الرئسيةمنوعات

فريق بحث مغربي و دولي من علماء الفلك المحترفين والهواة يكتشف سديم جديد من بقايا “سوبرنوفا”

تمكن فريق بحث مغربي و دولي من علماء الفلك المحترفين والهواة من اكتشاف سديم جديد من بقايا “سوبرنوفا” أطلق عليه “أطلس” (G209.8_8.2 ATLAS) نسبة إلى جبال الأطلس بالمغرب حيث يوجد المرصد الفلكي أوكايمدن الذي اكتشف السديم في مارس/آذار الماضي.

تجدر الإشارة أن الاكتشاف عبارة عن بقايا مستعر أعظم عملاق (ما تبقى من نجم انفجر قديما قبل آلاف أو مئات الآلاف من السنين) صوّره وحلله وتأكد من وجوده فريق من علماء الفلك الهواة والمحترفين، وتقع بقايا هذا المستعر الأعظم في موقع غير متوقع على الإطلاق؛ في منتصف المسافة بين “ميسييه 42″ و”سديم الوردة” في كوكبة أوريون.

يقول المصور الفلكي المغربي “عزيز كعواش” المشارك في الاكتشاف: “يعد الاكتشاف الأول من نوعه على صعيد المملكة المغربية وكذلك على صعيد الدول الإسلامية، فلأول مرة في التاريخ يُكتشف سديم في الكون العميق من المغرب، أضف إلى ذلك أن الاكتشاف حدث عن طريق مرصد مغربي الصنع أنجز بكامله من طرف فلكيين و طلبة و علماء مغاربة، وهذا يعتبر إنجازا بمفرده”.

وجرت عملية الاكتشاف بالاعتماد على تلسكوبات وأجهزة شخصية لأفراد الفريق بمرصد الأطلس الكبير المثبت في مرصد أوكايمدن بالمغرب، ومرصد “سييرا ريموت” المثبت في جبال نيفادا بالولايات المتحدة، ومرصد فلكي للهواة بفرنسا، دون الرجوع لأي صندوق حكومي أو مؤسسة شبه حكومية أو خاصة.

ووفقا لكعواش، فإنه “نظرا لكون التلسكوبات ذات جودة عالية وتجهيزاتها تستلزم ميزانية عالية، فإن اقتناءها مع المستلزمات من كاميرات وفلاتر يقتضي شراءها على مدد زمنية طويلة، أو تكوين مجموعة من الهواة الفلكيين لشرائها، مثلما قمنا نحن مجموعة مرصد الأطلس الكبير باقتناء تلسكوبات مرصدنا”.
وحسب البيان الصحفي الذي أصدره فريق البحث فإن حجم سديم الأطلس المكتشف هائل ويعادل 4 أضعاف الحجم الظاهري للقمر، كما أن موقع هذا السديم غير نمطي لأنه يقع على بعد 8 درجات من مستوى خط المجرة من جهة.
ومن جهة أخرى، يقع في أحد الأبراج الرئيسية التي يزورها علماء الفلك الهواة والمحترفون، ورغم ذلك لم يتمكن أحد من اكتشافه، ويُظهر الهيكل السديمي الخيطي القوي لـ”سديم الأطلس” -خاصة في النطاق الضيق من الأكسجين المتأيّن المزدوج- العديد من الميزات المتوقعة من بقايا المستعر الأعظم.

في نفس السياق، ذكر كعواش أنه “خُصص الرقم العلمي G209.9-8.2 لبقايا هذا المستعر الأعظم، كما سمي سديم أطلس؛ لأن غالبية الرصد الفلكي حدث من خلال مرصد الأطلس الكبير الكائن بمرصد أوكايمدن في قلب جبال الأطلس الكبير المغربية”.

وأوضحت الدراسة العلمية التي جسدت الاكتشاف أنه بالإضافة إلى تقديم تفاصيل هيكلية لا مثيل لها لـ”سديم أطلس”، فإنها تبرز أهمية التصوير البصريّ الفلكي وخصوصا تصوير خطوط انبعاث الأكسجين المتأين المزدوج (أو آي آي آي) لرسم خرائط انبعاثات الصدمة الكاملة لبقايا المستعر الأعظم.

ويؤكد كعواش “أن الكون ما زال يعج بالأجرام السماوية التي تنتظر من يكتشفها، والأكيد أن هذه الاكتشافات ليست حكرا على علماء الفلك المحترفين، بل ما زال هناك نصيب لعلماء الفلك الهواة”.

وعن التحديات التي واجهت الفريق الذي توصل إلى هذا الاكتشاف يقول كعواش: “العمل التحضيري لمثل هذا المشروع مهم جدا، لذلك كان علينا أولاً تقدير حجم السديم واسترجاع المعلومات من كل تلسكوب لتحديد الحقول، وقام عضو الفريق يان سانتي من فرنسا بتخطيط وحساب جميع إحداثيات كل لوحة في كل تلسكوب لتقديمها لكل عضو في الفريق بناء على التلسكوب الذي سيستعمل”.

ويضيف كعواش أنه “بمجرد الانتهاء من الحصول على البيانات، كان التحدي الرئيسي يكمن في الجمع المعقد لجميع البيانات، والتي اختلفت ليس فقط في أبعاد صورها بسبب البصريات وأجهزة الاستشعار المختلفة للكاميرات، ولكن أيضا في مجموعات البيانات ذات الاتجاه الشمالي.
ومع ذلك تمكن يان سانتي عضو الفريق من التغلب على كل هذه المشاكل بعد أسابيع من العمل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى