
قالن ابتسام تبات، الناشطة بحركة 20 فبراير، إن الحركة حققت في ظرف سنة واحدة ما لم تحققه الكثير من الحركات والأحزاب السياسية في عشرات السنوات، حيث أن أهم ما تحقق كان دستور 2011، مؤكدة أنه ليس من السهل “ بمكان أن تستطيع حركة شبابية خلال سنة واحدة أن تفرض، بمجهود نضالي شبابي عفوي منفلت، تغييرا دستوريا لم تتمكن من فرضه المذكرات الحزبية لسنوات طويلة، بغض النظر عما يمكن أن يقال عن طبيعة التعديلات التي جاء بها هذا الدستور”.
جاء ذلك، في تصريح للموقع الصحفي “هنّ” حيث قالت ابتسام، إنه “لا يمكن إنكار فضل “20 فبراير” في إزاحة جدار الخوف الذي انبنى أمام المغاربة لعقود منذ سنوات القمع والجمر والرصاص، هذا ما تراه ابتسام، قبل أن تستطرد: “صار العمل السياسي مصاحبا للسجن والقمع، وصارت كل الفئات، اقتداء بهذ الحراك، قادرة على تخطي الخوف والاحتجاج في الشارع”.
وأضافت المتحدثة ذاتها، أن “20 فبراير” أسست للفعل السياسي العلني الذي لا يتبع القوالب الكلاسيكسة الجاهزة، فصار من الممكن ممارسة الاحتجاج باستقلال عن الوصاية الحزبية أو النقابية بصورتها التقليدية.
وتابعت، أن هناك أمور كثيرة ومكاسب هامة حققتها هذه الحركة، بالإضافة إلى مساهمتها في تحسين وضعية العديد من الفئات وتجويد العمل السياسي، وإثراء المشهد بظهور حركات نضالية واحتجاجية جديدة بعيدة عن القوالب التقليدية، كما تجلى ذلك في تأسيس عدد من المجموعات والتنسيقيات، وتطور العمل المدني والجمعوي.
وبخصوص الوضع السياسي بعد الحركة، اعتبرت، ابتسام أن الأحزاب السياسية المغربية لم تلتقط الإشارة بما يكفي، وبقيت حبيسة قوالبها الجاهزة وآلياتها التواصلية والنضالية القديمة، فلم تتمكن من إدماج الحركات الشبابية الجديدة واعتماد الأساليب التي صار يستخدمها الشباب اليوم في تعبيراتهم السياسية الاحتجاجية.
في السياق ذاته، قدرت المتحدثة ذاتها، أن الأحزاب الجدية والوطنية، أكدت عن تخلفها عن هذا الركب الذي اطلقته الحركة، وأنها اندحرت وتقهقرت مقابل تقدم الأحزاب ذات الطابع الإداري والتقني التي تخدم مصالحها الضيقة، مشددة على ضرورة استحضار الفاعل السياسي اليوم لهذه اللحظة التاريخية من أجل تصحيح منهجية عمله، وتقويم أدوات خطابه.