الرئسيةحول العالم

صفقة وشيكة بلا رغبات نتانياهو..إطلاق أسرى وبقاء “حماس” ونهاية الحرب بلا “نصر مطلق”

طبقاً للتسريبات الكثيرة، تبدو ملامح الصفقة المطروحة الآن شبه متطابقة مع تلك التي طرحتها إسرائيل وأعلنها بايدن في 27 مايو الماضي، ورفضها وعطلها نتنياهو بشروط جديدة، مثل السيطرة على محوري فلدلفي ونيتساريم.

توالت التصريحات الإسرائيلية، بشأن صفقة وقف اطلاق النار وتبادل الأسرى بغزة، والتي تشير العديد من التقارير وأحاديث المسؤولين في الولايات المتحدة ومن جانب الوسطاء عن قرب إبرامها.

وعلى وقع خلافات حادة بدأت تظهر في جانب الاحتلال ، بشأن الصفقة المطروحة، قالت نائبة وزير خارجية الاحتلال، إن الحكومة بدأت مناقشة الصفقة ونأمل أن تصلنا أخبار إيجابية لاحقا.

وأضافت: “الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب طلب التوصل إلى صفقة قبل 20 يناير”. وتابعت: “لا يمكنني كشف تفاصيل الصفقة ولا نريد تصريحات قد تؤثر على معنويات ذوي المختطفين”.

مسودة الاتفاق

وكانت أرسلت قطر مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار إلى حركة حماس وحكومة الاحتلال من أجل إقرارها.

وفي ما يأتي بعض النقاط الرئيسية في مسودة الاتفاق، وفقا لتصريحات أدلى بها مسؤول إسرائيلي وآخر فلسطيني لصحفيين.

في المرحلة الأولى، سيطلق سراح 33 أسيرا للاحتلال، منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى.

تستمر المرحلة الأولى 60 يوما، وإذا سارت على النحو المخطط له، فستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وفي مقابل الأسرى، سيفرج الاحتلال عن أكثر من ألف أسير ومعتقل فلسطيني بما يشمل من يقضون أحكاما لفترات طويلة.

سيكون انسحاب جيش الاحتلال على مراحل مع بقائه قرب السياج الفاصل، بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك ترتيبات في ما يتعلق بمحور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة، مع انسحاب من أجزاء منه بعد الأيام القليلة الأولى من الاتفاق.

السماح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة إلى مناطقهم مع وضع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة إلى هناك. وستنسحب قوات الاحتلال من محور نيتساريم.

يبدأ تشغيل معبر رفح بين مصر وغزة تدريجيا والسماح بخروج الحالات المرضية والإنسانية من القطاع لتلقي العلاج.

ستزداد كمية المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة، حيث حذرت هيئات دولية منها الأمم المتحدة من أن السكان يواجهون أزمة إنسانية خانقة.

بايدن متجدثا لنتانياهو

إلى ذلك قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: “تحدثت مع نتنياهو أمس لمناقشة المفاوضات الجارية في الدوحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن”.

وأضاف: “إدارتي تعمل جاهدة للتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن وإنهاء الحرب وتقديم الإغاثة الفورية للفلسطينيين في غزة”.

من جانبه قال البيت الأبيض، إن الرئيس بايدن بحث في اتصال مع أمير قطر مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.

ولفت إلى أن بايدن وأمير قطر شددا على الحاجة الملحة إلى تقديم الإغاثة الفورية لسكان غزة.

وقال البيت الأبيض، إن بايدن شكر أمير قطر على قيادته وأشاد بالوساطة القطرية طوال عملية التفاوض، واتفقا على مواصلة التنسيق مباشرة ومن خلال فرقهما بهذه المرحلة الحرجة من المفاوضات.

لماذا الآن؟

 بعد شهور من تغني نتنياهو بـ “النصر المطلق” باستعادة كل الرهائن وإسقاط حكم “حماس”، تقبل حكومة الاحتلال باتفاق تتنازل فيه إسرائيل عن تحطيم نظام “حماس” بشكل كامل في القطاع، ويشمل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى، وعودة الغزيين للشمال، ووقف الحرب، والانسحاب من القطاع في نهاية المسيرة.

