
مفاجآت صادمة في ترشيحات الأوسكار 2025.. استبعادات غير متوقعة تهز هوليوود
شهدت ترشيحات جوائز الأوسكار لعام 2025 صدمة غير متوقعة لعشاق السينما والنقاد على حد سواء، حيث أفرزت القائمة النهائية غيابات لافتة لعدد من أبرز الأسماء في عالم التمثيل والإخراج، ما أثار جدلًا واسعًا حول معايير الاختيار وأسباب تجاهل الأكاديمية لأداءات قوية حظيت بإشادة واسعة خلال موسم الجوائز.
أنجلينا جولي… خارج السباق رغم أدائها المذهل
كان استبعاد أنجلينا جولي من قائمة الترشيحات بمثابة مفاجأة كبيرة، خاصة بعد أدائها المبهر في فيلم *Maria*، الذي جسدت فيه شخصية أسطورة الأوبرا ماريا كالاس تحت قيادة المخرج بابلو لارين.
جولي، الحائزة على جائزة الأوسكار عام 2000 عن *Girls Interrupted، لاقت إشادة نقدية واسعة هذا العام، حيث تم ترشيحها لعدة جوائز مرموقة، من بينها الغولدن غلوب، وجائزة أسترا السينمائية، وجائزة اختيار النقاد، فضلًا عن تكريمها في حفل جوائز *Gotham* لعام 2024. ومع ذلك، فإن عدم ترشيحها لجائزة نقابة ممثلي الشاشة كان مؤشرًا مبكرًا على احتمالية إقصائها من الأوسكار، وهو ما تحقق بالفعل، وسط استياء محبيها الذين اعتبروا الأداء جديرًا بالاعتراف الأكاديمي.
نيكول كيدمان.. تجاهل رغم الحضور القوي
على الرغم من تقديمها واحدًا من أكثر الأدوار الجريئة والمركبة في مسيرتها بفيلم “Babygirl*، وجدت نيكول كيدمان نفسها خارج دائرة الترشيحات لأفضل ممثلة. جسّدت النجمة الحائزة على الأوسكار دور رئيسة تنفيذية تدخل في علاقة مع متدربة شابة، في عمل لم يخلُ من الجدل، خاصة بسبب بعض مشاهده الجريئة التي أثارت نقاشًا واسعًا.
الفيلم، الذي كان حديث المهرجانات، منح كيدمان ترشيحًا في الغولدن غلوب، كما فازت بجائزة النجمة الدولية في مهرجان بالم سبرينغز السينمائي، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لضمان مقعدها في ترشيحات الأوسكار، ما أثار تساؤلات حول أسباب إقصائها رغم الثناء الذي حظيت به.
دينزل واشنطن.. تجاهل غير مبرر لأداء استثنائي
رغم امتلاكه سجلًا حافلًا في الأوسكار مع جائزتين سابقتين، وجد دينزل واشنطن نفسه خارج المنافسة هذا العام، رغم أدائه المذهل في *Gladiator II*، حيث اعتبره كثيرون العنصر الأبرز في تكملة الفيلم الملحمي الذي أخرجه ريدلي سكوت، و الذي تم تكريمه بترشيحات في الغولدن غلوب وجوائز اختيار النقاد، لكن الأكاديمية لم تمنحه الاعتراف الذي يستحقه، مكتفية بترشيح الفيلم في فئة أفضل تصميم أزياء، وهو ما اعتبره البعض تقليلًا من قيمة إسهام واشنطن في العمل.
باميلا أندرسون… تفقد فرصتها في المنافسة
فاجأت باميلا أندرسون الجمهور والنقاد بأداء وصفه الكثيرون بأنه الأفضل في مسيرتها من خلال فيلم “The Last Showgirl” للمخرجة جيا كوبولا، حيث لعبت دور شيلي غاردنر، الفتاة الاستعراضية العائدة إلى الأضواء بعد غياب طويل، حيث حصدت أندرسون أولى ترشيحاتها للغولدن غلوب ونقابة ممثلي الشاشة، مما جعل غيابها عن قائمة الأوسكار مثيرًا للاستغراب، خاصة أن أداءها كان محط تقدير في الدوائر السينمائية.
سيلينا غوميز …خارج سباق أفضل ممثلة مساعدة:
رغم أن فيلمها “إميليا بيريز” حقق إنجازًا تاريخيًا بحصوله على 13 ترشيحًا، إلا أن سيلينا غوميز لم تتمكن من نيل فرصة الترشح في فئة أفضل ممثلة مساعدة، على عكس زميلتيها في العمل زوي سالدانا وكارلا صوفيا جاسكون، اللتين حجزتا مكانهما في القائمة. هذا الإقصاء أثار استغراب محبي غوميز، لا سيما أن أدائها كان أحد أبرز نقاط القوة في الفيلم.
دينيس فيلنوف… خارج سباق أفضل مخرج:
في خطوة مفاجئة، لم يجد المخرج الكندي دينيس فيلنوف اسمه في قائمة أفضل مخرجين، رغم نجاح فيلمه “Dune: Part Two” الذي وُصف بأنه تحفة سينمائية، حيث حصل الفيلم على ترشيح لأفضل فيلم، لكن غياب مخرجه عن السباق طرح تساؤلات حول معايير الأكاديمية، لا سيما أن فيلنوف سبق أن تعرض لاستبعاد مشابه عندما تم ترشيح الجزء الأول من الفيلم دون إدراجه في فئة أفضل مخرج.
استبعادات أخرى بارزة:
قائمة الإقصاءات لم تتوقف عند هؤلاء، بل امتدت لتشمل أسماء أخرى مثل مارغريت كوالي، التي تألقت في the” Substance”، حيث ذهبت الفرصة لزميلتها ديمي مور، التي حصدت جائزة الغولدن غلوب.
كما تم تجاهل دانييل كريغ عن دوره في فيلم “Queer” ، الذي جسد فيه شخصية مغترب أمريكي مثلي الجنس، رغم إشادات واسعة بأدائه. في فئة الرسوم المتحركة، لم يحصل “Moana 2” على ترشيح، رغم أن الجزء الأول كان مرشحًا عام 2016، وهو ما شكل خيبة أمل لعشاق الفيلم. كما شهد فيلم “Challengers”, الذي كان من أكثر الأعمال المنتظرة، غيابًا تامًا عن الترشيحات، ما أثار استغراب متابعيه.
الأوسكار 2025.. تساؤلات لا تنتهي
مع كل عام، تأتي ترشيحات الأوسكار لتُحدث ضجة، لكن نسخة 2025 تبدو استثنائية من حيث عدد وأهمية الأسماء المستبعدة.
وبينما يرى البعض أن الاختيارات تعكس توجهات الأكاديمية وتفضيلاتها، يعتقد آخرون أن بعض هذه الإقصاءات قد تكون مرتبطة بأسباب غير فنية، مثل الجدل المحيط بالأفلام أو استراتيجيات الحملات الدعائية، وحتى لأسباب سياسية وتتعلق بحرية التعبير.
في النهاية، تبقى الأوسكار ساحة تتقاطع فيها الاعتبارات الفنية والسياسية والتجارية، ويبقى السؤال الأهم: هل كانت هذه الترشيحات عادلة حقًا، أم أن الأكاديمية فوتت فرصة تكريم بعض من أبرز الأداءات في هذا العام السينمائي المزدحم؟