الرئسيةحول العالم

سنة 2024…أهم عشرة اكتشافات في أعماق البحار والمحيطات

البحار هي مستودع الأسرار، ولا يكاد يمر عام حتى تتمخض أعماق البحار والمحيطات حول العالم عن اكتشاف جديد يلهب خيال الباحثين في مجال الأحياء البحرية والمؤرخين والمغامرين أيضاً، ما يؤكد أن سكون وظلمة الأعماق سوف تظل دائماً معيناً لا ينضب من الأسرار التي تساعد الإنسان على معرفة الكائنات من حوله، بل واسترجاع ذكريات تاريخه الذي يعود لحقب زمنية انقضت منذ سنوات طويلة.

ويسرد موقع “بوبيولار ساينس” المتخصص في الأبحاث العلمية أهم عشرة اكتشافات في أعماق البحار تم التوصل إليها هذا العام، وهي تتنوع ما بين سفن غارقة وفصائل سمكية لم تكن معروفة من قبل، وكذلك ظواهر علمية وطفرات وراثية أدهشت العلماء والباحثين.

وأولها “السفينة الشبح في المحيط الهادئ”، حيث استطاع سرب من الغواصات البحرية غير المأهولة التي لا يزيد طولها على عشرين قدماً اكتشاف موقع السفينة الحربية الأميركية “يو.إس.إس ستيوارت” التي قبعت في قاع المحيط الهادئ على مدار 78 عاماً، بعد أن استولت عليها القوات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد اكتسبت هذه السفينة اسم “الشبح” لأنه تم رصدها على مسافات عميقة خلف خطوط العدو، ورغم أن السفينة أعيدت في نهاية المطاف للبحرية الأميركية، وتم إخراجها من الخدمة، فإن موقعها المحدد ظل أمراً غامضاً لسنوات طويلة.

والاكتشاف الثاني كان “سفينة الشحن أرلينغتون في البحيرات العظمى”، فعلى الرغم من أن تاريخها يعود أيضاً إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، فإن السفينة التجارية أرلينغتون، لم تشارك في أي معارك حربية في بحيرة سوبيريور ضمن البحيرات العظمى بالولايات المتحدة، ولكنها غرقت أثناء إبحارها إلى بلدة أوين ساوند في أونتاريو بسبب سوء الأحوال الجوية، ولاذ أفراد طاقم السفينة بالفرار وتركوا الربان تاتي باج بيرك ليلقي حتفه على متنها.

وكانت “فصيلة جديدة من نجمة البحر”، هي الاكتشاف الثالث، وهي فصيلة بحرية معتادة على الحياة في المياه الرملية والموحلة، اكتسبت عضواً جديداً هذا العام بعد اكتشاف نوع جديد من نجمة البحر، يعيش قبالة سواحل شبه جزيرة إيزو اليابانية، وتتميز هذه الفصيلة بلونها البرتقالي الزاهي، ويمكن أن تساعد في اكتساب مزيد من المعرفة بشأن هذه الأسماك في المستقبل.

وشكلت “السمكة العابسة في البحر الأحمر”، الاكتشاف الرابع، وهي سمكة صغيرة ذات وجه عابس وأسنان كبيرة تم اكتشافها للمرة الأولى في البحر الأحمر قبالة سواحل السعودية، وأهم ما يميزها فمها المائل إلى أسفل والذي يجعلها تبدو كما لو كانت عابسة.

أما الاكتشاف الخامس فكان “الغواصة المفقودة في البحر المتوسط منذ العام 1943″، حيث أبحرت الغواصة “إتش إم إس تروبر”، التابعة لقوات الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية في مهمة سرية في طريقها إلى بيروت، ولكن الغواصة التي كانت تقل طاقماً مؤلفاً من 64 شخصاً، اختفت قبالة سواحل اليونان في مطلع تشرين الأول 1943، ولم تصل مطلقاً إلى وجهتها النهائية، واستطاع الباحثون تحديد موقع الغواصة “تروبر” قرب جزيرة دونوسا اليونانية على عمق 830 قدماً، وقد انشطرت إلى ثلاثة أجزاء إثر اصطدامها بلغم بحري ألماني.

واستطاع مصور بحري تابع لمبادرة “ناشونال جيوجرافيك بريستين سيز” لاستكشاف أعماق البحار، رصد “أكبر تكوين من الشعاب المرجانية في العالم بجزر سولومون”، جنوب المحيط الهادئ، ويبلغ طولها 110 أقدام، ويصل عرضها إلى 104 أقدام، وارتفاعها 18 قدماً، وتمتد على مساحة 600 قدم، وتشكلت على مدار 600 عام، ويمكن مشاهدتها من الفضاء الخارجي.
ومن بين اكتشافات العام 2024، فصيلة جديدة من أسماك “القرش الشبح” في نيوزيلندا، وهي أسماك غضروفية صغيرة لا تمت بصلة في حقيقة الأمر للقروش البحرية المفترسة، بل تعيش حياتها ملاصقة لها مثل الأسماك الطفيلية.

والاكتشاف الثامن كان “الأكسجين المظلم في قاع المحيط”، وكان أغرب الاكتشافات البحرية للعام 2024، وهو عبارة عن عملية كيميائية تجري على عمق 20 ألف قدم تحت سطح المحيط، حيث اكتشف العلماء أن ترسيبات معدنية طبيعية في قاع المحيط يمكنها إنتاج الأكسجين بكميات ضئيلة في غياب أشعة الشمس، ما يكفي لاستمرار حياة الكائنات البحرية الدقيقة التي تعيش في الأعماق السحيقة.

كما تم اكتشاف فصيلة جديدة من قناديل البحر السامة قبالة سواحل اليابان، على عمق 2300 قدم في المحيط الهادئ، ويصل طولها إلى أربع بوصات وعرضها ثلاث بوصات، وهي بمثابة ترسانة من السموم، ما يجعلها مختلفة عن الأنواع الأخرى من القناديل.

واكتشف علماء الأحياء البحرية، طفرة وراثية في سمكة “الصياد”، التي لا تعتبر من الفصائل غير المعروفة، ولكن الأمر الجديد أن الباحثين اكتشفوا طفرة وراثية في هذه الأسماك غريبة الشكل لم تكن معروفة لديهم من قبل، حيث تبين لهم وجود خلايا عصبية حركية تتحكم في الزعانف الأمامية للسمكة، ما يشير إلى أن هذه السمكة تنحدر من نوع من الكائنات الفقرية التي كانت تسير على وجه الأرض في يوم من الأيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى