الرئسيةمنوعات

من الضياع إلى القمة..حكاية محمد مبارك وانتقاله من حلم، إلى تتويجه بطلًا في البطولة الإفريقية للجوجيتسو

تحرير: جيهان مشكور

من قلب المعاناة خرجت حكاية ملهمة تروي كيف أصبح محمد مبارك، البالغ من العمر ستة عشر عامًا، رمزًا للإصرار والانتصار بعد أن رفع راية المغرب عاليًا في البطولة الإفريقية للجوجيتسو التي استضافتها قاعة سيدي يوسف بن علي في مدينة مراكش بين 12 و 15 دجنبر 2024، هذه اللحظة الاستثنائية لم تكن سوى تتويج لرحلة طويلة وشاقة تمكن خلالها هذا البطل الصاعد من تحقيق إنجازات استثنائية، حيث توج بالميدالية الذهبية في فئة الجوجيتسو نيوزا لوزن 69 كغ، كما أحرز الميدالية الفضية في فئة الجوجيتسو فيتن لنفس الوزن.

ما تحقق اليوم لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة سنوات من العمل الجاد والكفاح المستمر.

فمنذ عام 2022، استطاع محمد أن يبرز كأحد أبرز المواهب الواعدة على المستويات المحلية والجهوية والوطنية، محققًا ثلاث ميداليات فضية وخمس ميداليات ذهبية، ليشق طريقه بثبات نحو القمة القارية.

وراء هذه اللحظة التاريخية تكمن قصة مليئة بالتحديات والدروس الإنسانية، حيث بدأت رحلة محمد قبل ست سنوات عندما عُثر عليه في وضع مأساوي، يتجول بلا هدف في أرجاء المحطة الطرقية بمدينة إنزكان، بعد أن فقد عائلته وهو في العاشرة من عمره، كان المستقبل يبدو غامضًا ومظلمًا، إلا أن يد العون امتدت إليه من جمعية رابطة الخير لرعاية الأشخاص في وضعية صعبة، التي لم تكتفِ بتوفير المأوى له، بل عملت على إعادته إلى مقاعد الدراسة ودمجه اجتماعيًا ورياضيًا، لتصبح نقطة انطلاق نحو حياة جديدة مليئة بالأمل والطموح.

في أعقاب هذا التتويج، عبّر محمد مبارك عن فخره واعتزازه بما حققه، موجهًا شكره وامتنانه لكل من ساهم في دعمه، بدءًا من عامل عمالة إنزكان أيت ملول وكافة رجال السلطة والمسؤولين، وصولًا إلى جمعية رابطة الخير، وجمعية أكادير الكبير الرياضية التي كانت بمثابة أسرته الثانية، ومدربه السيد حسن مسلك الذي كان له دور كبير في بناء ثقته بنفسه وتطوير قدراته، كما خص بالشكر السيد أنور حنفي، رئيس العصبة الجهوية للجوجيتسو، والطاقم التربوي والإداري لثانوية النجاح الإعدادية، الذين لم يدخروا جهدًا في دعمه أكاديميًا ورياضياً.

قصة محمد مبارك تجسد انتصارا للعزيمة على الظروف الصعبة، وتُظهر كيف يمكن للإرادة الصلبة أن تحول طفلًا كان على شفا الضياع إلى بطل يُتوج بالميداليات ويقف شامخًا على منصات التتويج.، بفضل إرادته وإصراره، أصبح محمد سفيرًا للأمل وقدوة للشباب المغربي، رافعًا اسم المغرب وعمالة إنزكان أيت ملول في سماء الرياضة القارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى