الرئسيةحول العالم

المحطات الأميركية تستعد لأمسية انتخابية طويلة وخبيرة سياسية تعلق

تجرى انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر المقبل، لكن الفائز في هذا السباق المتقارب للغاية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس قد يظل غامضا لعدة أيام بعد إغلاق مراكز الاقتراع.

مع احتمال عدم صدور النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية إلا بعد أسابيع، تستعد المحطات التلفزيونية الأميركية الكبرى لأمسية انتخابية قد تطول لأيام، في ظل خشية إعلان الفائز مبكراً، ووسط مخاوف من انتشار محتمل لوابل من المعلومات المضللة.

في عام 2020، أُعلن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية بعد حالة ترقب شديد دامت أربعة أيام. وهذا العام، يتوقع الخبراء مجدداً أن تتلوّن خريطة الولايات الأميركية ببطء، إما بالأزرق لصالح الديمقراطيين، وإما بالأحمر لصالح الجمهوريين، فيما يحتاج أي من المرشحين للفوز إلى أصوات 270 من الناخبين الكبار.

يقول جو لينسكي، نائب رئيس شركة إديسون للأبحاث التي تزود مجموعة من المحطات التلفزيونية (إيه بي سي، وسي بي سي، وإن بي سي نيوز، وسي أن أن) باستطلاعات رأي للناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع وتوقعات وإحصاءات، إن “سبع ولايات تشهد منافسة محمومة ستحسم السباق، وفي الكثير منها لن تتوافر لدينا بيانات كافية لتوقع النتائج قبل نهاية الأمسية، أو في صباح اليوم التالي، أو في بعض الحالات بعد أيام عدة على الانتخابات”.

إلى جانب النظام الانتخابي المعقد، تختلف طرق التصويت وفرز الأصوات من ولاية إلى أخرى في البلاد.

ويشير لينسكي إلى أن ولايتي ويسكنسن وبنسلفانيا الرئيسيتين لا تقومان بفرز وعدّ الأصوات التي أُدلي بها مسبقاً (من خلال التصويت عبر البريد أو التصويت المبكر) إلا في يوم الانتخابات نفسه.

وفي غياب أي نتائج رسمية لأسابيع عدة، تقع مسؤولية إعلان فوز دونالد ترامب أو كامالا هاريس في ولاية معينة على عاتق وسائل الإعلام.

وقالت  الخبيرة السياسة الأميركية بجامعة ولاية أزيزونا الأستاذة كيم فريدكين. أعتقد أننا سنعرف نتيجة الانتخابات في غضون أسبوع. لكن نتيجة الدعاوى القضائية المختلفة ستستغرق على الأرجح بضعة أسابيع أخرى.

و أضافت في حوار أجرته معها “الجزيرة” “مع ذلك، نظرا لأن التزوير في الانتخابات غير مرجح -بالنظر إلى الضمانات التي تبنتها المقاطعات والدوائر بعد تجارب انتخابات 2020 والتشكيك في نزاهتها ونتائجها- فمن غير المرجح أن تنجح الدعاوى القضائية من أي من الحزبين السياسيين”.

وتابعت في الحوار ذاته، “أعتقد أن إجراء الاستطلاعات ومصداقيتها أصبح صعبا هذه الأيام، لأن المقابلات عبر الهاتف النقال قد لا تمثل الناخبين الأصغر سنا، وغالبا ما يكون من الصعب الحصول على عينة تمثيلية موضوعية من خلال استطلاعات الإنترنت، حيث إنها تهمل في أغلب الأحيان تمثيل الأقليات بنسب موضوعية”.

وقالت أيضا، إن الطريقة الوحيدة لتجاوز نظام المجمع الانتخابي هي تعديل الدستور. وهي عملية ليست بالهينة نظرا لطبيعة التوازنات السياسية وتعقيداتها في المجتمع الأميركي، وللقيام بذلك، سيحتاج الديمقراطيون (الذين يؤيدون بصورة كبيرة تغيير النظام الحالي) إلى أغلبية كبيرة في مجلسي الشيوخ والنواب، وهو ما يبدو غير مرجح في أي دورة انتخابية في المستقبل القريب.

وأضافت، إن السبب يرجع لطبيعة أن المرشح الفائز يأخذ كل أصوات الولاية. ولا يشجع النظام في الولايات المتحدة -مقارنة بأنظمة التمثيل النسبي في البلدان الأخرى- مرشحي الأحزاب الأخرى على الظهور بصورة تعكس أهميتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى