هذا المشروع، الذي يُعتبر الأول من نوعه في جهة سوس ماسة، كان يهدف إلى تحسين انسيابية حركة المرور، خاصة في المنطقة السياحية التي تعاني من الاكتظاظ، إلا أن تعقيدات إدارية عطّلت استغلاله بالشكل المطلوب.
مشروع بطموح كبير
يتألف المرآب من طابقين على مساحة تُقدر بـ12,000 متر مربع، ويستوعب حوالي 600 سيارة، بواقع 300 سيارة في كل طابق. ويتميز بموقع استراتيجي بمدخلين: الأول على شارع محمد الخامس، والثاني على شارع الحسن الثاني. عند افتتاحه، أُعلن عن توفره مجانًا للمواطنين لمدة شهر، مع تحديد درهمين كتعريفة للساعة الواحدة بعد ذلك.
تعقيدات التفويت والإدارة
بعد أشهر من افتتاحه، ظهرت تعقيدات إدارية تتعلق بعملية تفويت المرآب إلى شركات خاصة لإدارته وتشغيله، في غشت 2023، حيث أصدرت المحكمة الإدارية بأكادير حكمًا بوقف تنفيذ قرار لرئيس المجلس الجماعي، عزيز أخنوش، بتفويت استغلال المرآب بدون إجراء صفقة عمومية.
الدعوى، التي تقدمت بها شركة “مجموعة التيسير أكادير”، أبرزت أن التفويت خارج إطار المنافسة يضر بمبدأ تكافؤ الفرص بين الشركات، ويُعد إهدارًا للمال العام. هذا الوضع القانوني المعلق حال دون تفعيل المشروع بالشكل المطلوب.
إهمال وغياب الصيانة
في يونيو الماضي أطلق نشطاء محليون انتقادات لاذعة للوضعية التي آل إليها مرآب “الانبعاث”، حيث أشاروا إلى انتشار الأزبال والنفايات في محيطه وتدهور بنيته بشكل ملحوظ.
لكن المشكلة الان ومن خلال زيارة ميدانية لجريدة “دابابريس” اتضح أنها لم تتوقف عند هذا الحد؛ فقد تم استغلال جنبات المرآب من قِبل العربيدين والمتسكعين، ما أثار مخاوف المواطنين بشأن غياب الأمن في المنطقة، وهذا الوضع أدى إلى عزوف الكثير من السائقين عن استخدام المرآب، حتى في ظل توفره مجانًا منذ افتتاحه.
الصفقات العمومية.. بين التعقيد والفعالية
تكشف حالة مرآب “الانبعاث” عن مشكل أعمق يتمثل في تعقيدات الصفقات العمومية في المغرب، على الرغم من أهمية هذه الصفقات في ضمان الشفافية وتكافؤ الفرص، إلا أن البطء في الإجراءات والمنازعات القانونية قد يؤدي إلى تعطيل مشاريع استراتيجية تحتاجها تنمية الجهة وتؤدي لهدر أموال طائلة.
ويبقى مرآب “الانبعاث” شاهدًا على إشكالية الإهمال الإداري والتعقيدات القانونية التي تواجه المشاريع العامة في أكادير، وبينما ينتظر المواطنون حلولاً فعلية تسهم في تحسين حياتهم اليومية، تظل الأسئلة مفتوحة حول مستقبل مشاريع أكادير وكيفية تجاوزها لعثرات الحالية.