لا يزال فرانك هوجربيتس، عالم الزلازل الهولندي، يثير الكثير من الجدل بفضل توقعاته المثيرة للزلازل، والتي تتسم بغياب الدعم العلمي القوي الذي يؤكد صحتها، و على الرغم من أن المجتمع العلمي غالبًا ما يكون متحفظًا حيال هذه التنبؤات، فإن بعض توقعاته قد توافق الأحداث الزلزالية الفعلية، مما يعيد تسليط الضوء على علاقة محتملة بين الظواهر الفلكية والنشاط الزلزالي.
في أحدث فيديو له على قناة SSGEOS على يوتيوب، حذر هوجربيتس من زلازل قد تضرب عدة دول نتيجة لما يسمى بـ “هندسة الكواكب”، هذا وركز على اقتراب كواكب معينة من القمر يومي 14 و15 أكتوبر، واعتبر أن ذلك قد يكون سببًا محتملاً لحدوث زلزال قوي بقوة 7 درجات، ومع ذلك، لم يحدث أي زلزال بهذا القدر في التواريخ المشار إليها، مما يثير تساؤلات حول دقة توقعاته.
رغم ذلك، لم تخلُ توقعاته من المصداقية التراكمية.
فقد أشار إلى نشاط زلزالي في منطقة شرق تركيا في 4 أكتوبر، وتوقع وقوع أحداث زلزالية في 14 أكتوبر، مشيرًا إلى أن هذه الأحداث قد تكون مقدمات لزلزال أقوى محتمل في المنطقة ذاتها، وقد وقعت هذه المنطقة بالفعل تحت تأثير زلزال بقوة 6.1 درجة في وقت سابق.
علاوة على ذلك، استعرض هوجربيتس رسمًا بيانيًا من الهيئة الجيولوجية يوضح الفترة حتى 30 أكتوبر، مشيرًا إلى أن اقتران القمر مع كوكب المشتري قد يؤدي إلى زلزال قوي في 23 أكتوبر.
في نفس سياق، توقع أن الاقترانات القمرية في نهاية الشهر، خاصة في 27 و28 أكتوبر مع كوكبي زحل ونبتون، قد تتسبب في زلزال بقوة تصل إلى 6 درجات يوم 29 أكتوبر.
بينما تثير هذه التوقعات فضول العامة وخوفهم في آن واحد، فإن المجتمع العلمي يبقى حذرًا في قبول مثل هذه التنبؤات، تتطلب إثبات العلاقة بين حركة الكواكب والنشاط الزلزالي المزيد من البحث العلمي والتجريبي، حيث لا تزال التفسيرات العلمية التي تربط بين الظواهر الفلكية والزلازل غير مثبتة بشكل قاطع.
ختاما، في الوقت الذي يسعى فيه علماء الزلازل لفهم الآليات الدقيقة وراء النشاط الزلزالي، تبقى توقعات هوجربيتس مثالًا على كيفية استمرار الجدل حول تأثير العوامل الفلكية على الأرض.
قد تظل تلك التنبؤات محط أنظار العامة، لكن يبقى العلم هو القاعدة الأساسية لفهم ظواهر الطبيعة.