الرئسيةرأي/ كرونيك

البوحسيني: مسيرة ضخمة جابت شوارع الرباط ل3 ساعات و حضرها كل من لا زال يحمل هموم أم القضايا، القضية الفلسطينة

مسيرة ضخمة جابت اليوم لأزيد من 3 ساعات شوارع الرباط…التقى فيها رجال ونساء من مختلف الأعمار، مع حضور شبابي مهم للغاية.

التقى في المسيرة، اليساري والإسلامي، الحقوقي والمدني مع حضور عدد من مناضلات الحركة النسائية…بالإضافة إلى قيادات حزبية وازنة ومثقفين ومثقفات من مشارب متنوعة.


بكلمة واحدة، جاء الناس من عدة مدن مغربية تلبية لدعوة الجهات التي نظمت هذه المسيرة (ضمنها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بالإضافة إلى BDS Maroc وتنظيمات سياسية مختلفة).

 


حضر كل من لا زال يحمل هموم أم القضايا، القضية الفلسطينة.

حضر كل من لا زالت تُحركه العزة والأنفة، ومن فشلت ماكينة التضليل في تزييف وعيه بسرديات المطبعين القائمة على شعارات من قبيل “الوطن أولا” أو “تازة قبل غزة”…الى آخر الأسطوانة المشروخة التي تشتغل ليل نهار كي تقضي على أي حس سياسي للمغاربة، سواء تعلق الأمر بالقضايا الوطنية أو قضايا الأمة.


طبعا، كما جرت العادة لم يخرج أولئك الذين اعتادوا منذ “حركة 20 فبراير” رفض التظاهر والتعبير السياسي الصريح والواضح بخصوص قضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، تحت ذريعة أن الشوارع يتحكم فيها إسلاميو “العدل والإحسان” وألا فائدة تُرجى من التواجد جنبا إلى جنب هؤلاء…(وكأن هؤلاء هم أعداء الوطن).

في الحقيقة، فزاعة الإسلاميين فضحت محدودية إيمانهم بالديمقراطية وتكسر على جدارها أفقهم السياسي الضيق إلى حد الاختناق.

طبعا لم يتساءلوا أبدا عن سر قوة العدل والإحسان، وبالخصوص لم يسائلوا أنفسهم قطُّ عن الأسرار الكثيرة والمتعددة لتراجعهم وانكفاءهم…ولم يُعملوا التفكير للقيام بالمراجعات المفروضة عليهم للتكفير عن خطاياهم واستعادة نفسهم السياسي.

اختاروا منذ ذلك الوقت الجهة الخطأ من التاريخ، وتمترسوا خلف كل ما يقيهم من ارتدادات الحركات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط الفساد أو تلك التي خرجت للمطالبة بالعدالة الاجتماعية…(حراك الريف على سبيل المثال).

الأدهى من ذلك، تحولوا هم أنفسهم إلى معاول للمساهمة في إفساد الوعي وتزييفه وإلى مد يد المساعدة لماكينة التشهير بكل الأصوات المناضلة والرافضة لمنظومة تبذل كل جهدها للعودة بنا سنوات ضوئية إلى الوراء، والتراجع عن الحد الأدنى من المكتسبات التي حققتها تضحيات أجيال من الحركة الديمقراطية المغربية.

منذ 2011، أصبح هؤلاء متخصصين في إخلاف الموعد مع التاريخ، ليتأكد بالملموس أنهم فشلوا فشلا ذريعا في امتحان درس التاريخ.

ها هم غارقون حتى النخاع في يأسهم وفي انهزاميتهم…أما من اختار، رغم كل الصعوبات والتحديات والإكراهات، الاستمرار في منح معنى سياسي لحياته، فهو يعرف أن الطريق لا زال طويلا وشائكا…لكنه يعي جيدا ألا خيار له إلا الإبقاء على جذوة الأمل وتمرير الشعلة إلى الأجيال الشابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى