مسيرة حاشدة ريفية ببروكسيل من أجل الريف والمعتقلين ورسالة لناصر الزفزافي (صور)
17/02/2019
0
نص الرسالة التي وجهها المعتقل على خلفية حراك الريف، ناصر الزفزافي ، إلى منظمي مسيرة بوكسيل:
ايتها الحرائر ، أيها الأحرار ؛ الناجون من جحيم الاستبداد و الظلم و الطغيان ، إليكم أبعث أزكى سلام و أحر التحايا من أعماق قلبي و لكم أقول مهما استبد الظلام و مهما عصفت نوائب الدهر سيبقى ذلك العناد الريفي و النخوة و العزة تلازمنا ، سنحمل صخرة آمانينا على أكتافنا و نصعد بها الجبل حتى نبلغ القمة مثل أسطورة سيزيف فإن كان سيزيف لوحده لم يصل فالاكيد نحن سنفعل ، إذ نحن جماعة و لسنا فردا واحدا ، سنظل نكابد و نجاهد و نناضل حتى نبلغ المنى و يتحقق المراد منيرين الطريق بتاريخنا الحافل برموز مجاهدينا الأبرار و على رأسهم المجاهد و المعلم ، و الاستاذ و القاضي مولاي موحند رضي الله عنه و أرضاه ، الذي لم يسلم هو كذلك من المحاكمة الصورية و الفاضحة التي كشفت زيف الشعارات المخزنية و النظرة الحقدية لرموزنا و تاريخنا المجيد حتى وصلت بهم الوقاحة الى وصف مولاي موحند بالفتان كما جعلوه نسيا منسيا و همشوا ملاحمه و تاريخه المشرق و ساهموا في نفيه .
ايها الاحرار ، أيتها الحرائر :
يأتي هذا اليوم التاريخي لرد الاعتبار للمرأة الريفية العظيمة و نصرتها و الوقوف الى جانبها نظرا لما تتعرض له من تشهير و إتهامات مغرضة من طرف أذناب المخزن الذين ما فتؤوا يعملون و يكدون لإقبارها كما تابعتم ذلك جميعا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي و عبر مواقع المخابرات ، هذه المسيرة ما هي إلا واحدة من المسيرات السابقة التي دعونا إليها من أجل نصرة المرأة الريفية العفيفة الطاهرة و جعل هذا اليوم عيدا ريفيا يحتفي فيه المجتمع الريفي بكل مشاربه بالمرأة تقديرا و امتنانا لها على نضالاتها و تضحياتها و مساهمتها في النهوض بالانسان الريفي ليرتقي أكثر و يحقق تطلعاته في الحياة ، هذه المرأة التي كانت و لا زالت دعامة اساسية لإنجاح الحراك الشعبي عبر خروجها الى الشارع جنب الرجل لتشارك في التعبير عن مطالب الساكنة و رفض كل أشكال التمييز و الاقصاء و التهميش فأعطت شرعية و مصداقية أكثر لهذه المطالب و التجذر في وجدان و وعي الريفيين بصفة عامة ، و لولاها لما نال هذا الحراك مباركة و تأييدا و تزكية كل شرائح المجتمع الريفي بنسائه و رجاله و شبابه و شيبه و حتى ذوي الاحتياجات الخاصة ، و لم تسلم هي أيضا من حملة الاعتقالات و المحاكمات الصورية و متابعة العديد من الناشطات الحراكيات منهن من ذاقت ظلمات السجن و منهن من صدرت في حقهن احكاما متفاوتة المدة و العقوبة .
أمام تضافر كل هذه العوامل ، صنع جيل الحراك ملحمته و سجل بصمته بكل فخر و اعتزاز بأننا شعب حي يحب الحياة و يعشقها حتى الثمالة ، نحب الحرية و لا نرتضي لها بديلا .
إننا اليوم أيتها الحرائر أيها الاحرار ، بأمس الحاجة الى بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى لرص الصفوف و لم الشمل و ترك الاختلافات البسيطة جانبا و إحياء القيم الحقيقية التي يمتاز بها الإنسان الريفي الأمازيغي الحر لبناء جيل جديد يعيد الاعتبار لموروثنا الجماعي ، لثقافتنا و لغتنا و أرضنا و إنساننا .
أيها الاحرار ، ايتها الحرائر :
لقد خضنا و إياكم طول مسيرة الحراك الشعبي الى اليوم عدة أشكال و مسيرات ، فكنتم السند و الداعم لنضالاتنا و ماخلفتم يوما موعدا و برهنتم في اكثر من محطة عن مدى تشبثكم بروح الانتماء الى الريف و الدفاع عن قضيته ، و أبليتم البلاء الحسن بل و ضحيتم بوقتكم و مالكم و حملتم هم الحراك و المختطفين على عاتقكم و تقاسمتم معنا المعاناة غير مكترثين بالاصوات الهدامة التي عبثا تحاول تشتيت شملنا و اللعب على وتر التفرقة و التخوين بغية ثنينا عن طريق الحق ، طريق الحرية و الكرامة و العدالة الإجتماعية ، لكم نرفع قبعة الاحترام و التقدير فردا فردا دون استثناء على كل ما قدمتوه و تقدمونه في سبيل قضية تجمعنا و توحدنا ، لذلك فإن الاحساس بفخر الانتماء لهذا الشعب يقوي فينا الأمل و يزرع فينا حب الحياة أكثر ، و مهما تكالب علينا اعداء الحرية و حاصرونا بسياساتهم الاقصائية العنصرية سنبقى متحدين مع بعضنا البعض مثل جسد واحد اذا اشتكى ريفي واحد تداعى له سائر الريفيين بالتضامن و التآزر مبرزين روح ” ثويزا” و العمل التشاركي الجماعي .
و ألتمس منكم أخيرا فضلا و ليس أمرا أن تسقطوا عني جميع الألقاب و تعتبرونني كسائر أبناء الريف الذين خرجوا و نادوا بإسقاط الفساد و الحكرة ، و المرحلة تحتم علينا أن نكون صفا واحدا و ان نترك الايديولوجيات و الخلافات الثانوية التي تشتت و تفرق الجمع و ريفنا أسمى منا جميعا ، كما يجب أن نكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا لايصال المركب الى بر الأمان ، و إذا كان في سجني حريتكم و في حريتي ظلم لكم فأسأل السجان ان يزيدني سجنا على سجن ، كما أنني لا أسعى إلا ان اكون كالشمعة التي تحترق لتنير دروب الضائعين و المظلومين ، و لتتأكدوا ايها الحراكيون الاحرار ايتها الحراكيات الحرائر أنني أحببتم بصدق قبل أن تحبوني لكن أسألكم قبل ان تخطفني الموت في أية لحظة ان تكونوا جسدا واحدا و أملي ان تجعلوا في اختلافكم مافيه مصلحة الحراك و الوطن و الريف ، فالريف و حراكه العظيم المبارك أمانة في أعناقكم ، و أهلي و عائلتي استودعتهم أجمعين أمانة على رقابكم فأحسنوا لهم و إليهم و لن يخيب ظني فيكم أنكم أهل الوفاء و الامانة ، أقبل نعالكم و أرجلكم على ثقتكم التي منحتموني إياها كما أحييكم على ثباتكم و صمودكم و كم كنت اتمنى لو كنت الان متواجدا معكم و بينكم لأعانقكم واحدا تلو الآخر و اعلموا علم اليقين اني عائد اليكم و إلى الريف حيا أو ميتا ، غير خائن و لا مساوم لقضيتنا ، سلام عليكم يا أهل ريف الشتات ، سلام عليكم يا أهل الريف المنسيون ، سلام عليكم يا أهل الريف الحاضرين و الغائبين ، لكم انحني إجلالا و إكبارا .
اطلقوا سراح الوطن .