الرئسيةحول العالم

“إطلاق سراحي هو تفصيل”..لقاء مع جورج عبد الله في سجنه كانت أجرته صحيفة «لومانيتيه» الفرنسية

في سياق موافقة محكمة فرنسية، الجمعة 15 نونبر، على الطلب الـ11 للإفراج المشروط عن المناضل اللبناني المناصر لفلسطين جورج ابراهيم عبدالله، المسجون منذ 40 عاما، غير ان  النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب قالت إنها ستستأنف لإلغاء القرار.

وقالت النيابة، في بيان، إن “محكمة تنفيذ الأحكام، بقرار مؤرخ اليوم، سمحت بحصول جورج عبد الله على إفراج مشروط ابتداء من 6 ديسمبر المقبل، بشرط مغادرة الأراضي الوطنية وعدم العودة إليها”.

ويوصف جورج عبد الله، القائد السابق للفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، بأنه أقدم سجين في العالم مرتبط بالصراع في الشرق الأوسط، كما يوصف بأنه أقدم سجين سياسي في أوروبا.

و اعتُقل عام 1984 بتهمة حيازة أوراق مزورة، ثم صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد عام 1987 عقب إدانته بالتواطؤ باغتيال الإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف والدبلوماسي الأميركي تشارلز روبرت داي في باريس عام 1982، بالإضافة إلى محاولة اغتيال القنصل العام الأميركي روبرت أوم في ستراسبورغ عام 1984.

في هذا السياق، تعيد “دابا بريس” نشر مقابلة كانت أجرتها صحيفة «لومانيتيه» («الإنسانية») الشيوعية الفرنسية في 14-11-2024، وهي المقالة التي الضوء على معاناة أقدم معتقل، كما توضح بعضا منالمضايقات القانونية والسياسية التي تتعرض لها…فيما يلي نص المقابلة:

+لومانيتيه: ما هي الحالة الذهنية التي أنت فيها عشية صدور قرار قضائي كبير جديد؟

-جورج عبد الله: إن إطلاق سراحي هو تفصيل. أمام الأوضاع التي يعيشها العالم، والاعتداءات المتكررة على حقوق الشعوب وحرياتها. لقد غادرت جلستي الأخيرة في الـ 7 من أكتوبر منزعجا من افتقار القضاة إلى معرفة الوضع في الشرق الأوسط. لقد أكثر المدعي العام من الأكاذيب. بالنسبة لي، هذا غير مقبول. إن التزامي بالقضية الفلسـ*ـية لا يعود تاريخه إلى الأمس، ولا إلى 7 أكتوبر 2023. كان علي أن أذكرهم. أنا ناشط شيوعي منذ أن كنت في الـ 16 من عمري، في 12 و13 سبتمبر 1982، كنت في مخيمات صبرا وشاتيلا دعما للقضية. وفي ذلك الوقت، أكد الرئيسان الفرنسي فرانسوا ميتران والأمريكي رونالد ريغان على ضمان الأمن في المخيمات. لقد أعطت فرنسا كلمتها. ووقعت المجزرة وتم إعدام 4000 شخص. اليوم، تقلل أعلى السلطات القضائية في فرنسا من حقيقة أن إسرائـ* من المحتمل قيامها بارتكاب إ*ادة جماعية، وهذا هو بالضبط ما يرتكبه الإسرائـ*ـيون والأميركيون في غز* ولبنان. لن أتخلى أبدا عن التزاماتي الشبابية. التزاماتي مدى الحياة.

+لومانيتيه: كيف تحلل مثل هذه المضايقات القانونية والسياسية التي تتعرض لها؟

-جورج عبد الله: من الواضح أنني وقبل كل شيء ضحية قرار سياسي. إذا تم إطلاق سراحي، في نظرهم، فإن ذلك سيمثل انتصارا لخصوم إسرائـ*.

 

+لومانيتيه: وبعد الشعب الفلسـطيـي، اليوم الشعب اللبناني هو الذي يعاني من الجيش الإسرائـيـي…

-جورج عبد الله: إنه أمر لا يطاق. ما يحدث منذ أكثر من عام في غز* يحدث مرة أخرى في بيروت، وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي وما يسمى بالقوى الديمقراطية. وفي القطاع الفلسـ*ـي، يقومون بتجويع السكان، ويدمرون الجامعات والمدارس والمستشفيات. وفي لبنان، يقصفون القرى المارونية لطرد النازحين من الجنوب. إنه أمر حقير. الجميع يعرف ما يحدث. كل هذا يحدث أمام أعيننا. الملايين من الناس حول العالم يشاهدون هذه الإ*ادة الجماعية المستمرة. وهذا الصمت المطبق هو عمل إجرامي. بما في ذلك من المثقفين الذين لا يتفاعلون أيضا في الغرب. وبعيدا عن فلسـ* ولبنان، فإننا نشهد ذروة أزمة الرأسمالية، وهي نفس الأزمة التي تؤدي إلى الهمجية التي نشهدها اليوم. إن عملية تحول العالم نحو الفاشية جارية وسيكون أول ضحاياها – كما هو الحال دائما – الشيوعيون الذين يدفعون دائما الثمن الباهظ. وليس للشيوعيين الحق في تجاهل هذا. لديهم الترسانة المفاهيمية والثقافية لفهم والتنبؤ بما يمكن أن يحدث على الساحة الدولية. وفي مواجهة هذه الأزمة العميقة، يجب على الرجال والنساء أن يتحملوا مسؤولياتهم. لننظر إلى ما يحدث: من لبنان، الأصداء التي جائتني تؤكد أن المقاومة موجودة، وأنها قوية، وأنها معبرة. وعلى الرغم من ترسانته العسكرية الأمريكية، فإن الجيش الإسرائـ*ـي غير قادر على التوغل في عمق البلاد. ولن ينجحوا في تقسيمنا. المقاومة قوية، وهذا لا يعني أنها ستنتصر. لكن بالنسبة لنا، عدم الخسارة يعني الفوز فعليا. وفي غز*، لا يمكن لأطفال الإ*ادة الجماعية، للأسف، أن يكونوا مسالمين. نود أن يصبحوا شعراء. لن يحدث ذلك.

+لومانيتيه: ما هي الرسالة التي توجهها للناشطين من أجل تحريرك؟

-جورج عبد الله: يجب علينا، بشكل جماعي، أن نواصل المطالبة بتطبيق الإنجازات الإنسانية التي حققها ملايين البشر عبر التاريخ المعاصر، وخاصة فيما يتعلق بالقانون الدولي. إن الأمر متروك لكم، أيها الرفاق، في كل مكان، هنا في فرنسا وفي جميع أنحاء العالم، للرد والتصرف. ولا يمكننا أن نطلب من اللبنانيين والفلسـ*ـيين وحدهم الدفاع عن الإنسانية. ولن نكافح من أجل حقوق الشعوب واحترامها إلا معا ودائما معا، اليوم وغدا. إنها مسؤولية الرفاق، والأمر متروك لهم للحفاظ على هذا الخيط المشترك.

نُشر في صحيفة لومانيتيه في 14 نوفمبر 2024 (ترجمة المعسكر الشيوعي) #جورج_عبد_الله #لومانيتيه #لبنان #فرنسا #الحزب_الشيوعي_اللبناني #الحزب_الشيوعي_الفرنسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى