مهرجان البندقية السينمائي الدولي يفتتح دورته الـحادية والثمانين
انطلقت فعاليات الدورة الحادية والثمانين لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، الأقدم من بين المهرجانات السينمائية الدولية في العالم، بعرض فيلم جديد للمخرج السينمائي الأميركي تيم بيرتون تحت عنوان “بيتلجوس.. بيتلجوس” (Beetlejuice Beetlejuice)، وهو بمثابة الجزء الثاني لفيلم قديم بعنوان “بيتلجوس” أي “فقط”، من إنتاج العام 1988، وكان من أوائل الأعمال التي جمعت تيم بيرتون بالممثل مايكل كيتون، قبل أن يلتقيا في العام التالي من خلال فيلم “باتمان”.
وفي الفيلم الجديد يعاود مايكل كيتون لعب شخصية “بيتلجوس”، وهو كائن مخيف ومقزز ومضحك، لا إنسان ولا شبح، يسعى لطرد عائلة ديتز من أحد البيوت القديمة، بناء على طلب أرواح العائلة التي كانت تسكن قبلهم.
وبعد أكثر من 30 عاماً، الفتاة ليديا ديتز (وينونا رايدر)، التي كانت في الـ15 من عمرها وقت صنع الفيلم الأول، وقد أصبحت والدة فتاة اسمها أستريد (جينا أورتيغا)، بحيث تبدو وكأنها نسخة من جموح وغرابة أطوار أمها في الفيلم الأول، تعود إلى المنزل المهجور عقب وفاة كبير العائلة.
ونتيجة فضول “أستريد” وتمردها على التحذيرات ينفتح باب الجحيم مجدداً، إذ يعود “بيتلجوز” إلى الحياة، مهدداً ومثيراً للرعب والتفكير، مصراً على كسر الخط الفاصل بين الموتى والأحياء، كأنه صورة من البندقية، التي تحلم بكسر هذا الخط “الوهمي” بين الماضي والحاضر!
وأكّد بيرتون، مساء أول من أمس، في البندقية حيث افتتح أحدث أعماله “بيتلجوس بيتلجوس” الدورة الحادية والثمانين للمهرجان السينمائي المعروف باسم “لا موسترا”، أنّ “خيبة أمل” انتابته من المجال السينمائي خلال السنوات الأخيرة، لافتا إلى أنه شعر بـ”نوع من الضياع”.
وقال في مؤتمر صحافي قبل العرض المسائي للجزء الجديد من فيلم “بيتلجوس”: “شعرت خلال السنوات الأخيرة بخيبة أمل من المجال السينمائي”.
وأضاف المخرج: “قلت لنفسي إذا كان عليّ أن أعيد إنجاز شيء ما، فينبغي أن يكون نابعاً من القلب (…) شعرتُ بأنني ضائع قليلاً، إلا أنّ إنجاز هذا الجزء الجديد بثّ الطاقة فيّ من جديد.. لقد شكل الفيلم عودة إلى الأشياء التي أحب القيام بها وإلى الطريقة التي أرغب في استخدمها، مع أشخاص أحبهم”.
وحقق مخرج “إدوارد سكيسورهاندز” و”تشارلي أند ذي تشاكلت فاكتوري” انطلاقة ناجحة بعد صدور الجزء الأول من “بيتلجوس”.
وقال المخرج البالغ 66 عاماً، والذي لا يبدو أنه يعتزم تصوير جزء ثالث من “بيتلجوس”، إنّ “المضحك هو أنّني بقدر ما أحب هذا الفيلم، لم أفهم مطلقاً أسباب نجاحه”.
ويعيد المخرج في الفيلم الجديد إحياء الدور الرئيس في العمل، وهو طارد أرواح شرير يعيد تأديته مايكل كيتون (72 عاماً).
وتسلّمت النجمة العالمية سيغورني ويفر جائزة “الأسد الذهبي” لإنجازاتها مدى الحياة، في حفل افتتاح مهرجان البندقية السينمائي الدولي، الذي انطلقت فعالياته، مساء أول من أمس، وتستمر حتى 7 شتنبر المقبل.
ووسط تصفيق حار من قبل الحضور الذي ضم نخبة من نجوم وصناع السينما العالميين، صعدت ويفر إلى المسرح وسط حفاوة كبيرة، وعبّرت ويفر عن سعادتها البالغة بالجائزة، واصفة الجائزة بمثابة الوقود التشجيعي، وقالت وهي تبكي متأثرة بتلك اللحظات المميزة: “لا أصدق أنني هنا”.
ومازحت ويفر، المرشحة لجائزة الأوسكار ثلاث مرات الحضور قائلة إن تمثال “الأسد الذهبي” سيجلس بجوارها في الطائرة، ويتعين على زوجي أن يعتاد على وجوده بجانبي دائماً.
وأشادت ويفر بالمهرجان، وقالت في كلمتها التي وجهتها للحضور: “شكراً لكم جميعاً على تشجيعي، أشعر أنني أحلم.. دعوتي للانضمام إلى كوكبة الفنانين هذه الشرف الأكبر لي.. أنا ممتنة لتقديركم، لقد حظيت بالعمل مع العديد من صناع الأفلام المتميزين. أشكر كل واحد منهم على العمل الذي حصلنا عليه معاً.. لقد كانت مغامرة رائعة”.
وخلال التكريم، عرضت إدارة المهرجان رسالة فيديو من مخرج “أفاتار” جيمس كاميرون، الذي عبّر عن سعادته بحصولها على جائزة “الأسد الذهبي” لإنجاز العمر من “البندقية”، مشيراً إلى أن بينهما دائماً رابط الثقة والاحترام الذي يزداد قوة مع كل مشروع فني يجمعهما.
وأوضح أن ويفر حصلت على أول ترشيح لها لجائزة الأوسكار عن أول تعاون لهما في فيلم (Aliens) العام 1986، وقال إنها تأخرت كثيراً عن الفوز بهذه الجائزة، وفق ما ورد في موقع “ديدلاين”.
وتعد ويفر إحدى أهم نجمات السينما في ثمانينيات القرن الماضي، وكان فيلم وودي آلن “آني هول” في العام 1977 أول أعمالها السينمائية، ثم ترشحت لفيلم (Alien) في العام 1979، فذاع صيتها، لتظهر بعدها في ثلاثة أجزاء أخرى من الفيلم بين العامين 1986 و1997، ومن أبرز أعمالها سلسلة “صائدو الأشباح” و”أفاتار”، بالإضافة إلى أداور في التلفزيون، وتأدية صوت العديد من الرسوم المتحركة، وعملت في العديد من الأفلام الوثائقية، وأعطت صوتها للكتب الصوتية والموسيقى التصويرية وألعاب الفيديو.
وشهد حفل الافتتاح حضور العديد من نجوم السينما، أبرزهم: كيت بلانشيت، ووليام دافو، وجينا أورتيغا، وتيم بيرتون، ومونيكا بيلوتشي، ومايكل كيتون، وينونا رايدر، وكاثرين أوهارا، وجاستن ثيرو، وكاميل كوتين، وتايلور راسل، وإيزابيل هوبرت.
وقبل موعد الافتتاح الرسمي بيوم، بدأ المهرجان بفيلم “ذهب نابولي”، للمخرج الإيطالي الراحل فيتوريو دي سيكا، بمناسبة مرور 75 عاماً على إنتاج الفيلم، ومرور 50 عاماً على وفاة صاحبه!
الفيلم الذي يُعد واحداً من كلاسيكيات السينما العالمية، وأحد أوائل الأفلام التي تتكون من عدة قصص متفرقة، يجمعها مكان واحد هو مدينة نابولي، حيث يسعى دي سيكا للتعبير عن روح وخصوصية هذه المدينة العريقة، وخصائص سكانها.
وشارك في بطولة “ذهب نابولي” عدد من كبار نجوم السينما الإيطالية، من بينهم دي سيكا نفسه، الذي كان ممثلاً وكاتباً ومخرجاً، وأيضاً أيقونة إيطاليا صوفيا لورين، التي تحتفل في 20 أيلول القادم بعيد ميلادها التسعين!