
في خطوة تؤكد تطور العلاقات الاقتصادية بين المغرب والصين، كشف ناصر بوشيبة، الخبير المتخصص في العلاقات المغربية الصينية ورئيس جمعية التعاون إفريقيا الصين (ACCAD)، عن تحقيق الصادرات المغربية إلى الصين رقماً قياسياً غير مسبوق، فقد وصلت قيمة هذه الصادرات إلى حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 1,298,495,735 دولاراً أمريكياً، وذلك حسب المعطيات التي تم الحصول عليها من الجمارك الصينية لعام 2024.
وكر بلاغ في الموضوع، أن هذا الرقم التاريخي يمثل إنجازاً كبيراً في مجال التبادل التجاري بين البلدين، خاصة أنه لم يُسجل مثل هذا الرقم منذ بدء هذه التبادلات التجارية عام 1958، ما يعد بمثابة قفزة نوعية في المسار الاقتصادي للمملكة المغربية.
وأضاف المصدر ذاته، أن هذا الرقم يعتبر بمثابة تتويج للجهود المستمرة لتعزيز التعاون بين المغرب والصين في مختلف المجالات، فيما يعود الفضل في جزء كبير منه إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى الصين في عام 2016، والتي كانت نقطة تحول في مسار العلاقات الثنائية، فقد تزامنت هذه الزيارة مع توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهو ما أسهم بشكل كبير في دفع التبادل التجاري إلى مستويات غير مسبوقة.
وفي هذا السياق، أشار بوشيبة إلى أن الزيادة الكبيرة في الصادرات المغربية نحو الصين تعكس نجاح هذه الاستراتيجية المشتركة، لافتاً إلى أن هذا النوع من النمو لا يقتصر فقط على حجم الصادرات، بل يشمل أيضاً تنوع المنتجات المغربية المصدرة إلى الصين.
فالنسبة الكبيرة من هذه الصادرات تمثل منتجات مصنعة غير بترولية، ما يعد دليلاً على نجاح المغرب في تحسين قدراته الإنتاجية والتوسع في أسواق جديدة بعيداً عن الموارد الطبيعية التقليدية مثل النفط.
وتكتسب هذه الزيادة في الصادرات أهميتها الخاصة من حيث الاستدامة والابتكار، حيث باتت المنتجات المغربية تكتسب سمعة متزايدة في السوق الصينية، التي تعد واحدة من أكبر الأسواق العالمية.
هذا التوسع في التبادل التجاري يتماشى مع رؤية المغرب لتعزيز دوره كحلقة وصل بين الصين وإفريقيا، في إطار التعاون الذي يتجاوز الجوانب الاقتصادية ليشمل أبعاداً سياسية وثقافية واستراتيجية.