اقتصادالرئسية

ارتفعت ل 115 مليار درهم 2023…تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج تقلص العجز التجاري

تُعتبر تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج أحد أهم الركائز المالية التي يعتمد عليها الاقتصاد الوطني المغربي، حيث تلعب دوراً حاسماً في دعم التوازنات المالية وتقليص العجز التجاري، فقد بلغت هذه التحويلات خلال سنة 2024 ما يقارب 128 مليار درهم، أي ما يعادل 12.8 مليار دولار، مسجلة زيادة بنسبة 4% مقارنة بالسنة الماضية، مما يعكس ارتباط الجالية المغربية الوثيق بوطنها الأم ومساهمتها المستمرة في تعزيز الاقتصاد.

اللافت أن هذه التحويلات شهدت نمواً ملحوظاً على مدى السنوات العشر الماضية، إذ ارتفعت من 57.4 مليار درهم سنة 2013 إلى 115 مليار درهم سنة 2023، وهو ما يؤكد الوتيرة التصاعدية لهذا المورد المالي الحيوي، تعكس هذه الزيادة عدة عوامل، من بينها تطور السياسات الحكومية الهادفة إلى تسهيل عملية التحويلات وتحفيز المغاربة المقيمين بالخارج على الاستثمار في بلدهم، فضلاً عن تعزيز القنوات الرسمية والرقمية التي توفر لهم خيارات متعددة وآمنة لنقل أموالهم.

تمثل هذه التدفقات المالية أكثر من 40% من إجمالي العجز التجاري للمغرب، وهو ما يجعلها عنصراً أساسياً في الحفاظ على الاستقرار المالي وتخفيف الضغط على الميزان التجاري، الذي يعاني من ارتفاع فاتورة الواردات مقارنة الصادرات، فهذه التحويلات لا تقتصر فقط على تغطية احتياجات الأسر المغربية، بل تمتد أيضاً لدعم المشاريع التنموية والاستثمارات في القطاعات الإنتاجية المختلفة، ما يسهم في خلق فرص العمل وتحسين مستوى العيش في العديد من المناطق، خصوصاً القرى والجهات التي تعتمد بشكل كبير على هذه الموارد.

إلى جانب تأثيرها المباشر على الاقتصاد الوطني، تسهم تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج في دعم القطاع المصرفي وتعزيز احتياطي العملات الصعبة، ما يمنح المغرب هامشاً أكبر من الاستقرار المالي ويعزز الثقة في الاقتصاد الوطني لدى المستثمرين الأجانب.
كما أن هذه التحويلات تعكس ارتباط المغاربة بوطنهم، حيث يحرصون على الحفاظ على علاقاتهم العائلية والاجتماعية، ويواصلون تقديم الدعم لأسرهم وتلبية احتياجاتهم المعيشية والتعليمية والصحية.

تظل تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج نموذجاً مشرفاً للتضامن الوطني، تعكس التزام أبناء الوطن بمسيرة التنمية والتقدم، وهو ما يدعو إلى مزيد من الجهود لتعزيز هذه الديناميكية والاستفادة منها في بناء اقتصاد قوي ومستدام، فضلا عن الاهتمام الشامل والحقيقية بمغاربة العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى