أعلنت مجموعة “المدى” القابضة، المعروفة سابقاً باسم الشركة الوطنية للاستثمار،في خطوة استراتيجية جديدة، عن استحواذها على شركة “الكاوكاو” الإيطالية بصفقة بلغت قيمتها 450 مليار درهم، هذا الاستحواذ يعزز من حضور المجموعة المغربية في السوق الأوروبية ويعكس طموحاتها التوسعية على المستوى الدولي، وفق ماذكرت تقارير إعلامية إيطالية.
تأسست مجموعة “المدى” كواحدة من أكبر الشركات الاستثمارية في المغرب، حيث تمتلك استثمارات متنوعة تشمل قطاعات مثل الخدمات المالية، مواد البناء، التوزيع، الاتصالات، المناجم، الطاقة، والعقار والسياحة، وقد حققت المجموعة في السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً، حيث بلغت معاملاتها 33.9 مليار درهم في عام 2018، و تأتي صفقة الاستحواذ على “الكاوكاو” في إطار استراتيجية “المدى” لتعزيز وجودها في الأسواق الأوروبية وتوسيع نطاق أعمالها.
يشار في هذا الصدد، أن الشركة الإيطالية NUTKAO تأسست سـنة 1982 وتتخصص فـي إنتاج وتوزيع المنتجات المحتوية علـى الـكاكاو والبندق والفسـتق، وتمتلك وحدات إنتـاج في إيطاليا، بلجيـكا، والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى وحدة معالجة الكاكاو فـي غانا.
على صعيد آخر، تثير هذه الصفقة تساؤلات حول خريطة توزيع الثروة في المغرب، خاصة في ظل الحملة الشعبية التي تحمل وسم “#اين_الثروة”. إذ يرى البعض أن هذه الاستثمارات الخارجية تعكس نجاح السياسات الاقتصادية للمجموعة، في حين يعتبرها اخرين دليلاً إضافيا على تركز الثروة في أيدي قلة من المستثمرين، وعلى استمرار ما بات ينعت بزواج السلطة والمال.
و بالرغم مما قد تتيحه هذه الصفقة من فرص كبيرة من زاوية اقتصادية معينة، فإنها تضع “المدى” أمام تحديات تتعلق بالتكامل الثقافي والإداري بين الشركتين، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية المرتبطة بتقلبات السوق الأوروبية، ومع ذلك، فإن الخبراء يرون أن هذه الصفقة قد تكون نقطة تحول في مسيرة المجموعة نحو تحقيق أهدافها التوسعية.
تظل صفقة استحواذ “المدى” على “الكاوكاو” خطوة تعكس طموحات المجموعة في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية. وقد تفتح هذه الصفقة آفاقاً جديدة، إلا أنها بالتأكيد تثير أيضاً تساؤلات حول توزيع خريطة الثروة والعدالة الاقتصادية، وشروط وظروف الاستثمار في المغرب.