حقوقيون يعتبرون الترحيل القسري اجراء تعسفي وغير قانوني لمنفذي محاولات الهجرة نحو إسبانيا
استنكر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمضيق، المقاربة الأمنية وما يرافقها من خروقات وإجراءات تعسفية لدى الجانبين المغربي والإسباني، في قضية الهجرة الجماعية غير النظامية للشباب والقاصرين إلى سبتة المحتلة، مؤكدة من جديد أن ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وشروط العيش الكريم لكل المغاربة، يظل السبيل الوحيد لمواجهة هذه المآسي الإنسانية، داعية جميع المنظمات الحقوقية والمدنية المغربية والإسبانية إلى فضح وتوثيق كل الانتهاكات والخروقات، والنضال من أجل إلزام الدولتين المغربية والإسبانية، بتطبيق تعهداتهما الحقوقية على المستوبين الوطني والدولي.
حاء ذلك في بلاغ لفرع الجمعية بالمضيق، والذي توصلت “دابا بريس” بنسخة منه، حيث أكدت فيه، أن عمليات ومحاولات الهجرة الجماعية غير النظامية للشباب والقاصرين إلى سبتة المحتلة، هي تعبير جديد ومتكرر عن فشل السياسات العمومية في الإدماج السوسيو اقتصادي للشباب، إلى جانب عدم إيجاد بدائل حقيقية توفر فرص شغل كريمة بعد إغلاق المعبر الحدودي باب سبتة.
وأفاد فرع الجمعية ، وفق البلاغ ذاته، أنه تابع و سجل الظروف التي وصفها بالمأساوية التي تجري فيها عمليات ومحاولات العبور للشباب والقاصرين بحرا، بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تقوم بها السلطات الإسبانية بالتعاون مع نظيرتها المغربية، في خرق واضح للقوانين الأوروبية والمواثيق الدولية، وغياب المعاملة الإنسانية وتوفير الحماية القانونية للأطفال غير المصاحبين على وجه الخصوص.
وأوضح المصدر ذاته، أن السلطات لجأت إلى عرض بعض أولئك الشباب على المحاكم، أو القيام بالترحيل القسري لهؤلاء الشباب إلى مدن الداخل، بما في ذلك ترحيل بعض الشباب القاطنين بعمالة المضيق الفنيدق وإقليم تطوان، وهي إجراءات عقابية تعسفية وغير قانونية.
إلى ذلك، شدد البلاغ التأكيد، أن عمليات ومحاولات الهجرة الفردية عبر البحر لم تتوقف، وتؤدي إلى فقدان وغرق العديد من الشباب والقاصرين، والذين لا زالت تبحث عنهم، مما يؤكد قصور المقاربة الأمنية عن مواجهة هذه الظاهرة الإنسانية، باعتبار الهجرة حقا إنسانيا تؤكده جميع المواثيق الدولية.
ذكرت الشرطة المحلية لسبتة المحتلة، أمس الاثنين 26 غشت الجاري، أن مئات المهاجرين استغلوا كثافة الضباب وسبحوا من المغرب إلى المدينة أمس الأحد وفي وقت مبكر من صباح اليوم.
جدير بالذكر، أن مندوبة حكومة سبتة المحتلة “كريستينا بيريز فاليرو” قالت: إنه مؤخرا جرت ما يصل في المتوسط إلى 700 محاولة دخول إلى المدينة، بينما بلغت عمليات الإعادة إلى المغرب 150 أو 200 شخص يوم
وأضافت ممثلة الحكومة الإسبانية، أن الشرطة تمكنت من اعتراض طريق نحو 700 مهاجر في المتوسط خلال محاولة دخول سبتة وذلك كل يوم منذ الخميس، وحاول ما يصل إلى 1500 شخص الدخول أمس الأحد.
وقالت المسؤولة الحكومية إن السلطات المغربية تعمل بشكل وثيق على مضاعفة عدد الموارد البشرية على الحدود، لاحتواء الأشخاص الذين أعادتهم إسبانيا، لافتا أنه “لولا مساعدتهم لكان الوضع أكثر تعقيدا”.
وتابعت أن المواطنين المغاربة، الذين اعتقلوا أثناء العبور، أعيدوا فورا إلى بلدهم، ما عدا القاصرين، أو طالبي اللجوء.
و ذكر مرصد الشمال لحقوق الإنسان ارتفاع محاولات الهجرة غير نظامية بالسواحل الغربية للمغرب ب 300 % خلال شهري ماي ويونيو 2024.
واوضح المرصد اليوم الثلاثاء 27 غشت 2024، انه رصد ارتفاع محاولات الهجرة غير نظامية بمعدل يفوق 300 % خلال شهري ماي ويونيو الماضيين، مقارنة بالفترة التي سبقت.
وافاد ان الفترة المذكورة تميزت بنجاح ما بين 1200 و1300 مهاجر غير نظامي، جلهم شباب من الفئة العمرية 15 و 24 سنة، من الوصول إلى سبتة المحتلة أغلبهم مغاربة،90 % عبر الحدود البحرية مع الفنيدق، 5 % منهم عبر حدود المدينة البحرية مع بليونش و 5 % عبر السياجي الحدودي.
أكثر من الثلث يفكرون فيها..نصف الشباب المغاربة يرغبون في الهجرة