كارثة فالنسيا بإسبانيا: إنذار بأسبوع آخر من الامطار الغزيرة وحصيلة الضحايا تتزايد
حذرت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية الإسبانية من اقتراب موجة أمطار غزيرة قد تضرب منطقة فالنسيا مساء الأحد، وطوال الأسبوع القادم حيث من المتوقع تسجيل هطول أمطار بكميات كبيرة قد تصل إلى 90 ملم في الساعة.
وتأتي هذه التوقعات المثيرة للقلق في أعقاب العواصف العنيفة التي ضربت شرق وجنوب إسبانيا مؤخراً، والتي أسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
هذا و دعت السلطات الإسبانية السكان في المناطق المتوقع تأثرها بالأمطار الغزيرة إلى توخي الحذر الشديد والبقاء في منازلهم قدر الإمكان، وذلك تجنباً لأي مخاطر قد تنجم عن هذه الظروف الجوية السيئة، وأكدت الأرصاد الجوية أن الساحل الجنوبي لمقاطعة فالنسيا سيكون الأكثر عرضة لهذه العواصف الرعدية المصحوبة بأمطار غزيرة.
وفي السياق ذاته، واصلت حصيلة ضحايا العاصفة “دانا” الارتفاع، حيث وصل العدد الإجمالي للقتلى إلى 217 شخصاً، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية، ولا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين، مما يثير مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا بشكل أكبر.
في ظل هذه الأزمة، قام الملك فيليبي السادس ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز بزيارة تضامنية لبعض المناطق المتضررة، لكن و في واقعة مؤسفة، تعرض الملك، و زوجته و باقي الوفد المرافق لهجوم خلال هذه الزيارة، وقد تم رشقهم بالطين وسط سيل من السباب والشتائم والهتافات المسيئة بِبلدة بيبورتا، وذلك بسبب عجز المسؤولين عن الاستجابة السريعة في أعقاب الكارثة.
و رغم ذلك حاول الملك وزوجته التحدث إلى السكان وتهدئة غضبهم الموجه خصوصا إلى رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، والحاكم اليميني لمنطقة فالنسيا كارلوس مازون، قبل مغادرة المنطقة.
وكان تعليقه على الحادث : “علينا أن نتفهم غضب المواطنين في المناطق المتضررة من العاصفة”‼.
هذا الهجوم غير المتوقع أثار استياءً واسعاً في إسبانيا، وأدانته جميع الأطراف السياسية،
.
على صعيد آخر، تعد العواصف الأخيرة حصيلةً لتغير المناخ المتسارع الناتج عن الاحتباس الحراري ، حيث تزداد حدة الظواهر الجوية المتطرفة وتواترها، و كشفت هذه الكارثة عن نقاط ضعف في البنية التحتية الإسبانية، خاصة في مجال إدارة الكوارث وحماية المدن من الفيضانات، ووضعت إسبانيا في مواجهة تحديات مستقبلية كبيرة، أهمها:
إعادة الإعمار: تتطلب عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة جهوداً كبيرة واستثمارات ضخمة.
الدعم النفسي: يحتاج الناجون من الكارثة إلى دعم نفسي كبير للتغلب على الصدمة التي تعرضوا لها.
تطوير أنظمة الإنذار المبكر: يجب على السلطات الإسبانية الاستثمار في أنظمة إنذار مبكر أكثر فعالية للحد من الخسائر البشرية والمادية في المستقبل، كما يجب على إسبانيا اتخاذ إجراءات جادة للتكيف مع تغير المناخ، بما في ذلك تعزيز البنية التحتية وتطوير استراتيجيات جديدة لإدارة الكوارث.
ختاما، تعتبر كارثة فالنسيا بمثابة جرس إنذار للعالم أجمع،هذه الكارثة الطبيعية هي بمثابة رسائل واضحة تتثبت مدى واقعية الآثار الجانبية الاحتباس الحراري و تحذر من خطورة تغير المناخ وآثاره المدمرة.
يجب على الجميع العمل معاً للحد من الانبعاثات الغازية الدفيئة والتكيف مع التغيرات المناخية، حفاظاً على كوكبنا ومستقبل الأجيال القادمة، كما يجب أن تكون هذه إشارة لجميع الدول لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية.