بين الآمال والتحديات… العالم يستقبل 2025 بالألعاب النارية والاحتفالات
شهدت عدة مدن في أرجاء العالم، ليل الثلاثاء الأربعاء، احتفالات بحلول السنة الجديدة ولا سيما باريس ولندن ونيويورك، وكذلك سيدني التي أطلقت على نفسها “عاصمة العالم لرأس السنة”، بمشاركة حاشدة لشعوب تأمل في طي صفحة العام المنصرم مع أمل بغد أفضل. وتخلل العام الفائت أحداث بارزة وانتخابات في أكثر من 60 دولة أهمها الولايات المتحدة التي أتت بدونالد ترامب مجددا. كما شهدت منطقة الشرق الأوسط استمرار الحرب في غزة ووقف إطلاق النار بلبنان وسقوط نظام الأسد في سوريا.
من سيدني إلى باريس ولندن مرورا بتبليسي والعاصمة السورية دمشق وريو دي جانيرو ونيويورك، احتفلت شعوب العالم ليل الثلاثاء الأربعاء بالألعاب النارية بحلول العام الجديد 2025، مودعة عاما شهد أحداثا بارزة مثل إعادة انتخاب ترامب، وفرار بشار الأسد، واستمرار الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
واستقبلت سيدني التي تسمّي نفسها “عاصمة العالم لرأس السنة” العام الجديد بإطلاق تسعة أطنان من الألعاب النارية من دار الأوبرا وجسر ميناء سيدني (هاربر بريدج) عند منتصف الليل.
أكثر من مليون شخص في الشانزليزيه
وفي باريس، تجمّع أكثر من مليون شخص في شارع الشانزليزيه الشهير الذي أُغلق أمام السيارات وازدان جانباه بعشرات الأشجار المتلألئة. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية البلجيكي مارك كوبلز بينما كان يرقص بشغف على الأرصفة الباريسية: “لقد قضيتُ عاما جيدا جدا في 2024. أتمنى أن تكون كل السنوات مثل 2024!”.
وفي بريطانيا، احتشد الآلاف على ضفاف نهر التيمز في لندن لمشاهدة الألعاب النارية، لكنّ سوء الأحوال الجوية أدى لإلغاء الفعاليات في مدن بريطانية أخرى، من بينها إدنبرة.
ومع حلول منتصف الليل في البرازيل، احتشد مئات الآلاف من الأشخاص معربين عن فرحتهم على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو لمشاهدة عرض ضخم للألعاب النارية وحفلة موسيقية مذهلة استمرت نحو ساعتين، شارك فيها كايتانو فيلوسو وماريا بيثانيا وفنانون آخرون.
وفي نيويورك، تجمع عشرات الآلاف من المحتفلين في ساحة تايمز سكوير ذات الدلالة الرمزية، بانتظار هبوط الكرة المضيئة الشهيرة التي يبلغ وزنها خمسة أطنان، إيذانا بالانتقال إلى العام الجديد.
2024.. عام انتخابات والأكثر حرا
وكان 2024 عام انتخابات بامتياز إذ توجّه الملايين إلى مراكز الاقتراع في أكثر من ستين بلدا.
ففي روسيا، فاز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية التي وصفها كثيرون بأنها صورية. بينما أطاحت انتفاضة طلابية في بنغلادش برئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
لكن أي اقتراع لم يحظ بدرجة المتابعة التي حظيت بها الانتخابات الأمريكية في الخامس من نونبر والتي سيعود دونالد ترامب على إثرها قريبا إلى البيت الأبيض.
وتحدث عودة ترامب لتولي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الولايات المتحدة هزات من المكسيك وصولا إلى الشرق الأوسط. وهدد الرئيس المنتخب بمفاقمة الضغوط الاقتصادية على الصين وتفاخر بأن بإمكانه وقف الحرب في أوكرانيا “في غضون 24 ساعة”.
ويقترب الغزو الروسي من الذكرى الثالثة له في 24 فبراير. وبات على كييف التي تواجه تقدما روسيا في الشرق التعامل الآن مع إدارة ترامب التي تبدو مصرة على تخفيف المساعدات العسكرية. وعبّرت المدرسة كاترينا شيميريز من كييف عن أملها في أن “تحصل أوكرانيا على السلام أخيرا”.
وتقدمت القوات الروسية بـ3985 كيلومترا مربعا عام 2024، أي بزيادة سبعة أضعاف عن العام السابق، بحسب تحليل أجرته وكالة الأنباء الفرنسية لبيانات صادرة عن “معهد دراسة الحرب” ومقره الولايات المتحدة.
في سياق آخر، تركّزت أنظار العالم لمدة أسابيع في يوليوز وغشت على أولمبياد باريس حيث سبح الرياضيون في السين وتسابقوا تحت برج إيفل وركبوا الخيول خارج قصر فرساي.
فيما أسدلت تايلور سويفت الستار على جولتها “ذي إيراس تور” هذا العام بينما انتشرت تسجيلات مصورة لأنثى فرس نهر تايلاندية صغيرة تدعى “مو دينغ” على الإنترنت بشكل واسع، فيما ساعد لاعب كرة القدم لامين يامال البالغ 16 عاما الفريق الإسباني على الفوز بكأس أوروبا.
ويبدو أن العام 2024 سيسجّل على أنه الأكثر حرا على الإطلاق فيما أدت فيه الكوارث التي يغذيها التغير المناخي إلى أضرار بالغة في مناطق تمتد من سهول أوروبا إلى وادي كاتماندو.
آلام وآمال في الشرق الأوسط
وفي الشرق الأوسط، انتهى حكم آل الأسد الذي استمر أكثر من نصف قرن مع هروب الرئيس بشار الأسد من سوريا لتسود الاحتفالات مختلف أنحاء البلاد في الشهر الأخير من العام.
واستقبل مئات السوريين في ساحة الأمويين بدمشق ليل الثلاثاء الأربعاء، على وقع المفرقعات والأغاني الثورية، سنة 2025، يحدوهم “الأمل” بأن يحمل لهم أول عام يشهدونه منذ خمسة عقود من دون حكم آل الأسد غدا أفضل. وعند منتصف الليل، سمع مراسل وكالة الأنباء الفرنسية دويّ أعيرة نارية في الهواء فوق جبل قاسيون المشرف على دمشق بينما أضاءت سماء العاصمة المفرقعات والألعاب النارية.
وساد مزيج من الأمل والخوف مع اقتراب العام الجديد في سوريا بعد إطاحة الأسد. وقالت المحامية مرام أيوب (34 عاما) من العاصمة دمشق: “كنا مترددين في أن نخرج للسهر هذه السنة بسبب الأوضاع الأمنية، لكن قررنا أن نتغلب على مخاوفنا وألا نغير شيئا من عاداتنا”. ورأت أيوب أن 2024 كان “عام خير خصوصا أن بشار الأسد رحل في نهايته”.
وفي لبنان، كانت نفّذت إسرائيل عملية عسكرية ضد حزب الله واستهدفت آلافا من عناصره بتفجير أجهزة اتصال يحملونها واغتالت العديد من قادته كان أبرزهم أمينه العام حسن نصرالله الذي قضى في غارة إسرائيلية في سبتمبر، قبل التوصل في 26 نوفبمر إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما.
في الأثناء، بقيت الحرب دائرة في غزة حيث تفاقمت معاناة المدنيين مع تراجع مخزونات الطعام والدواء. وقالت وفاء حجاج من دير البلح حيث بات عدد كبير من السكان النازحين يتكدسون في خيام مكتظة: “خسرت أحبائي بمن فيهم والدي وأصدقائي المقربين منذ مطلع العام”. وأضافت: “أتمنى أن يعود الأمن والأمان وأن تنتهي الحرب”.
في 2025.. كرة قدم ومهرجانات ومزيد من الحرارة
ويعد العام 2025 بالكثير مع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والتوقعات بتباطؤ التضخم.
وسيجتمع أعضاء فرقة “أويسس” البريطانية في خطوة منتظرة منذ وقت طويل، بينما ستعود فرقة الكاي-بوب الشهيرة “بي تي إس” إلى الساحة بعدما خدم أعضاؤها في الجيش الكوري الجنوبي.
وسيكون عشاق كرة القدم على موعد مع بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها الولايات المتحدة وتضم 32 فريقا.
كما من المتوقع أن يشارك حوالي 400 مليون حاج في مهرجان كومبه ميلا على ضفاف أنهار الهند، والذي يوصف بأنه أكبر تجمع بشري في العالم.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية أن تسجل درجات حرارة عالمية مرتفعة للعام 2025، ما يشي بأن السنة المقبلة قد تكون من بين الأكثر حرا على الإطلاق.
في الأثناء، مع التساقط الكثيف للثلوج في شمال اليابان، يتوقع أن يستقبل الركاب في مطار هوكايدو الرئيسي العام الجديد في صالة المغادرة. وقال رجل لشبكة “إت تي بي” المحلية لدى إلغاء الرحلات: “من الرائع أن نرى الثلوج، لكنني لم أكن أعتقد أنني سأعلق هنا”. وأضاف: “قد اضطر لتمضية الليلة في المطار”.
ومع ازدياد مبيعات المركبات الكهربائية والاعتماد على الطاقة المتجددة، هناك بصيص أمل أن يكسب التقدم البطيء للغاية في مجال تغير المناخ زخما في 2025.
أ ف ب