 جاء هذا التغيير في موقف نتنياهو وائتلافه نتيجة متغيّرين: الأول أن حسابات واشنطن و الإدارة الأمريكية  الجديدة مختلفة عن اعتبارات تل أبيب.

وعبّرَ رسمُ كاريكاتير “يديعوت أحرونوت” عن حقيقة ما جرى، حيث بدا نتنياهو وقائد حمساوي حول طاولة مفاوضات عليها صورة رأس ترامب على شكل قنبلة موقوتة.

واليوم تكشف صحيفة “هآرتس” تفاصيل أوفى عن الضغط الأمريكي الفعّال على نتنياهو، بقولها إن مبعوثه ستيف فيتكوف هاتف من الدوحة مكتب نتنياهو، ليلة الجمعة، وأبلغهم بأنه قادم قبيل ظهر السبت لتل أبيب للاجتماع بنتنياهو، لكنهم حاولوا إقناعه بإرجاء اللقاء من صباح السبت إلى مساء السبت، كونه يومًا مقدسًا لليهود.

هبت رياح غزة بما لا تشتهيه سفن نتنياهو.

وهكذا هبت رياح غزة بما لا تشتهيه سفن نتنياهو. من جهة، وأمام النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل في الحرب الإقليمية، وفي تدمير القطاع دون اكتراث بالعالم. ليّنت “حماس” موقفها، وتنازلت عن شرطها بوقف فوري للحرب، وبانسحاب كامل من القطاع، وفي المقابل نجحت، وفق التسريبات، بانتزاع موافقة على تحرير عدد كبير من الأسرى (مقابل احتفاظ إسرائيل بعدد من رموز الأسرى كمروان البرغوثي وغيره)، والسماح بعودة الغزيين للشمال وبوقف الحرب والانسحاب من القطاع تدريجيًا.

في السابق، كان نتنياهو يرفض كل ذلك، ويريدها حربًا طويلة كي يبقى في الحكم وفي التاريخ، وربما داخل القطاع، وهكذا ولدت فكرة “الصفقة الجزئية” بمبادرة مصر، ولاحقًا أضيفت عليها إضافات، حتى باتت مقدمة لصفقة كبرى فيها انسحاب وترتيبات سياسية، وفق الصيغة المتوافق عليها الآن. وفيها لم يعد محور فيلادلفيا “قلعة صمود إسرائيل ووجودها”، كما كان يتغنى نتنياهو ضمن الحديث عن “النصر المطلق” وعدم وقف الحرب حتى إسقاط حماس بالكامل”.

الثمن باهظ

وحسب عدد كبير من المراقبين في إسرائيل، فإن الثمن الذي تسدده إسرائيل في الصفقة كبير. منهم المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، الذي أشار، اليوم، إلى أن “حماس” باقية، وإن كانت تنزف.

وأضاف: “هذه الصفقة ستعزز حماس في المجتمع الفلسطيني، لكنها صفقة ضرورية: لم يبق وقت للمخطوفين داخل الأنفاق”. سيجد نتنياهو نفسه أمام كابوس كان يسعى لتفاديه، يتمثّل بخروج مئات من الأسرى الفلسطينيين يرفعون شارات النصر وهم يغادرون الزنازين، مئات منهم محكوم بالمؤبد، وما زاد، وسيزيد من حرج حكومة نتنياهو، في هذا اليوم، الثلاثاء، حيث تجتاح أخبار الصفقة المحتملة الشارع الإسرائيلي والعالم، الحادثة الأمنية في بيت حانون، أمس، بمقتل وإصابة عدد كبير من الجنود مع صواريخ من اليمن. كثير من الإسرائيليين لاموا وسيلومون نتنياهو لماذا لم تتم الصفقة قبل شهور، ما دامت شبه متطابقة لصيغة 27 مايو، وعندها كنا سنتحاشى مقتل الكثير من الجنود والرهائن”.

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى