
فيما تدخل الحرب على غزة عامها الثاني، تظهر بيانات إسرائيلية رسمية، أن إجمالي التبادل التجاري للدول العربية المطبعة مع إسرائيل، زاد خلال أشهر الحرب مقارنة بما قبلها، ووصل حجم التبادل مع إسرائيل إلى 4 مليارات دولار، كما تظهر البيانات أن حجم التجارة بين مصر وإسرائيل خلال الحرب هو الأعلى منذ عقد من الزمن.
جاء ذلك، على موقع “عربي بوست” في تقرير يرصد حجم التجارة العربية مع إسرائيل خلال عام من حرب غزة، حيث أكدت، أن البيانات الحديثة عن التجارة العربية مع إسرائيل خلال الحرب،أن صادرات هذه الدول المطبعة ووارداتها (أو إحداهما) مع إسرائيل خلال أشهر الحرب التي بدأت يوم 7 أكتوبر 2023 زادت،ما يعني، وفق المصدر ذاته، أن العلاقات الاقتصادية للدول المطبعة مع إسرائيل، لم تتأثر بغضب الشارع العربي من استمرار التجارة مع الاحتلال خلال الحرب، التي ارتكبت فيها إسرائيل مجازر وتسببت باستشهاد ما لا يقل عن 41 ألف شهيد، وما لا يقل عن 96 ألف مصاب، حتى بداية أكتوبر 2024.
ذكر تقرير “عربي بوست” أن الإمارات استحودت على أكثر من ثلثي حجم تجارة الدول العربية مع إسرائيل خلال فترة الحرب، إذ يفوق حجم تجارتها مع إسرائيل مجموع حجم التبادل التجاري لبقية الدول العربية الأخرى مجتمعة.
أكد التقير التي أصدرته” عربي بوست” أن هذه البيانات صادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي (الحكومي)، وتتناول حجم الصادرات والواردات (بدون الألماس) بين إسرائيل من جهة، والإمارات، ومصر، والأردن، والمغرب، والبحرين، من جهة أخرى، وتُغطي الفترة من أكتوبر 2023 وحتى نهاية شهر غشت 2024.
تظهر البيانات الرسمية الإسرائيلية، أن قيمة صادرات الدول العربية الخمس أي المغرب الإمارات البحرين ومصر والأردن، إلى إسرائيل وصلت إلى 2 مليار و897 مليون دولار، (من أكتوبر 2023، وحتى نهاية غشت 2024).
تظهر البيانات، ارتفاع الصادرات العربية لإسرائيل خلال أشهر الحرب بـ122 مليون دولار، مقارنة مع نفس الفترة من العامين 2022 و2023 (من أكتوبر 2022 وحتى نهاية غشت 2023)، حيث بلغت 2 مليار و771 مليون دولار.
فيما بلغت واردات إسرائيل إلى الدول العربية الخمس ومنها المغرب، خلال أشهر الحرب، 1 مليار و104 ملايين دولار، في حين كانت قيمة الواردات خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، 923.6 مليون دولار.
بذلك يصل حجم التبادل التجاري (صادرات وواردات بدون ألماس) بين الدول المطبعة وإسرائيل إلى 4 مليارات دولار، خلال أشهر الحرب على غزة، فيما كان حجم التبادل خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023: 3.6 مليار.
المغرب ضاعف وارداته من إسرائيل
يشير التقرير، أن المغرب هو الآخر، زاد من تبادله التجاري مع إسرائيل خلال الحرب، فخلال الفترة من (أكتوبر 2023 وحتى نهاية أغسطس 2024)، وصل حجم التبادل التجاري (بدون الألماس) إلى 143 مليون دولار، في حين بلغت قيمة التبادل خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023: 72.3 مليون دولار، أي بزيادة وصلت إلى 97.7%.
تؤكد البيانات الإسرائيلية، استنادا للمصدر الإعلامي نفسه، أن المغرب ضاعف وارداته بشكل ملحوظ من إسرائيل خلال أشهر الحرب بنسبة 129.2%، وبلغت قيمة الواردات (من أكتوبر 2023 وحتى غشت 2024)، 129.5 مليون دولار، فيما بلغت الواردات خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023: 56.5 مليون دولار.
