الرئسيةدابا tvسياسةشواهد على التاريخ

في مثل هذا اليوم 5 من الشهر الجاري منذ 32 سنة غاب عنا عبد السلام المودن+فيديو نادر

في مثل هذا اليوم 5 نوفمبر منذ 32 سنة غاب عنا رفيقنا عبد السلام المودن، مازلت أتذكر لحظة غيابه وأستعيدها وأستعرضها أمام أعيني.

بقلم محمد فكري

كان الرفيق يقضي فترة استراحة بعد أن أخذ إجازة من الجريدة، سافر لمراكش وقضى بعض الوقت مع الرفيق المرحوم رشيد نزهري، وكان صديقا حميما للرفيق عبد السلام يجد في صحبته راحة نفسية ومعنوية، فقد كان رفيقنا المرحوم رشيد نزهري يمتاز بروحه المرحة وبأسلوبه المتميز في الحديث يبث فيك روح الفرح والأمل ويرفع من معنوياتك حتى وإن كانت في أسفل سافلين، قضى الرفيق عبد السلام بعض الوقت مع المرحوم نزهري رشيد، استرجع بعض قوته وتزود بطاقة إيجابية وقرر مغادرة مراكش، سأله رفيقنا المرحوم إلى أين أنت متجه، أجابه سأتوجه أولا لقلعة السراغنة لزيارة أخي البشير ثم بعد ذلك لمنزل الوالدة أمي حليمة بمدينة الدار البيضاء لأستريح قليلا وبعد ذلك أتوجه للجريدة (أنوال)، وهذا ما فعله.

قضى بعض الوقت عند أخيه الأستاذ البشير بقلعة السراغنة ومن هناك توجه لمنزل والدته بالدار البيضاء، قضى عند الوالدة ليلة أو ليلتين، ثم خرج من البيضاء وقصد محطة القطار فامتطى القطار المتجه لمدينة الرباط، نزل بمحطة الرباط وجاء لمقر الجريدة ومن عادته أن يسلم أولا على الكاتبة ويتبادل معها بعض الكلمات وكان يضحك بصوت عال، أنا كنت في مكتب ٱخر مشغولا برقن مواضيع الجريدة، سمعت ضحكته فقمت مسرعا وتركت ما كنت أعمله وجئت كي أسلم عليه وأراه، حين رٱني رفع صوته عاليا وزادت ضحكته فقال لي أهلا بالأفكار كما كان يسميني، أنا كان قصدي فقط أن أراه وأسلم عليه، وكنت أعتقد أنه سيبقى بالجريدة وهذا ما طمأنني وجعلني أعود لعملي بسرعة حتى لا أضيع الوقت وأترك الحديث معه حتى انتهاء العمل، وبعد لحظات ذهبت لمكتبه لأراه فلم أجده فقالوا لي إنه خرج وقال لهم بأنه سيعود لمدينة الدار البيضاء لأنه مازال غير قادر على العمل، وقد كان يتوفر على بطاقة التنقل المجاني على متن القطار التي تمنح للصحافيين.

كانت الأجواء في الجريدة وفي المنظمة يسودها بعض التوتر نتيجة النقاش الذي كان جاريا ٱنذاك بين ما سمي في ذلك الوقت الأرضية واحد والأرضية اثنين، وكان هو حائرا ومتوترا ومنفعلا بالنقاش الجاري، فأغلب رفاقه الحميميين الذين يثق فيهم ويتشارك معهم أسراره مع أحد الاتجاهات التي ربما وجد نفسه يختلف معهم في بعض القضايا الجوهرية، كمثال المرحوم رشيد نزهري وأنا فمعرفتي به كانت منذ كنا مكلفين بطبع وتهييء نشرات التنظيم ما قبل اعتقالات 2 نوفمبر من سنة 1974 كنت أقيم معه في المنزل الذي يسكنه بالدار البيضاء حيث كان يعمل أستاذا للفزياء في إحدى ثانوياتها الاعدادية، سكنا في الأول بقرية الجماعة جميلة واحد، وهناك طبعنا وهيأنا الأعداد الأولى من نشرة (إلى الأمام) قبل أن تنفرد بها المنظمة التي سميت باسمها بعد ذلك، وأصدرنا نحن نشرة خاصة بتنظيم 23 مارس سميناها 23 مارس، ونشرات أخرى داخلية خاصة بالتنظيم والكثير من التعميمات والمناشر، وكان يقيم معنا في نفس المنزل الرفيق محمد الكرفاتي ثم بعد ذلك الرفيقان علال الأزهر وعبد العالي بنشقرون لأنهم كانوا متابعين وكانت الشرطة تبحث عنهم.

غياب الرفيق عبد السلام المودن بتلك الطريقة المأساوية التي لم تُكشف ملابساتها لحد الٱن وكل الذي قيل من الصعب أن يُقنع من كان عاقلا، فقد كان الادعاء أنه وجد مرميا في محطة سيدي يحيى للقطار ومن هناك أخذوه في سيارة إسعاف متوجهين به ربما إلى الرباط وفي بوقنادل توقفت سيارة الإسعاف لشرب فنجان قهوة، وهل من المعقول أن تتوقف سيارة إسعاف ما في أي مكان لينزل سائقها ومساعده لشرب القهوة ويتركوا المريض وحده، هذا لا يمكن أن يدخل العقل أو مجرد تصوره، لأن سيارة الإسعاف لا يمكنها التوقف، مهما كانت المسافة طويلة، حتى تصل المستشفى أو المكان الذي تقصده.

قالوا أثناء توقفهم خرج من سيارة الإسعاف وأراد الهروب منهم فصدمته حافلة نقل، (كار).. كل ما قيل مشكوك في أمره ومادامت الحقيقة غائبة فلا بد أن نبقى متشبثين بها حتى نعرف السبب ولن يتم تقادم الوقائع مهما طال الزمان.

لروح رفيقنا وشهيدنا عبد السلام المودن، السكينة والسلام والطمأنينة والخلود في الفردوس الأعلى ولنا جميعا الصبر والسلوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى