تعرفت على الفقيد في فترة الثمانينات، جمعتنا جمعية المواهب إلى جانب الراحل عبد المومن شباري، حيث الدفاع عن مضمون الثقافة التقدمية، كان التنافس بيننا قويا من أجل الانتصار لأفكارنا السياسية المختلفة،لكن في أجواء من بذل المجهود الفكري من أجل الإقناع العقلاني، وشاءت الصدف أن نلتقي بسجن اغبيلة سنة 1985، فاستفدنا نحن “مجموعة 16” الحديثة العهد بالاعتقال، من المكاسب الاجتماعية التي حققتها قبلنا مجموعة “رفاق الشهداء” ، خلال هذه الفترة تقوت علاقتنا النضالية ضد ظروف الحجز، كما تطورت علاقتنا السياسية، خصوصا بعد التحاق ما تبقى من “الاختيار الثوري” بالخارج ب”اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي”، وبعد الخروج من السجن ستكون محطة أخرى من النضال، من خلال الأنشطة السياسية والميدانية في إطار التحالف السياسي بين حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والنهج الديمقراطي.
وأتذكر لحظات الفر والكر مع الأجهزة المخزنية ونحن نوزع مناشير مقاطعة الانتخابات لسنة 1997، ومع بداية الألفية الجديدة سننخرط سويا في الدعوة إلى تأسيس إطار مدني للدفاع عن التسوية الاجتماعية لضحايا الاعتقال السياسي والنضال ضد عدم الإفلات من العقاب والكشف عن الحقيقة ، كل الحقيقة عن الخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وقد تمخض عن هذا المجهود إلى جانب مجهودات رفاق آخرين ميلاد المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، وظلت علاقتنا حتى وفاته يطبعها الاحترام والتقدير المتبادلين، نم يارفيقي قرين العين ، سنعض بالنواجذ عن وصيتك من أجل الكشف عن الحقيقة كل الحقيقة عن المختطفين والشهداء المغتالين، والدفاع عن عدم التكرار وطي صفحة الماضي بقراءتها القراءة التي تنصف الضحايا وذويهم، وتؤسس لنظام ديمقراطي ينتفي فيه كل أشكال التمييز والاستغلال والحجر، حيث ينعم الشعب بالحرية والعيش الرغيد.