يضيف التقرير، أن شهر نوفمبر 2023 يعد أقل شهر خلال الحرب استورد فيه المغرب من إسرائيل، وبلغت قيمة الواردات 2.7 مليون دولار، وخلال بقية أشهر الحرب تضاعفت قيمة الواردات بشكل ملحوظ، إذ وصلت في ديسمبر 2023، إلى 53.9 مليون دولار، أي تضاعفت 19 مرة.
وبالنسبة للصادرات، بلغت قيمة الصادرات الإسرائيلية للمغرب من (أكتوبر 2023 وحتى غشت 2024)، 13.5 مليون دولار، فيما كانت خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023: 15.8 مليون دولار.
وخلال بعض أشهر الحرب، ضاعف المغرب من صادراته من إسرائيل، وفي شهر أكتوبر 2023، بلغت صادرات المغرب إلى إسرائيل 700 ألف دولار، وفي شهر أبريل 2024، تضاعفت الصادرات ووصلت إلى 2.4 مليون دولار.
يشار في هذا الصدد، أن الصادرات المغربية إلى إسرائيل تتركز مجالي الملابس والأطعمة، فيما تتضمن الصادرات الإسرائيلية إلى المغرب، معدات النقل ومنتجات كيميائية وبلاستيك ومطاط، وفقاً لما يذكره موقع الحكومة الإسرائيلية.
دول “اتفاقيات أبراهام” تستحوذ على النسبة الأكبر من التجارة العربية مع إسرائيل
أشار تقرير “عربي بوست” في مستوى آخر أن بيانات التبادل التجاري بين الدول العربية وإسرائيل، تظهر خلال الحرب مع غزة، ومع تحليل البيانات أن الجانب الأكبر من هذا التبادل قامت به “دول اتفاقيات أبراهام”، وهي الإمارات، والبحرين، والمغرب، وهذه الدول هي التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في النصف الثاني من العام 2020، والتي تسميها إسرائيل “اتفاقيات أبراهام”.
يؤكد المصدر نفسه أيضا، أن حجم التبادل التجاري بين هذه الدول الثلاث مجتمعة وإسرائيل، بلغت 3 مليارات و54 مليون دولار، من أصل 4 مليارات دولار هي الحجم الإجمالي للتبادل بين الدول المطبعة وإسرائيل خلال الحرب، بمعنى أن هذه الدول الثلاث استحوذت على 76.3% من حجم التبادل التجاري مع إسرائيل خلال الحرب، وبحسب البيانات فإن:
– صادرات الإمارات والمغرب والبحرين لإسرائيل خلال الحرب، بلغت 2.4 مليار دولار.
– واردات إسرائيل إلى هذه الدول الثلاث خلال الحرب، بلغت 652 مليون دولار.
وكانت كشفت أحدث بيانات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي عن تسجيل نمو في حجم التبادل التجاري بين إسرائيل ودول عربية، خلال النصف الأول من عام 2024، بحسب ما أورده “معهد السلام لاتفاقات إبراهيم”.
كنا أن المغرب، فقد وصل حجم تجارته مع إسرائيل إلى 8.5 مليون دولار في يونيو 2024، بزيادة 124 بالمئة عن العام السابق.
شهدت التجارة بين إسرائيل والأردن تراجعا، حيث بلغت 35 مليون دولار في يونيو 2024، بانخفاض 14 بالمئة عن يونيو 2023.
وخلال النصف الأول من 2024، انخفض حجم التبادل التجاري بنسبة 16 بالمئة ليصل إلى 213.8 مليون دولار.
ويأتي استمرار هذا التبادل التجاري بين الدول العربية وإسرائيل، في وقت تدخل فيه الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة عامها الثاني، وخلفت هذه الحرب دماراً هائلاً غير مسبوق في غزة، وتسببت في استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، وانتشار مجاعة من شمال القطاع إلى جنوبه.
كما تأتي في ظل تنامي واتساع دعوات خاصة في المغرب والأردن، لتوقيف التطبيع، وفي ظل تصاعد مناهضة التطبيع من طرف الالاف من المغاربة، والتي كان اخرها المسيرة الحاشدة التي نظمت في الرباط يوم الأحد 6 أكتوبر بمناسبة مرور عام على طوفان الأقصى.
المصدر: عربي بوست بتصرف وبيانات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي