذي بدأ مسيرته السينمائية منذ أكثر من 56 عامًا، قد أسهم في العديد من التحولات الجوهرية في صناعة السينما الحديثة، فمن خلال تصميم الحركات المذهلة وتنفيذ المجازفات في أفلامه، ساعد في وضع معايير جديدة في هذا المجال، حيث تجسد أفلامه تصعيدًا مستمرًا للقدرة البدنية والفنية التي تجعل مشاهد الحركات جزءًا لا يتجزأ من الحبكة السينمائية، ورغم أن الأكاديمية قد قررت إضافة هذه الفئة الجديدة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيحصل النجم الأسطوري على الجائزة التي يستحقها فعلاً؟
من المؤكد أن جاكي شان، الذي لم يقتصر نجاحه على شباك التذاكر فقط، بل امتد ليشمل إعجاب النقاد والجماهير، هو أحد الشخصيات التي يجب أن تُذكر في تاريخ جوائز الأوسكار، مع إضافة فئة “أفضل تصميم حركات”، قد يكون هذا هو الوقت المثالي لمنحه التكريم الذي طال انتظاره، وهو تكريم يستحقه عن جدارة بعد سنوات من العطاء.